في مؤشر على فسادها، حولت ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد» أحد أكبر مجرمي تنظيم داعش الإرهابي إلى أبرز رجال الأعمال في الرقة، وبات يتحكم بقطاع الإنشاءات والإعمار في المدينة، فضلاً عن وساطته لدى الميليشيا للإفراج عن مسلحين سابقين من التنظيم ليصبحوا سنداً له في أعماله.
ولا تزال قضية مسلحي وقادة تنظيم داعش السابقين الذين التحقوا بصفوف «قسد»، تتصدر المشهد في منطقة شرق الفرات في ظل الصمت المتواصل لقيادات الميليشيا حول ممارساتها ولاسيما مع النشاط الكبير لخلايا التنظيم في المنطقة.
ونقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، عن مصادر وصفها بـ«الموثوقة» أمس، أن فساداً كبيراً تعيشه الرقة في قطاع الإنشاءات من سرقات وتجاوزات وما إلى ذلك من قبل أشخاص كانوا سابقاً في صفوف التنظيم وأصبحوا شخصيات بارزة في هذا المجال.
ولفتت المصادر إلى أن قيادي محلي سابق لدى تنظيم داعش ممن شاركوا في الهجوم على عين العرب وجرى اعتقاله في محافظة الرقة لعدة أشهر قبل أن يفرج عنه، تحوّل إلى رجل الإنشاءات الأول في الرقة بمباركة من «قسد»، حيث بات يتحكم بقطاع الإنشاءات والإعمار في المدينة، فضلاً عن وساطته للإفراج عن مسلحين سابقين من التنظيم ليصبحوا إلى جانبه في منصبه.
وأضافت المصادر: إن هذا «الأمير» السابق (لم تذكر اسمه) بات يملك مزارع عدة في منطقة الصالحية ومرافقة شخصية وسلاحاً، مستغلاً ما جناه من سرقات وتجاوزات في مجال الإنشاءات وكان آخرها قضية سرقة أكثر من 200 ألف طن من الحديد من المباني المدمرة بفعل العمليات العسكرية السابقة في الرقة (عمليات قسد وتحالف واشنطن بحجة محاربة التنظيم)، وهو متورط بها بشكل رئيسي برفقة أشخاص آخرين.
وأوضحت، أن مكيدة تعرض لها عمال في هذا المجال وجرى اتهامهم بهذه السرقة وزجهم في السجون، وسط استياء شعبي واسع ومتواصل تجاه قضية المسلحين السابقين في صفوف تنظيم داعش، حيث تصاعد هذا الاستياء بشكل كبير، الخميس الماضي، في الأوساط المدنية على خلفية الممارسات التي يقوم بها مسلحون من «قسد» ممن كانوا مسلحين سابقين لدى تنظيم داعش قبل أن يجروا «تسوية» وينخرطوا في صفوف الميليشيا وما يسمى «الدفاع الذاتي» وغيرها من الميليشيات التي تسيطر على منطقة شرق الفرات، وذلك وفق ما ذكر «المرصد».
وبهذا الصدد، أشارت المصادر الـــ«موثوقة» إلى أن «اللواء 42» في بلدة الكبر بريف دير الزور الغربي التابع لـ«قسد» يشهد ممارسات إرهابية بحتة من قبل مسلحين سابقين من التنظيم ممن هم في صفوف «الدفاع الذاتي» الآن، حيث يعمد هؤلاء المسلحون على ترهيب المتطوعين الجدد الذين يفرزون إلى «اللواء 42» عبر تهديدهم بالقتل وإظهار أشرطة مصورة لهم وهم يقومون بعمليات ذبح وقتل إبان تواجدهم في صفوف داعش، فضلاً عن تجويعهم، الأمر الذي أدى لإصابتهم بأمراض وذلك لأن المسؤول عن إيصال الطعام للمسلحين في «اللواء 42» هو أحد مسلحي التنظيم سابقاً ويعمد إلى توزيع الطعام إلى رفاقه في التنظيم وعوائلهم ومعارف لهم في بلدة الكف، على حين لم تقم قيادة «قسد» باتخاذ أي إجراءات حول هذه الممارسات والانتهاكات التي تنتشر في كل مكان شرق الفرات، نظراً لتواجد أعداد كبيرة في صفوف «قسد» ممن كانوا مسلحين سابقين لدى التنظيم.
وكانت «قسد» استولت على مدينة الرقة في تشرين الثاني عام 2017 بعد معارك خاضتها بالتعاون مع «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن، بحجة محاربة تنظيم داعش.
وعلى الرغم من إبرام «قسد» و«التحالف الدولي» اتفاقاً مع تنظيم داعش على الخروج من الرقة دون قتال، فقد تقصدا تدمير المدينة بشكل شبه كامل.
كما أقامت «قسد» «مخيم الهول» في ريف الحسكة للهاربين المدنيين من المعارك التي خاضتها مع التنظيم في شرق الفرات، لكن خرج مع المدنيين إلى المخيم الآلاف من مسلحي داعش وعائلاتهم ومنهم أجانب، وترفض دولهم استقبالهم، حيث عمدت إلى ضم الكثير من هؤلاء المسلحين إلى صفوفها وبينهم قياديون بعد «تسوية» أوضاعهم ليتحولوا الآن إلى مسلحين في صفوفها و«شرطة مرور» يمارسون أبشع الانتهاكات بحق المدنيين.
وأول من أمس جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديداته لحلفائه في أوروبا متوعدا من جديد بإطلاق سراح من تبقى من إرهابيي داعش الأوروبيين إذا رفضت بلدانهم الأصلية استقبالهم.
وقال: إن «الولايات المتحدة تحتجز آلاف الإرهابيين من تنظيم (داعش) ونريد أن تأخذهم أوروبا»، مضيفاً: أن «واشنطن ستضطر على الأرجح لإطلاقهم إلى أوروبا إذا لم يأخذهم الأوروبيون».
وتحاول الولايات المتحدة إنقاذ من تبقى من وكلائها الإرهابيين الذين انتهى دورهم الإجرامي بحق السوريين بحجة إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية عبر إعدادها خططاً لتهريبهم والضغط على حلفائها لاستقبال رعاياهم من هؤلاء الإرهابيين مع تأكيدها على الاستعداد التام لمساعدة هذه الدول في ذلك شريطة إتمام الأمر سريعاً.