سورية

أدمى «النصرة» بريفي حماة وإدلب … الجيش يشدد الخناق على الإرهابيين في خان شيخون

| حماة - محمد أحمد خبازي - دمشق – الوطن - وكالات

في عملياته الرامية إلى تطهير إدلب من الإرهابيين، واصل الجيش العربي السوري أمس تشديد خناقه عليهم في مدينة خان شيخون في ريف المحافظة الجنوبي ولم يعد يفصله عنها سوى بضعة كيلومترات محدودة، وكبدهم خسائر فادحة بالأرواح والعتاد والمعدات.
وأفاد مراسل «الوطن» في حماة بأن الجيش أدمى تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه بطيرانه الحربي في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، مواصلاً تشديد خناقه على المجموعات الإرهابية وإحكام قبضته عليها من جهتي الجنوب الشرقي والجنوب الغربي لمدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي التي لم يعد يفصله عنها سوى بضعة كيلومترات محدودة.
ولم يمنع الجيش على ذلك استقدامُ «النصرة» مجموعات إرهابية غفيرة مزودة بأسلحة متنوعة ومتطورة دججها بها النظام التركي، ولا العربات المفخخة ولا الإرهابيون الانغماسيون، الذين كانوا هدفاً سهلاً لنيران الجيش وخصوصاً على محور السكيك ومدايا.
واستعادت وحدات من الجيش أول من أمس الجمعة السيطرة على بلدتي مدايا وتل الأرجحي في ريف إدلب الجنوبي، بعد أن انتزعت الخميس قرى كفر عين، وخربة مرشد، والمنطار وتل عاس بريف إدلب، من مسلحي «النصرة»، على حين نقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء عن نشطاء، أن الجيش السوري يتقدم ميدانيا منذ عدة أيام، وبات على مسافة أقل من ثلاثة كيلومترات من خان شيخون من الجهة الشمالية الغربية.
وتكمن أهمية هذه المدينة استراتيجياً في موقعها على طريق سريع رئيس يمر بإدلب ويربط دمشق وحلب.
من جهته، بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن مجموعات إرهابية مما يسمى «جيش العزة» اعتدت بالصواريخ على قرية الحويز ومحيطها بسهل الغاب الغربي، فاقتصرت أضرارها على الماديات.
كما اعتدت مجموعات إرهابية أخرى بالعديد من القذائف الصاروخية على نقاط للجيش في قرية السكيك جنوبي إدلب، فسقطت بمنأى عنها ولم تصب أيَّاً من حاميتها بأذى.
وأكد المصدر الميداني لـ«الوطن»، أن الجيش استهدف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ مواقع للمجموعات الإرهابية بمدينتي اللطامنة وكفر زيتا في ريف حماة الشمالي، وهو ما أسفر عن مقتل العديد من الإرهابيين وجرح آخرين.
على خط مواز، شنَّ الطيران الحربي غارات مكثفة على تحركات مؤللة ومقرات للإرهابيين في اللطامنة، أسفرت عن تدميرها بالكامل.
وأوضح المصدر، أن الطيران الحربي ذاته استهدف بغارات مكثفة نقاط انتشار الإرهابيين وتحركاتهم في خان شيخون والركايا وحيش وكفر سجنة والشيخ مصطفى وترعي ومعرة حرمة ومعر شورين ودير شرقي وحزارين والتمانعة وأطراف تلمنس وأطراف معرة النعمان وكرسعة وركايا وسجنة وأرينبة ومحيط عابدين والتمانعة بريف إدلب الجنوبي، وهو ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين إصابات بالغة وتدمير عتادهم الحربي.
على خط مواز، لفت موقع قناة «العالم» الإلكتروني إلى أن تنظيم «النصرة» نشر خلال الأيام الماضية، شريطاً مصوراً يظهر خروج أحد أرتال مسلحيه لصد هجوم الجيش العربي السوري في أحد محاور ريف حماة الشمالي.
وأوضح الموقع، أن شريط الفيديو أظهر آليات ودبابات ومدرعات ومسلحين يتجهون إلى محاور الريف الحموي لصد هجوم الجيش العربي السوري هناك.
وتخلل شريط الفيديو لقطة لإحدى عربات «النصرة» وهي محملة بالمسلحين، ومتجهة لنقاط الجيش في محور الزكاة، وتمكن الجيش عبر أسلحة «م. د» (الصواريخ الموجهة) من تدمير الرتل بالكامل وإلحاق خسائر بشرية ولوجستية بـ«النصرة» والمسلحين الموالين لها.
وبين الموقع أن شريط فيديو نشره أحد جنود الجيش السوري أظهر سيارة «النصرة» بعد تدميرها، ليتبين أن المسلحين قتلوا جميعهم داخل المصفحة وتناثرت جثثهم المحترقة في المحيط.
وبما يشير إلى حجم الانهيار في صفوف التنظيمات الإرهابية، كشف مصدر مقرب مما يسمى «حكومة الإنقاذ» التابعة لـ«النصرة»، عن أنها استنفرت كوادرها لإيقاف تقدم الجيش العربي السوري الذي يفتك بمجموعاتها الإرهابية في شمال البلاد، بحسب ما نقلت مواقع إلكترونية معارضة عن المصدر.
وعمد ما يسمى «وزارة الأوقاف» التابعة لـ«الإنقاذ» مؤخراً إلى تنظيم حملة تبرعات في المساجد، بهدف تقديم الدعم والتمويل والإسناد لمسلحي «النصرة» على محاور القتال، بحسب المصدر.
من جهة ثانية، دارت اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل السبت، بين الميليشيات المسلحة التابعة للاحتلال التركي من جهة، والميليشيات الكردية من جهة أخرى، وذلك على محاور غرب بلدة مارع شمال حلب، في هجوم لمرتزقة الاحتلال التركي على تلة قصاعة الواقعة بين حربل والشيخ عيسى بريف حلب الشمالي، ترافقت مع قصف واستهدافات متبادلة، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، بحسب ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض.
من جهتها، ذكرت مواقع إلكترونية معارضة، أن عدداً من مسلحي «قوات سورية الديمقراطية- قسد» قتلوا وجرحوا ليل السبت، بعملية تسلل نفذها مسلحون مما يسمى «الجيش الوطني» الذي شكله الاحتلال التركي من مرتزقته في الشمال على مواقعهم قرب مدينة مارع بحلب شمالي سورية، في حين ذكرت وكالة «هاوار» الكردية للأنباء، أن ثلاثة مرتزقة قتلوا وأصيب اثنان آخران في عملية لـ«قوات تحرير عفرين» بريف حلب الشمالي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن