سورية

لو استطاع الإرهاب اجتياح سورية لاجتاح العالم … اللواء حسن حسن لـ«الوطن»: بوصلة الجيش نحو الأمام وما من معركة خطط لها إلا وانتهت وفق ما قرر

| سيلفا رزوق

أكد مدير الإدارة السياسية في الجيش العربي السوري اللواء حسن حسن، أن الجيش العربي السوري، جاء خلاصة لسلالة من البطولات والأبطال، بدأت منذ رفض وزير الحربية البطل يوسف العظمة إنذار غورو، والسماح بدخول المحتلين إلى سورية دون قتال، ومرت بمراحل من الصمود والعزة، وصلت إلى هذه المرحلة التي تتحقق فيها الانتصارات على الإرهاب، مبيناً أن فصول الحرب في هذا الوقت لم تعد عسكرية فقط، وإنما تداخل فيها العسكري بالسياسي بالاقتصادي، مشدداً على أن الجيش الذي طهر كل هذه المساحات الواسعة من درعا وحتى حدود إدلب، لن يتوقف على المطلق عند إدلب ولا عند أي منطقة تنتشر فيها المجموعات الإرهابية والمصنفة وفق القانون الدولي على أنها إرهابية، وبالتالي لن يبقى شبر واحد إلا وسيتم استعادته.
اللواء حسن في مقابلة خاصة مع صحيفة «الوطن» بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين لذكرى لتأسيس الجيش، هنأ الجيش العربي السوري، ورجاله رجال المعجزات، واسطة عقد الكرامة والسيادة والوفاء والانتماء الخالص للوطن، الذين علموا الكون كيف تكون التضحية والعطاء».
وأكد اللواء حسن أن الجيش العربي السوري، جاء خلاصة لسلالة من البطولات والأبطال، بدأت منذ رفض وزير الحربية البطل يوسف العظمة إنذار غورو الذي قبلته الحكومة آنذاك كي لا يكتب بالتاريخ أن المحتلين دخلوا دون قتال، وهذه الصورة المشبعة بكل معاني رفض الذلة والخنوع والتبعية، تجددت عندما رفضت حامية البرلمان السوري أيام الاحتلال الفرنسي لدمشق، أن تؤدي التحية للجنود الفرنسيين، وعادت هذه السلالة لتنتج انتصاراً في حرب تشرين التحريرية، وصولا إلى رفض الشروط الأميركية عندما جاء وزير الخارجية الأميركي كولن باول إلى دمشق، حاملاً شروطاً رفضتها سورية وقالت «لا» للإملاءات الأميركية، ومنذ بداية الحرب حتى الآن يخوض الجيش أعتى حرب عرفها التاريخ، وهو استطاع الصمود والثبات واستطاعت الدولة والشعب السوري تحقيق الانتصار على الإرهاب، وتمكن من تطهير مساحات واسعة كان يحتلها الإرهاب المدعوم من أميركا وأدواتها، ليجسد أسمى معاني الوطنية، و«يمكن لأي إنسان أن يقارن ما نحن عليه الآن وما كنا عليه قبل سنوات، وهذا يقدم لنا مؤشراً بأن بوصلة الجيش العربي السوري دائماً نحو الأمام، وما من معركة خطط لها الجيش وقرر خوضها إلا وانتهت وفق ما قرر لها».
ولفت اللواء حسن إلى أن فصول الحرب في هذا الوقت لم تعد عسكرية فقط، وإنما تداخل فيها العسكري بالسياسي بالاقتصادي، وكما أن لسورية أصدقاء، إنما أيضاً أعداؤها كثر، وعلينا أن لا ننسى بأن واشنطن لا تزال قوة عظمى، لكن يمكن القول إن ما يميز هذا العصر بأنه عصر «مكاسرة الإرادات»، إرادات القوة الدولية والإقليمية، والمؤشر الأساس فيه أن الإرادة الصهيو أميركية في طور الانكسار، وإرادة المقاومة ومحور مكافحة الإرهاب في طور التطور والانتشار، وهذا لم يكن له أن يحصل لولا صمود وتضحيات وكفاءة ومهارة ويقين رجال الجيش العربي السوري، مؤكداً أننا أمام فصل جديد من فصول مواجهة الإرهاب والقضاء عليه، هذا الإرهاب العابر لحدود الدول والقارات.
وكشف اللواء حسن، بأن الجيش العربي السوري أضاف بانتصاراته على الإرهاب، شيئاً جديداً أو مبدأ جديداً إلى الفكر العسكري العالمي وهو كيف يمكن التنسيق والتكامل ما بين أداء جيش تقليدي معروف بغزارة نيرانه وتنوع قواته وقدرته على الانتشار، وما بين مقاومة هي الأصدقاء في حزب اللـه، ورجال القوات الرديفة والدفاع الوطني أو كتائب البعث، «وجميعها قامت بمهام نوعية قتالية بقيادة الجيش وتحت إشراف الجيش، وهذه المواءمة هي أكثر ما يزعج رجالات الكيان الصهيوني، ونحن أمام فصل جديد وقلب صفحة محروقة من صفحات الإرهاب سواء كان في ريف إدلب أو حماة أو اللاذقية وباقي المناطق السورية».
ولفت مدير الإدارة السياسية في لقائه مع «الوطن» إلى أن المسار العسكري للقضاء على الإرهاب في الشمال مستمر، لكن الحل وكما أشار الرئيس بشار الأسد، هو بمسارين، عسكري وسياسي، وبالتالي عندما يمكن البناء على الدبلوماسية الروسية ومن خلال علاقة الأصدقاء الروس مع أردوغان أو علاقة الأصدقاء الإيرانيين مع تركيا، فهذا أمر جيد لكن في الوقت ذاته عندما تصل الأمور إلى حائط مسدود فإن الجيش العربي السوري الذي طهر كل هذه المساحات الواسعة من درعا وحتى حدود إدلب لن يتوقف على المطلق، لا عند إدلب ولا عند أي منطقة تنتشر فيها المجموعات الإرهابية والمصنفة وفق القانون الدولي على أنها إرهابية، وبالتالي لن يبقى شبر واحد إلا وستتم استعادته.
وبين اللواء حسن، أن الأعمال القتالية التي يقوم بها الجيش العربي السوري في إدلب هي للرد على الخروقات التي تقوم بها المجموعات الإرهابية، وخاصة أنهم يستهدفون المدنيين والبنى التحتية، وعندما يكون هناك خرق من قبل هؤلاء الإرهابيين يقوم الجيش بالرد على هذه الخروقات، وبالنهاية فإن بقاء الإرهاب لن يستمر إلى ما لا نهاية، ولن يستطيع النظام التركي الاستمرار بالمماطلة إلى النهاية، وهذه المجموعات الإرهابية التي قدمت من كل أنحاء العالم ينبغي على الجيش السوري، وعلى جميع دول العالم مواجهتها، بل على العالم أن يشكر سورية بأنها تحارب الإرهاب نيابة عنهم.
وشدد اللواء حسن على أن تركيا لا تزال رأس حربة الناتو وبوابة الناتو على المنطقة الشرقية والاتجاه الروسي بآن معاً، وليس من الحكمة الذهاب لتصعيد قد يقود إلى مالا تحمد عقباه، مشيراً إلى أنه بالعلم العسكري هناك نظرية تقول إن التحشيد العسكري قد يؤدي إلى حروب حتى لو لم يرغب المحشدون، وأي خلل قد يؤدي لنتائج غير محسوبة، وبالتالي لا يجوز استبعاد أي احتمال، لكن المؤشرات العامة تشير إلى أن من يدعمون الإرهاب هم في طور التراجع والتفكك، والجيش العربي السوري ومن معه في طور التقدم وتطهير المزيد من الأراضي السورية.
اللواء حسن أكد على فعالية الدور الروسي والإيراني في حرب سورية على الإرهاب، مشيراً إلى أن مشاركة الأصدقاء، جاءت بعد صمود الدولة والجيش السوري، وبعد يقينهم بأنه يمكن البناء على هذا الصمود، وهذا ما أثبته الجيش على أرض الواقع، وهذا الصمود جاء بالتكامل بين القيادة والجيش والتفاف الشعب حول القيادة والجيش، وعبر الفيتو الروسي الصيني عن إشارة ورسالة تجاوزت الجغرافية السورية والإقليمية، إلى إعادة رسم توازن العلاقات الإقليمية والدولية، عنوانها يقول بأن عصر الأحادية القطبية « لم يعد صالحاً» للاستخدام، وأصبح هناك معطيات جديدة، مضيفاً: «الدعم الروسي والإيراني ودعم أصدقائنا في حزب اللـه جاء في الوقت المناسب».
واعتبر مدير الإدارة السياسية أن الجميع اتضحت له الصورة، بأن هذا الإرهاب لا يستهدف سورية فقط، ولن يقف عند الحدود السورية، وهو لا يحتاج إلى جواز سفر للعبور من دولة إلى أخرى، هذا الإرهاب يشكل أخطاراً وتهديدات تواجه الأمن الوطني والقومي لجميع الدول من دون استثناء، مجدداً التأكيد أن الوجود الروسي الإيراني هو شرعي، وأي وجود آخر من دون دعوة الحكومة السورية هو وجود احتلالي، وشتان ما بين الاحتلال وما بين العمل الجاد والفعلي لمكافحة الإرهاب.
اللواء حسن اعتبر أن هناك مفاهيم جديدة بالعلاقات الدولية، ولو استطاع الإرهاب التكفيري الذي حمل مسمى «الربيع العربي» اجتياح سورية لا قدر اللـه، لكان الإرهاب اجتاح العالم، لافتاً إلى أن ارتفاع مستوى العلاقة السورية الروسية، والسورية الإيرانية، والروسية الإيرانية أكد بأن صمود الدولة السورية ووقوف الأصدقاء إلى جانبها، مهد لخلق بيئة إستراتيجية جديدة تخلق معطيات جديدة على العلاقات الدولية، وهذه العلاقة ستصبح أنموذجاً للعلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية بين الدول، التي تقوم على مبدأ احترام سيادة الدول وعلى الندية وعلى احترام القانون الدولي، موجهاً الشكر للأصدقاء الروس والأصدقاء الإيرانيين، ولحزب اللـه ولكل من وقف مع الدولة السورية في مواجهة هذا الإرهاب الذي لن يخلف إلا الويلات والكوارث التي لن تتوقف عند حدود الجغرافية السورية.
وحول ما يروج بخصوص السعي الأميركي التركي المستميت لتكريس ما يسمى بـ«المنطقة الآمنة، اعتبر اللواء حسن أن لا فارق اليوم ما بين ميليشيا «قسد» و«الحزب الإسلامي التركستاني» و«داعش» و«النصرة»، وكل من يحمل السلاح في وجه الدولة السورية، هو جزء من المشروع التفتيتي الذي يستخدم الإرهاب التكفيري كأداة له، متمنياً على «الأخوة الأكراد» و«المكون الكردي» في الشمال الذي نعتز به ألا يؤخذ بالأحلام التي تعطيهم إياها أميركا، لأن أميركا تتخلى دائماً عن أي حليف مهما كان عند أي منعطف، وموضوع إقامة «كنتون» كردي في الشمال الكردي غير ممكن، والترويج لمقولة إن الأكراد يسعون لهذا الكنتون هو خاطئ لأن قسماً كبيراً من الأكراد هم مع الدولة السورية، وهناك وزراء وأعضاء مجلس شعب وفعاليات مختلفة، كما أن المكون الأساسي في تلك المناطق هو مكون عربي، مجدداً الدعوة لـ«أكراد» الشمال ألا يكونوا مكسر عصاً عند واشنطن، لأنه لا أمان ولا استقرار لهم، إلا في حضن الدولة السورية، ولن يكتب النجاح لأي مكون يحمل السلاح في أي منطقة كانت، لأن الأرض ستبقى سورية الهوية والوجه واللسان.
واعتبر اللواء حسن في لقائه مع «الوطن»، أن سورية والعراق دولتان جارتان يهددهما خطر واحد هو الإرهاب لذلك حرصت الولايات المتحدة أن تبقى الحدود السورية العراقية مسكناً وملعباً لهذا الإرهاب، ومن حق الدولة السورية والدولة العراقية تطهير كامل الحدود من داعش وغيرها من تنظيمات إرهابية، والدولتان لا تحتاجان لجواز عبور للقضاء على الإرهاب على حدودهما، ومن واجب الجميع اجتثاثه، وليس دعمه كما تقوم به الولايات المتحدة.
وختم مدير الإدارة السياسية في الجيش العربي السوري لقاءه بالقول: «نحن على يقين بأن الغد سيكون أكثر بهاء وأكثر إشراقاً وبأن سورية ستعود أكثر قوة وأكثر فعالية، وكل ما يتعلق بحاضر الدولة السورية ونظام حكمها ومستقبلها، إنما هو شأن حصري داخلي وحق حصري للشعب السوري، ولا يحق لأحد على الإطلاق التدخل فيه، وهذا شأن سيادي لا يقبل المساومة ولا المراوغة، ومن يرسم أي أوهام فعليه الاستيقاظ من أوهامه».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن