ثقافة وفن

كتب كثيرة حبيسة رفوفها وكتب لا جليس لها وبيوت لا كتب فيها… أين أصبحت القراءة الورقية؟

| هناء أبو أسعد

يوماً بعد يوم تسيطر التكنولوجيا على الكثير من جوانب حياتنا، ومنها القراءة الإلكترونية والكتاب الإلكتروني الذي بات شائعاً ومحبوباً من الجميع، حتى بدأت تجارة الكتب الرقمية عبر المواقع الإلكترونية بالانتشار لعدة أسباب، فأين أصبحت القراءة الورقية؟

سبب الابتعاد عن الكتب الورقية:
حصلت تغيرات كثيرة في حياتنا المعاصرة في جميع المجالات «الاجتماعية والاقتصادية والعلمية و….» حتى في طرقة تعامل البشر مع بعضهم وطرق التواصل والحصول على المعلومات، فبعد أن كان الكتاب خير صديقٍ للقارئ والمتعلّم، أصبح النّاس في عصرنا الحاضر يبتعدون شيئاً فشيئاً عن القراءة والمطالعة، وهذه الظاهرة تعود لعدة أسباب أهمها أن للإنسان أولويات تؤخذ بعين الاعتبار، أهمها الاقتصادية، فالبعض يرجع سبب تراجع القراءة الورقية إلى غلاء أسعار الكتب، حيث يجد المواطن العادي أو المثقف صعوبة مالية في شراء الكتب واقتنائها، كذلك تقصير البيت والمدرسة معاً في غرس عادة القراءة في نفوس الناشئة منذ الصغر، كذلك الشبكة العنكبوتية فتحت مجالات واسعة وسهلة للحصول على المعلومات بأسرع وقت وأقل جهد، فبعد أن كان الطالب والمثقف يتوجه إلى المكتبات للحصول على المعلومات التي يريدها أصبح بإمكانه الحصول عليها وهو في منزله من دون جهد مادي ولا عضلي.
ولا ننسى أن الظروف الاقتصادية الصعبة للعصر الحديث جعلت الناس تهتم فقط بتأمين احتياجات المعيشة، لذلك الانغماس في الحياة المادية، وانشغال الناس بتدبير أمورهم المعيشية بحيث لا يجدون وقتاً كافياً للمطالعة.
أو ربما ظهور آلاف القنوات الإعلامية التي أصبحت تملأ الفراغ عند البعد وتبعدهم عن القراءة والمطالعة.

لماذا لا نقرأ؟
ربما تكون أزمة القراءة جزءاً من الأزمة الحضارية الشاملة، فالقراءة ظاهرة حضارية.
لماذا لا نقرأ؟ هذا السؤال توجهنا به لعدد من الشباب وكانت الإجابات التالية:
سها «طالبة جامعية» قالت: أحصل على جميع المعلومات التي أريدها من الإنترنت الذي هو وسيلة سهلة وجاهزة، ومن هنا فإن أهمية الكتاب الورقي بالمقابل أصبح الاهتمام أكثر بالكتاب الإلكتروني، حيث يمكن اقتناء مئات الكتب إلكترونياً بدل الذهاب إلى المكتبة، إضافة إلى أن سعره أقل، كما أن الناس تبحث عن السهولة والبساطة والرخص.
زياد «مهندس مدني» يقول: عزوف الناس عن القراءة يعود إلى عدة أسباب، منها انشغال الناس بمتطلبات الحياة اليومية حيث لا يجدون الوقت الكافي للقراءة، كما أن ثورة المعلومات ممثلة بالإنترنت، وأجهزة الاستقبال الفضائي التي جعلت العالم قرية صغيرة ساهمت مساهمة كبيرة في إبعاد الناس عن الكتاب.
أسماء «معلمة ابتدائي» تقول: يمضي معظم الشباب أوقات الفراغ في الأسواق، ومقاهي الإنترنت، لذا لا وقت لديه للقراءة والمطالعة، وأضافت: نحن نعيش في زمن الأمية الثقافية، طالما أن المقاهي والمولات وألعاب الإنترنت سيطرت سيطرة تامة على المنابر الثقافية والمكتبات. وأضافت: لابد من الحراك الثقافي الحقيقي في المجتمع، ابتداء من المكتبة المنزلية وصولاً إلى المكتبات الجامعية والندوات الثقافية لأن الكتاب يبقى سيد المعرفة.
أنس «طالب طب بشري» يقول: الأبحاث تشير إلى أن القراءة يمكنها أن تعمل كمعالج للضغوطات الحياتية، وخاصة القراءة قبل النوم، التي تساعد على الاسترخاء، على عكس الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر قبل النوم.
مهند «طالب ثانوي» يقول: نسبة كبيرة من الأهل يتمنون أن يقرأ أطفالهم وهذا ما حصل معي، ولكن عليهم أن يقرؤوا هم أمام أطفالهم لأن الطفل يقلد الأهل.. فعندما يرى الابن أمه وأباه يقرأان سيقلدهما بالتأكيد.

أخيراً
الكتاب رافد من روافد الثقافة والعلم، وخير جليس يمكن قضاء وقت ممتع معه، وللقراءة فوائد عظيمة لجميع فئات المجتمع، لكننا أصبحنا نعاني من قلة القراء والمهتمين بالقراءة والمطالعة، لذا يجب المساهمة بعودة المكتبات إلى المدارس وتفعيلها بالشكل الصحيح لتقوم بدورها السليم في نشر محبة القراءة منذ الصغر للجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن