ثقافة وفن

مفتاح النجاح.. بين الدوافع الداخلية والخارجية

| غالية اسعيّد

النجاح… كلمة شاملة ليس لها مفهوم معين أو شكل محدد، ولكنه هدف يسعي إليه كثيرون، ومفاتيحه ليست في «مغارة على بابا» أو في «الفانوس السحري» والقاعدة الأساسية لتحقيق الأهداف هي ربط الأحاسيس بالعقل والتفكير، لأن العقل البشري هو الذي يقودنا إلى ما نطمح في الوصول إليه، فهو لا يعرف الفشل، لا يوجد إنسان فاشل ولكن هناك إنسان يفكر بأفكار معينة أوصلته إلى هذه النتيجة، وبمجرد تغيير أفكاره بسرعة من تفكير سلبي إلى إيجابي، سيجد النور والحل.
إذاً ما مفاتيح النجاح؟
1- الدوافع
دافع البقاء: يلعب دوراً كبيراً في حياة الإنسان، ومن أبرز ما يثبت ذلك هو الشاب الذي أراد أن ينتحر من الدور 32 وهو في طريقه إلى إلقاء نفسه وجد حية فهرب لإنقاذ حياته، لأن دافع البقاء قوي.
الدوافع الخارجية: تأتي من العالم الخارجي من كتاب تقرؤه أو شخص يتحدث إليك، ولكن مشكلة الدوافع الخارجية هي أنها تنتهي بمجرد نهايتها كمكالمة هاتف مثلاً.
ولكن «الشطارة» هو أن تأخذ الدافع الخارجي وتندمج معه وتحوله إلى قيمك وتستفيد منه، وإذ لم تفعل ذلك فيضيع منك الدافع على الفور.
الدوافع الداخلية: تنبع من داخل الفرد، تستخدم فيها الحواس الخمس، وهي مجموعة من الأفكار المحددة التي تجعل الإنسان يصل إلى إستراتيجية عقلية، على سبيل المثال من يقول إنه كلما يستيقظ من النوم لا يتركه الصداع، هذه الفكرة تعتبر إستراتيجية عقلية فالمخ بطبيعته يترجم شعورك وسيصيبك بالصداع على الفور بمجرد استيقاظك.
وقد قُسمت إستراتيجية الدوافع الداخلية إلى أقسام وهي:
– التركيز على الهدف الأمر الذي يشعرك بطاقة ذهنية أو حركية
– التنفس: المخ يتغذى على الأوكسجين والجلوكوز، وما يحدث هو أنه عند التنفس بطريقة ضعيفة فإن المخ يأخذ فقط 33 بالمئة مما يحتاجه، فهناك بعض الناس لا يمنحون مخهم سوى 12 بالمئة فقط من قوة وحجم الرئة، لذا فالعالم الداخلي هو المحرك للعالم الخارجي لذا يقول اللـه سبحانه وتعالى: «إِنَّ اللـه لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ» سورة الأنعام.
– وضع الجسم وتعبيرات وجهك يجب أن تفكر فيها، فهي الأخرى في هدفك المراد تحقيقه.
– تحدث مع نفسك بطريقة صحيحة عن طريق تجنب التحدث مع النفس بطريقة سلبية.
وفى دراسة لجامعة فرانسسكوا عام 1986 أشار بحث عن التحدث مع الذات إلى أن هناك 80 بالمئة ممن شاركوا في عينة البحث يتحدثون مع أنفسهم بصورة سلبية وهو ما يتسبب في 75 بالمئة من الأمراض، لذا يجب الحرص على طريقة التفكير والتحدث مع الذات بطريقة صحيحة على أن تقول «أنا واثق من نفسي» ولكن بطريقة محسوسة حتى يكون للمخ مرجعية وخلفية لتثبيت الفكرة، كي تبدأ الثقة في الظهور عن طريق الرابط النفسي والذهني فلولا وجود روابط لكانت الحياة ليس لها أي معنى.
ليكن الرابط هو إعطاء ثقة لنفسك عن طريق نفس عميق بقبضة اليد وخذ شهيقاً يساوي العد إلى أربع ثم أخرجه بزفير يساوي العد وبقبضة اليد أكد لنفسك أيضاً بصوت قوي «أنا واثق من نفسي»
2- الطاقة
الدوافع تعطي الطاقة الحركية ثم الذهنية التي تعطي معنى للطاقة الحركية، والطاقة الروحانية التي تكتسبها بالصلاة وحب الله، الطاقة العاطفية عند شعورك بالحب، أما الطاقة الجسمانية فإنها تحتاج إلى أربعة أشياء رئيسية: التفكير الإيجابي، أسلوب التغذية، شرب الماء، تحريك الجسم.
في بعض الأحيان يفقد الجسم طاقته على الرغم من وجود الدوافع، وذلك عن طريق تفريغ طاقة التفكير السلبي في الأشخاص والأشياء وترك التوتر والقلق، وتعلم فن الاتصال بدلاً من تسريب الطاقة، كما يجب التخلي عن أسلوب التغذية الخاطئ عن طريق الابتعاد عن أي تفكير سلبي أو عشاء ثقيل.
ثم يأتي دور التنفس التفريغي الذي عن طريقه تتم تنقية خلايا الدم من أي شوائب من الممكن أن تتسبب في انسدادها.
3- المهارة
لو لديك دوافع كبيرة وطاقة عالية فأنت في حاجة إلى المهارة للحصول عليها عن طريق القراءة يومياً لمدة 20 دقيقة على الأقل، أو سماع شريط لتنمية المهارات أثناء القيادة ولو 10 دقائق فقط، أو عن طريق حضور ندوة أو أمسية من الأمسيات الثقافية، ولا تنسى أن تخرج لتتعلم من الخبرات في أي مجال من المجالات.
4- الفعل
إذا حققت الـ3 أهداف السابقة، يجب أن يتبعهم فعل وتنفيذ للخبرات والمعلومات، فإذا لم يتم تفريغها فلا شك أنك ستصاب بالجنون، فالفعل يفرق بين النجاح والفشل وبين التعاسة والسعادة.
التنفيذ ضروري لأن الكلام من دون فعل ما هو إلا استنفاد للحماس من دون جدوى، ولكن يجب أن تضع مهاراتك في الفعل، فلا تيأس ولا تقل «أنا لا أجد عملاً» ولكن تذكر فقط قول اللـه تعالى «إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أحسن عَمَلاً»
لو أنت خائف من الإقدام على الخطوة اسأل نفسك سؤالين ما أسوأ شيء ممكن يحدث وما أفضل شيء ممكن أن يحدث؟ ولا تخف لأن اللـه سبحانه وتعالى سيدعمك.
5- التوقع
في هذه الخطوة تذكر قول رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم «تفاءلوا بالخير تجدوه»، لأنها النتيجة المنتظرة لعملك بعد أن حققت المفاتيح الأخرى بنجاح، وهو ما يسمي بقانون التوقع عن طريق أحاسيس تنجذب إليك من النوع نفسه لذا توقع دائماً أنك تنجح وستجد النجاح في انتظارك.
6- الالتزام
هو أن تكون ملتزماً بما تريد تحقيقه بالإصرار عليه وأفضل مثال على الإصرار، عندما سئل مندوب تأمين ناجح في عمله ويصل دخله إلى أكثر من 600.000 دولار سنوياً من موظف جديد عنده «متى تفقد الأمل في عميل من الممكن أن يشتري منك بوليصة للتأمين وهو من النوع الصعب إقناعه ويرفض جميع المحاولات؟ كان رد المندوب المخضرم: «هذا يعتمد على من منا سيموت قبل الآخر»
7- المرونة
المرونة قوة لأن الشخص الذي يتمتع بهذه الصفة يستطيع أن يتحكم بشكل جيد في أعصابه لذا فهو يحقق أهدافه أسرع وطرح بعض الأمثلة منها:
هناك بحث تم إجراؤه على الفئران لمعرفة قدرتهم على التصرف فوضعوا فأراً في متاهة في آخرها قطعة من الجبن، وبدأ الفأر يبحث ويبحث وفي كل مرة يجرب طريقاً مختلفاً إلى أن وصل أخيراً إلى قطعة الجبن وأكلها، واستمرت التجربة وقام القائمون على البحث بتغيير مكان قطعة الجبن وأعادوا الفأر مرة أخرى للمتاهة وفي كل مرة مكان مختلف، ويظل الفأر يبحث إلى أن يصل بفضل المرونة التي يمتاز بها.
8- الصبر
الصبر جاء بعد كل المفاتيح السابقة بمعنى أنه يجب أن يأخذ الإنسان بالأسباب ثم يصبر، ومن أشهر القصص التي تضرب مثالاً في الصبر على النجاح هو «هوندا» مؤسس شركة السيارات الشهيرة، وكيف كافح وخطط وصبر للوصول إلى هدفه.
9- الاعتقاد
وهو أن تعتقد أنك تملك قوة في قدراتك وتؤمن بها، وتصدق أنك معجزة اللـه تعالى على الأرض.
10- الاستمرارية
وهي آخر مفتاح من مفاتيح النجاح وذلك بعد تحقيق أهدافك، والمحافظة على نجاحك يتطلب تجويده باستمرار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن