سورية

«قسد» تخرق اتفاقيتها الأممية وما زالت تحتفظ بمئات الأطفال في صفوفها

| وكالات

خرقت «قوات سورية الديمقراطية- قسد» اتفاقية وقعتها مع الأمم المتحدة بخصوص عدم تجنيد الأطفال، إذ إنّ الميليشيا لا تزال تحتفظ بالمئات منهم في صفوفها، ضاربة عرض الحائط بالاتفاقية مع المنظمة الأممية.
وكانت الميليشيا قد وقعت في تموز الماضي في جنيف على اتفاقية مع الأمم المتحدة، تنصّ على منع تجنيد الأطفال في صفوفها وتسريح الأطفال المجندين.
وذكرت مصادر مقربة من «قسد» أن مئات العائلات بدأت بالتعبير عن امتعاضها من استمرار تجنيد أطفالها لدى الميليشيا، على الرغم من توقيعها معاهدة مع الأمم المتحدة في جنيف تنصّ على وقف عمليات تجنيد الأطفال وتسريح المجندين لديها.
وتتبع الميليشيا التي تتلقى الدعم من «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية بزعم محاربة تنظيم داعش الإرهابي، سياسة التجنيد الإجباري منذ تأسيسها عام 2015، وتقوم بتجنيد الأطفال والشباب والرجال قسراً ضمن صفوفها.
وذكر الموقع القطري أنه لم يتمكن من الوصول إلى عائلات الأطفال المجندين، غير أنّه نقل عن أحد النشطاء المعارضين، أن الميليشيا ما زالت تحتفظ بالأطفال من الجنسين في معسكرات التجنيد التابعة لها، مشيراً إلى أن بعضهم تم تجنيدهم عقب توقيع «قسد» للاتفاقية مع الأمم المتحدة.
وأكد أن الميليشيا بعد الاحتجاجات ضدها ومع الضغط الإعلامي، أجبرت أمس الأول على إصدار بيان وتعميم بخصوص تسريح الأطفال المجندين لديها في معسكراتها المنتشرة في منطقة شرق الفرات شمالي شرقي البلاد.
وأضاف الناشط: إن «وحدات الحماية» التي تشكل العمود الفقري لـ«قسد»، أصدرت بياناً منفرداً، زعمت فيه أنها تلتزم بما جاء في الاتفاقية الموقعة مع الأمم المتحدة ببنودها كافة، من دون أي تحفظات على أي فئة عمرية.
وزعمت في البيان، أنها ألغت الفئة العمرية ما بين 16 و17 من الأعمال الحربية، كما جاء في صك التزام نداء جنيف، وستتم إحالة ملفاتهم على لجنة خاصة من أجل تسريحهم وتسليمهم للجهات المدنية في ما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية.
وأوضح الناشط أن بيان «وحدات حماية الشعب» يفضحها، ويؤكد أنها ما زالت تحتفظ بالأطفال ولم تقم بأي خطوة لتسريحهم على الرغم من توقيع الاتفاق، ويأتي البيان لامتصاص غضب العائلات المجندين أطفالها، بانتظار ما ستقوم به الميليشيا في الأيام القادمة.
وبدورها أصدرت «قسد» تعميماً تحت مسمى «أمر عسكري»، نصّ على البدء بتشكيل «لجنة» لمتابعة تنفيذ الاتفاق الموقع مع الأمم المتحدة في جنيف حول تسريح الأطفال المجندين.
وجاء في التعميم: «أمر بإنشاء مكاتب خاصّة بقيادة المناطق العسكرية، لاستقبال وتلقي شكاوى العائلات التي لديها أطفال دون سنّ 18عاماً في صفوف قسد».
وتسيطر «وحدات الحماية» على «قسد»، وتهيمن على القرار العسكري والإداري فيها.
والشهر الفائت، كشفت الأمم المتحدة عن توقيعها خطة عمل مع «الوحدات» تقضي بالامتناع عن استخدام الأطفال كمقاتلين.
وجاء توقيع خطة العمل المشتركة، في مقر الأمم المتحدة بجنيف، من الممثل الخاص ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة فرجينيا غامبا، وممثل «وحدات الحماية» مظلوم عبدي.
وبحسب بيان صادر عن الأمم المتحدة، فإن الوحدات «تعهدت بموجب هذا الاتفاق بعدم استخدام الأطفال كمقاتلين، والكشف عن الأطفال من الذكور والإناث في صفوفها وإخلاء سبيلهم، واتخاذ التدابير اللازمة في هذا الشأن».
وأشار البيان إلى أن هذه الخطة «تم توقيعها بعد مشاورات استمرت لأشهر بين الأمم المتحدة، وقوات سورية الديمقراطية».
وبحسب تقارير أممية فإن «الوحدات» كانت تضم في صفوفها 46 طفلاً مقاتلاً عام 2016، لكن في عام 2017 ارتفع هذا الرقم خمس مرات ليسجل 224 طفلاً مسلحاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن