الأولى

اتفاق أميركي تركي على «الآمنة» شرق الفرات … واشنطن تتخلى عن ورقتها «الكردية»

| الوطن-وكالات

انتهت المفاوضات الأميركية التركية أمس، على إعلان التوصل لما سمي «إنشاء مركز عمليات لإدارة المنطقة الآمنة شمال سورية»، وفق بيان صدر عن السفارة الأميركية في أنقرة، في تطور تحمل تفاصيله تداعيات خطيرة على مناطق شرق الفرات في سورية.
الدولتان اللتان تحتلان أراض سورية، وباعتراف جميع القوانين الدولية، قررتا المضي في خرق المواثيق والمعاهدات الدولية، مستغلتين عمالة القوى الانفصالية من ميليشيا «قسد»، والميليشيات الإرهابية الأخرى ممن يعملون تحت إمرة «الجاندرما» التركية.
وعلى الرغم من عدم صدور أي بيان رسمي سوري حتى ساعة إعداد هذه المادة، غير أن دمشق كانت نبهت إلى التلاعب التركي، والانقلاب المعهود على كل التفاهمات، كما رفضت دمشق وعلى لسان جميع مسؤوليها أي تحرك عدواني جديد على أراضيها، وحذرت مراراً من الدور التركي والأميركي الخطير، في مناطق شرق الفرات.
أوساط مطلعة على تفاصيل الملف الكردي، أشارت لـ«الوطن»، إلى أن الربط ما بين تصريح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قبيل الإعلان عن الاتفاق، حول الأجواء الإيجابية بين الطرفين التركي والأميركي واقتراب أميركا من المطالب التركية، ومعها إشارة بيان السفارة الأميركية في أنقرة إلى أن العسكريين الأميركيين والأتراك اتفقوا على التنفيذ السريع للتدابير الأولية لمعالجة المخاوف الأمنية لتركيا، يشير إلى اتجاهات خطيرة جداً، ويعني أن عمق المنطقة الآمنة المزعومة سيكون بحدود 30 إلى 40 كيلومتراً كما يرغب الجانب التركي، لكن عدم الإعلان صراحة عن ذلك جاء لتجميل الموقف الأميركي، وهذا المعطى سيعني بالضرورة انتهاء «الإدارات الذاتية» وغيرها، أما بالنسبة للإشارة إلى إعادة اللاجئين، فقد لفتت المصادر لـ«الوطن»، إلى أن هذا يدل على السعي إلى إحداث تغيير ديموغرافي، وهو أمر «خطير».
رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، كشف بعضاً من تفاصيل ما اتفق عليه مع واشنطن، وقال: «سنشكل مركز عمليات مشتركاً مع الولايات المتحدة ومع تشكيله ستبدأ العملية في شرق الفرات»، مضيفاً: «المسألة الأساسية كانت اتخاذ خطوة في شرق الفرات ونقوم حالياً بتحقيق ذلك مع الأميركيين».
من جهتها قالت السفارة الأميركية في تركيا في بيان إن «العسكريين الأميركيين والأتراك اتفقوا على التنفيذ السريع للتدابير الأولية لمعالجة المخاوف الأمنية لتركيا، إضافة إلى إنشاء مركز عمليات مشتركة في تركيا في أقرب وقت ممكن لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة» في شمال سورية.
وأكد العسكريون بحسب البيان، ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لتمكين اللاجئين السوريين من العودة إلى بلدهم من أجل أن تصبح المنطقة الآمنة «ممراً للسلام».
المبعوث الأميركي إلى سورية جايمس جيفري قال في وقت سابق: إن «المشروع الجديد بشأن المنطقة الآمنة يتضمن أن تدير هذه المنطقة قوات أميركية وتركية مشتركة».
مواقع إلكترونية تابعة للميليشيات «الكردية» كشفت أن «وحدات حماية الشعب» الكردية التابعة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي – با يا دا»، أزالت أعلامها من أغلب المدن والبلدات على الحدود السورية التركية، وذلك بعد توعد القوات التركية بشن عمـلية عسكرية قريبة.
وذكرت المواقع نقلاً عن مصادر محلية، أن «وحدات الحماية» أزالت أعلامها ورموزها من المناطق التي تسيطر عليها في كل من الحسكة والرقة، وذلك خوفاً من تعرضها للقصف والاستـهداف من قبل الجيش التركي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن