رياضة

الموسم السابع والثمانون من السييراA ينطلق السبت … كبح جماح العجوز هدف يبحث عنه الجميع

| خالد عرنوس

يكتمل عقد الدوريات الكبرى هذا الأسبوع بانطلاق الدوري الإيطالي المعروف بالسييراA في نسخته السابعة والثمانين تحت هذه التسمية والذي انطلق بها موسم 1929/1930 وعرف هيمنة كبيرة ليوفنتوس وخاصة في المواسم الثمانية الأخيرة التي لم تعرف سوى لونيه الأبيض والأسود وهو ما يسعى الجميع لإنهائه أو بمعنى أصح لإيقاف قطار البيانكونييري السريع ولذلك حاول كل من نابولي وروما وقطبي ميلانو إجراء التعديلات اللازمة في صفوفها لتحقيق هذا الهدف ولم يقف اليوفي بدوره مكتوف الأيدي بل قام بعدد من الصفقات التي من شأنها جعله فريق أحلام الكالشيو على غرار ميلان أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن المنصرم، والذي لم يحقق نصف ماحققه زعيم السييراA في الحقبة الحالية (محلياً) ومازال يبحث عن العودة إلى المنصات الأوروبية والقارية.
حكاية قديمة
تعد البطولة الإيطالية لكرة القدم من أقدم المسابقات في القارة العجوز فقد انطلقت عام 1898 بطريقة بدائية على طريقة الكؤوس وبمشاركة أربعة أندية فقط لم يعد معروفاً منها سوى جنوا الذي كان أول من يتوج بطلاً للكالشيو وفي عام 1909 وشهدت البطولة أول تعديل جوهري على نظامها مع ازدياد عدد الأندية بإقامة مباريات دوري كامل إلا أن الأندية قسمت إلى مجموعتين وبعد انتهاء مبارياتها يقام دور فاصل أو مباريات (بلاي أوف) لتحديد بطل الموسم وارتفع عد الأندية والمباريات بالطبع عقب نهاية الحرب العالمية الأولى التي كانت سبباً في توقف المسابقة فعادت أكثر قوة ومنافسة، وفي عام 1929 اتفقت الأندية الكبيرة مع الاتحاد الإيطالي على إقامة دوري كامل لأندية الدرجة الأولى وبطريقة الذهاب والإياب تحت مسمى السييراA المعروفة اليوم وبمشاركة 18 نادياً معظمها معروف لمتابعي كرة القدم الإيطالية هذه الأيام وبينهما يوفنتوس وميلان وإنتر المعروف يومها باسم (أمبروزيانا) وكان أول بطل متوج للمسابقة تحت هذا الاسم وقد عاد إنتر إلى اسمه الحقيقي عقب الحرب العالمية الثانية، وقد شهدت المسابقة خلالها توقفاً لم يتجاوز الموسمين، وانخفض عدد الفرق إلى 16 نادياً عام 1934 ثم ارتفع إلى 20 فريقاً عقب الحرب ثم عاد وانخفض إلى 18 عام 1952 و16 مجدداً عام 1967 ثم 18 عام 1988 وأخيراً استقر على 20 عام 2004.

غراندي يوفي
سيطر يوفنتوس على البطولة خلال خمسة مواسم متتالية فارضاً نفسه زعيماً للسييراA منذ البدايات قبل أن يزاحمه بولونيا وإنتر في الثلاثينيات من القرن الماضي، ثم سيطر تورينو المعروف بـغراندي تورينو على مقدرات البطولة في النصف الثاني من الأربعينيات وكان الوحيد الذي عادل إنجاز جاره اليوفي بـ5 ألقاب متتالية قبل أن يوقفه القدر بسقوط الطائرة التي تقل لاعبيه فقتلتهم جميعاً لتنتهي إنجازات أحمر المدينة (على مستوى الدوري) ولم يستطع التتويج باللقب بعدها سوى مرة واحدة منتصف السبعينيات.
في الخمسينيات والستينيات شاكس قطبا ميلان فريق السيدة العجوز ليزين هذا الثلاثي معظم المواسم بألوانه مع بعض الاختراقات بين الحين والآخر لروما ونابوالي وكالياري وفيرونا ولازيو وسواهم ليصل يوفنتوس إلى 33 لقباً وإنتر الـ16 وجاره ميلان إلى 15 لقباً وكل ذلك على مستوى السييراA عدا البطولات التي قبلها، وبالمجموع فإن اليوفي فاز بـ35 لقباً مقابل 18 لكل من قطبي ميلانو ثم جنوا 9 ألقاب مقابل 7 ألقاب لكل من بولونيا وتورينو وفيرشيللي الذي يلعب حالياً بالدرجة الثالثة.

العائدون الثلاثة
شهدت نهاية الموسم الفائت سقوط إيمبولي وفرزينوني وكييفو فيرونا وصعد عوضاً عنها بريشيا وليتشي وهيلاس فيرونا، فقد استطاع بريشيا الفريق التابع لإقليم لومبارديا إنهاء السييراB التي تضم 19 نادياً متصدراً برصيد 67 نقطة من خلال 18 فوزاً و13 تعادلاً و5 هزائم علماً أنه صعد للصدارة منذ الجولة 22 ولم يتخل عنها حتى توج بطلاً ليعود إلى الدرجة الأولى بعد غياب 9 سنوات علماً أنه ظهر 23 مرة في السسيراA.
ونجح ليتشي بالعودة إلى الأضواء بعد غياب 8 سنوات بحلوله وصيفاً بفارق 3 نقاط فقط عن المتصدر وسبق للفريق التابع لإقليم أبويلا (أقصى جنوب شرق البلاد) أن خاض منافسات الدرجة الأولى 16 موسماً ولم يحقق أي إنجاز يذكر حاله حال بريشيا، أما الصاعد الثالث فهو هيلاس فيرونا بطل موسم 1985 الذي سبق له الظهور 26 مرة بين الكبار، وقد أنهى الموسم بالمركز الخامس فاحتاج خوض الملحق وفيه تخطى بيروجيا ثم سيتاديللا.

من يقدر على اليوفي؟
تشير التوقعات قبل انطلاق الموسم الجديد إلى تفوق اليوفي من جديد والاحتفاظ بلقبه رغم تغيير الكادر الفني، وحلول ساري مكان أليغري فالبيانكونييري عزز صفوفه مجدداً بعدد الصفقات المهمة بداية من آرون رمزي وليس انتهاءً بالظهير دانيللو الذي جاء بصفقة تبادية مع السيتي وغادر بموجبها كانسيللو نحو إنكلترا، أما الصفقة الأهم فكانت مع دي ليخت المدافع الهولندي الشاب وكذلك لاعب الوسط الفرنسي أدريان رابيو. ومع وجود رونالدو وخضيرة وماندزوكيتش وبيانيتش وديبالا وبرناردسكي وساندرو وكيليني وبونوتشي وروجاني والبقية فإن لدى المدرب الجديد ساري الكثير من الخيارات ولديه الكثير من الأسلحة القادرة على تدمير دفاعات الآخرين.
وبالمقابل يعد إنتر النادي الأكثر إصراراً على العودة إلى منصات التتويج ولذلك فقد قام بعدد من الصفقات التي من شأنها وضعه منافساً رئيساً لليوفي فتعاقد مع لوكاكو المهاجم البلجيكي وخلال ساعات يتوقع أن يلتحق به التشلياني أليكسيس سانشيز وذلك تحسباً لمغادرة إيكاردي، وقد رحل عن الفريق كل من ناينغولان وجواو ميراند وكيتا بالدي وأنسالدي، ويعول عشاق النييرازوري على المدرب الجديد أنتونيو كونتي الذي تعاقد مع المدافع الأورغواياني المخصرم دييغو غودين ومع الشابين ستيفانو سينسي وسالسيدو واستعاد أكثر من لاعب معار (دي ماركو، باستوني، لونغو، بوسكاس وريفاس) ولديه أيضاً برزوفيتش وسكرينيار وكاندريفا وكوادو أساموا وبوليتانو ولاوتارو مارتينيز.
أحلام على الورق
ويدخل فريقا روما ونابولي وصيفا اليوفي في المواسم السبعة الأخيرة (3 مرات للأول و4 للثاني) على أمل البقاء منافسين له على القمة وربما محاولة اقتناص اللقب، وحاول نابولي الذي يقوده المدرب الخبير كارلو أنشيلوتي الدخول بقوة في الميركاتو إلا أنه اكتفى بصفقات صغيرة قد يكون أهمها المهاجم فيردي وقد حافظ على معظم نجومه أمثال: كوليبالي وميرتينز زيلينسكي وميليك وكالييخون وإينسني ودي لورينزو، أما روما فقد أقال المدرب رانييري وتعاقد مع البرتغالي باولو فونسيكا الذي لم يقم بانتدابات كبيرة لكنه حافظ على معظم تشكيلة الموسم الماضي بقيادة دزيكو وزانوليو وجينكيز أوندير وباستوري وفيرتو وكلويفرت.
ويبقى ميلان من الأسماء المعول عليها في حرب أندية الكالشيو ضد سطوة اليوفي على الرغم من التراجع الكبير للروزنييري منذ تتويجه بلقبه الأخير عام 2011 وقد استعانت إدارته بالمدرب جامباولو لعله يقوده إلى موقعه الطبيعي بين الكبار وحاولت الإدارة بالتالي التعاقد مع عدد من النجوم إلا أنها اكتفت بالمدافع الجزائري إسماعيل بن ناصر والجناح البرتغالي لياو من ليل الفرنسي واستعاد خدمات أندريه سيلفا بعد موسم قضاه في إشبيلية معاراً.

هل من فارس جديد؟
بالطبع لا نقصد أياً من الأندية السبعة الحاضرة هذا الموسم ولم يسبق لها التتويج بالسكوديتو، ففوز أحد الكبار باللقب يعد مفاجأة كبيرة فما بالنا بالأندية الصغيرة، وعليه فإن احتفاظ اليوفي بلقبه موسماً تاسعاً على التوالي هو الأرجح في ظل المعطيات الحاضرة في دنيا الكالشيو، وتكتمل صورة المنافسة بوجود نابولي وإنتر وروما وميلان وقد يفعلها أحدهم ويفرمل الزعيم مع اليقين بصعوبة الأمر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن