أكدت مصادر ومحللون، وجود توافق بين النظام التركي والولايات المتحدة الأميركية بالحفاظ على تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وعدم إنهائه كتنظيم مسلح حالياً في المناطق التي يسيطر عليها في شمال سورية، بل محاولة إعادة تأهيله.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال في مؤتمر صحفي في السابع عشر من الشهر الجاري: إن «واشنطن تريد الحفاظ على «جبهة النصرة» وتحاول جعلها طرفاً في التسوية»، مشيراً إلى أن ذلك يمكن وصفه بـ«القنبلة الموقوتة».
وأمس نقلت مواقع إلكترونية معارضة، عن مصادر فضلت عدم الكشف عن هويتها تأكيدها، أن هناك توافقاً أميركياً تركياً بشأن الحفاظ على تنظيبم «جبهة النصرة»، وعدم إنهائه كتنظيم مسلح بارز حالياً في إدلب، ولاسيما مع رجوع أميركا إلى الملف السوري، وتحديداً في الشمال، مشيرة إلى أن أميركا والنظام التركي يتخوفان من البديل عن «النصرة».
من جانبه، رأى الباحث المهتم بالجماعات الإرهابية، عباس شريفة، في تصريح نقلته المواقع، أن أميركا لا تعمل على إعادة تأهيل تنظيم «النصرة»، بقدر ما أنه يحقق مصالح لها في الشمال السوري، وسط الخلاف مع روسيا، لاسيما بعد إخفاق الاجتماع الثلاثي الأمني في القدس المحتلة، وعدم حصول واشنطن على ضمانات روسية بما سمته إخراج إيران من سورية.
وأضاف: إن عودة أميركا للملف السوري، مرتبط بالخلاف مع روسيا، وعدم حصول كيان الاحتلال الإسرائيلي على ما يريد، ورغبة واشنطن بالإضرار بالمصالح الروسية.
وتابع: «بناء على ذلك، توافقت المصالح الأميركية والتركية في قضية إدلب، وهي كذلك تهم أيضاً أوروبا بسبب قضية اللاجئين (المهجرين) التي يمكن أن تسبب أزمة هناك، لذلك عادت أميركا للتدخل في إدلب، ولكن من خلال إعادة ترتيب المنطقة في الشمال من ضمنها النصرة».
ولفت شريفة إلى أن تنظيم «النصرة» يدرك الأمر، وقام بإجراءات عدة من أجل أن يحصل على هذا التأهيل، ليكون هناك تعامل دولي معه، وقال: إن المؤشرات التي تدل على ذلك هي: وقف النصرة قضية خطف الصحفيين وتسليم عدد من المطلوبين والأسرى لذويهم وإيجاد واجهات مدنية عدة مثل ما تسمى «حكومة الإنقاذ» للتعامل مع الخارج، وإخفائه الكثير من الشخصيات الإشكالية عن الواجهة الإعلامية والأضواء والانخراط فيما أسماها قضية محاربة الإرهاب من خلال محاربته لميليشيا «جند الأقصى»، وتنظيم داعش الإرهابي، وتضييقه على ميليشيا «حراس الدين» المؤيد لزعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري.
وتهدف أميركا، من خلال التوافق مع النظام التركي بالحفاظ على تنظيم «النصرة»، إلى «إعادة هيكلة الأخير بطريقة لا تعطي له شرعية، ولا تقطع التعامل معه كقوة موجودة، فإنهاؤه يعني استفادة روسيا والدولة السورية»، وفق شريفة.
وأكد أن إنهاء «النصرة» في إدلب، يعني تهديداً كبيراً بالنسبة لأميركا، فهو يسهل إدخال الجيش العربي السوري وروسيا إلى إدلب، ما يعني فقدان ورقة مهمة للضغط على الروس.
وأوضح أن «أميركا تريد الاستفادة من وجود «النصرة» في الشمال السوري ضمن شروط معينة وليس إنهاء التنظيم الإرهابي».