في تقاطع مع موقف الاحتلال الأميركي، ورضوخاً لضغوط النظام التركي، أعلن عضو الهيئة التنفيذية في «حركة المجتمع الديمقراطي» الكردية، آلدار خليل القبول بما يسمى «المنطقة الآمنة» بمسافة خمسة كيلومترات على الحدود السورية التركية، بذريعة تفادي الحملة العسكرية التركية.
ويشير إعلان خليل إلى تراجع في موقف الميليشيات الكردية التي كانت تهدد بمقاومة أي عدوان تركي، وإشعال الشريط الحدودي.
وذكر خليل، في تصريحات نقلها موقع «باسنبوز» الإلكتروني الكردي «تركيا تعتقد أننا سوف نرفض إقامة المنطقة الآمنة وبالتالي تتخذها حجة للسيطرة على المنطقة»، مضيفاً: «ليست لدينا مشكلة في إقامة المنطقة الآمنة لكن هناك بعض التفاصيل التي يجب التباحث فيها، كعمق المنطقة الآمنة، القوات التي ستشرف عليها، موضوع عفرين والتغيير الديمغرافي، هذه كلها مواضيع يجب التباحث فيها للوصول إلى صيغة بشأنها».
وتابع خليل: إن «تركيا تسعى إلى إقامة المنطقة الآمنة بعمق 32 كم ولا يمكن القبول بذلك»، مبيناً أنه «بعمق 32 كم لن تبقى (ما تسمى) الإدارة الذاتية (الكردية) في شمال وشرق سورية لأن تلك المسافة هي التي توجد فيها الإدارة».
وأوضح «نحن بدورنا قلنا إننا لا نمانع بالمنطقة الآمنة لمسافة 5 كيلومترات»، مشدداً على ضرورة أن تكون «قوات حماية الحدود» مما سماه «القوات المحلية» في إشارة إلى مسلحي الميليشيات الكردية.
وبشأن الحوارات الأميركية التركية حول شرق الفرات قال خليل: «أميركا تُجري هذه المباحثات خدمة لمصالحها وليس كرمى لعيوننا، التفاهم الذي سينجم عن المباحثات التركية الأميركية سيكشف العديد من الأمور، وما إذا كان أردوغان سيُنفّذ تهديداته أم لا، تركيا تلح كثيراً على احتلال المنطقة وتبحث لذلك عن الأسباب والمبررات».
وفي مسعى لاستيعاب التهديدات التركية، ذكر خليل «نعمل على تطوير مشروعنا الديمقراطي داخل الحدود السورية، لا نسعى إلى الدخول في أية حرب مع دول الجوار».
وقال: «نحن نتعرض للتهديدات، وتركيا حشدت قواتها على الحدود وتهدد بالهجوم. ونحن ننظر بجدية إلى هذه التهديدات، وبقدر ما نحن مستعدون ومنفتحون على الحوار والحل، فإننا مستعدون أيضاً للدفاع عن مكتسباتنا».
وكان أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أعلن مؤخراً أن الاقتراحات الأميركية الجديدة المتعلقة بـ«المنطقة الآمنة» المزعومة لا ترضي تركيا، مضيفاً إن البلدين لم يتفقا بشأن إخراج «وحدات حماية الشعب» الكردية منها ولا على مدى عمقها أو من ستكون له السيطرة عليها.
وأول من أمس، أكدت العشائر العربية في سورية رفضها القاطع لإقامة أي مناطق آمنة على أراضيها، داعية إلى بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي السورية، بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.
وبدعوة من قبيلة طي، عقدت العشائر العربية في سورية، الأحد، وعلى رأسها عشائر طي وبري والبقارة والبكارة والنعيم والحديدين والعساسنة، ملتقى عشائرياً في قرية «بنان الحص» بريف حلب الجنوبي، تحت عنوان تعزيز المقاومة الشعبية من خلال تمكين العشائر لمواجهة الأطماع التركية والأميركية في سورية، والحفاظ على وحدة أراضيها ومحاربة أي مشروع خارجي يسعى لتقسيمها أو لإقامة مناطق آمنة على أراضيها أو لنهب ثرواتها.
والجمعة، أعلن مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح نقلته وكالة «سانا» للأنباء رفض سورية المطلق لأي شكل من أشكال التفاهمات الأميركية-التركية، معتبراً أنها تشكل اعتداء صارخاً على سيادة ووحدة سورية.