سورية

استياء شعبي كبير في الرقة بسبب اعتقالات «قسد» التعسفية … «الحربي» يكبد داعش خسائر فادحة بريف حمص الشرقي.. وانفجار سيارة مفخخة في القامشلي

| حمص- نبال إبراهيم - الحسكة- دحام السلطان - دمشق- الوطن - وكالات

كبد الطيران الحربي السوري تنظيم داعش الإرهابي خسائر فادحة بالأرواح والعتاد في بادية حمص الشرقية، على حين شهدت مدينة القامشلي تفجير سيارة مفخخة أدت إلى مقتل وإصابة عدد من مسلحي ميليشيا «الأسايش» التابعة لحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي، في وقت ارتفعت حدة الاستياء الشعبي في الرقة على خلفية الاعتقالات التعسفية التي تقوم بها ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد».
وفي التفاصيل، فقد ذكر مصدر عسكري في غرفة عمليات ريف حمص الشرقي لـ«الوطن»، أن مختلف الجبهات ومحاور المواجهات مع تنظيم داعش في بادية حمص الشرقية شهدت خلال الـ72 ساعة الماضية هدوءاً شبه تام خيم على الأجواء العامة فيها، حيث تراجعت حدة الاشتباكات ولم تسجل أي مواجهات تذكر.
واقتصرت العمليات العسكرية للجيش على رصد ومتابعة تحركات مسلحي التنظيم وتنفيذ غارات جوية تستهدف نقاط انتشارهم، بحسب المصدر الذي ذكر أن الطيران الحربي نفذ سلسلة غارات جوية استهدف خلالها تحركات لمسلحي داعش في محيط بادية السخنة وعلى امتداد المنطقة الواقعة بالقرب من الحدود الإدارية المشتركة مع ريف محافظة دير الزور في أقصى ريف حمص الشرقي، ما أسفر عن إيقاع إصابات مباشرة في صفوف التنظيم وتكبيده خسائر بالأرواح والعتاد.
على خط مواز، زعمت مواقع إلكترونية معارضة، أن عدداً كبيراً من القوات الرديفة للجيش استشهدوا وأصيبوا بعد تعرض مواقعهم في منطقة الحزام الأخضر على أطراف مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي لغارة جوية شنها «طيران مجهول الهوية».
من جهة ثانية، أكدت مصادر أهلية في مدينة القامشلي لـ«الوطن»، أن سيارة مفخخة انفجرت وكانت مركونة بجانب إحدى المدارس في شارع سيفان الذي يربط حي الأربوية بالمنطقة الصناعية، وسط مدينة القامشلي «شمال الحسكة 90 كم».
ولفتت المصادر إلى أن شظايا السيارة المفخخة التي تم تفجيرها أسفرت عن مقتل أحد مسلحي الميليشيات الكردية وإصابة خمسة آخرين، كما أحدثت أضراراً في المباني والممتلكات العامة والخاصة أيضاً الواقعة في محيط موقع التفجير.
وشهدت مناطق عديدة من محافظة الحسكة خلال الفترة الأخيرة عدة تفجيرات إرهابية، بسيارات مفخخة ودراجات نارية، كان آخرها في بلدة القحطانية «شرق القامشلي 15 كم» في السابع من الشهر الجاري، قضى بسببها ثلاثة أطفال وأصيب آخرون.
بدورها، ذكرت وكالة «سانا» للأنباء، أن سيارة مفخخة كانت مركونة أمام الثانوية الصناعية في حي الأربوية في مدينة القامشلي انفجرت صباح أمس ما تسبب بإصابة عدد من الأشخاص بجروح متفاوتة الخطورة ووقوع أضرار مادية في المكان.
وأشارت الوكالة إلى أنه تم إسعاف المصابين إلى مستشفيات المدينة وتقديم الإسعافات والتدخلات العلاجية لهم.
من جهته، تبنى تنظيم داعش الإرهابي، تفجير سيارة مفخخة استهدفت قوات «الأسايش» التابعة لما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية في مدينة القامشلي. وذكر التنظيم عبر أدواته الإعلامية، أنه ركن سيارة أمام مدرسة «الصناعة» قرب دوار سفيان وفجرها بمسلحي «الأسايش» ما أدى لمقتل ستة منهم وإعطاب آلية رباعية الدفع إضافة إلى دراجة نارية، على حين قالت «الأسايش» أن سيارة أجرة مفخخة انفجرت في حي الأربوية ما أدى لمقتل مسلح لها وإصابة اثنين آخرين بجروح خفيفة.
في أثناء ذلك، شهدت مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة ميليشيا «قسد» التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري، استياءً كبيراً في الأوساط الشعبية على خلفية اعتقالات تعسفية نفذتها ما تسمى «قوات مكافحة الإرهاب» و«الأسايش» خلال الأيام السبعة الفائتة بحق 6 نشطاء يعملون ضمن منظمات المجتمع المدني التي تعمل على تأهيل البنى التحتية ودعم الزراعة وترميم السدود ودعم المجال التعليمي، وذلك بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض.
وأوضح «المرصد» أن قوة من «الأسايش» و«مكافحة الإرهاب» أقدمت في العاشر من آب الجاري على اعتقال 4 أشخاص في مدينة الرقة هم صلاح الكاطع مدير المكتب الإعلامي في منظمة «آفاق جديدة»، وإياس العبو ناشط إعلامي في المنظمة ذاتها، وأنس العبو مدير مشروع السلامة المرورية وخالد السعود المسؤول عن متابعة وتقييم المشروع.
وفي الوقت الذي كان من المتوقع أن يتم تلافي الحادثة والإفراج عن المعتقلين هؤلاء، عمدت الميليشيا إلى تنفيذ اعتقالات جديدة، إذ أقدمت قوة منها على مداهمة منزل حسن قصاب الملقب بـ«المختار» الإداري في منظمة «كريتيف» ضمن «برنامج الفرات» وذلك يوم الجمعة الـ16 من الشهر الجاري بحسب «المرصد».
وعمد مسلحو الميليشيات الكردية وفق «المرصد» إلى ضرب القصاب وزوجته وتكسير محتويات المنزل قبل اعتقاله، كذلك جرى اعتقال أحمد الهشلوم رئيس مجلس إدارة «منظمة إنماء» في مدينة الرقة السبت.
وعادة ما كانت الميليشيات الكردية تبرر حملات الاعتقال التي تقوم بها بالبحث عن خلايا نائمة لتنظيم داعش الإرهابي، وباتت تستبدل التهمة السابقة بتهمة جديدة وهي التخابر مع النظام التركي، حسبما أشارت مواقع إلكترونية معارضة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن