ثقافة وفن

من إصدارات وثيقة وطن

أشارت الدكتورة بثينة شعبان رئيسة مجلس أمناء المؤسسة إلى اعتماد الشفوية في عمل المؤسسة وسياستها، وهذه السياسة هي من أسس المؤسسة لحفظ هذا التراث من الضياع، خاصة بعد رحيل الأشخاص، فمن الممكن أن نقرأ للشخص أو عنه، ولكن الذي يعني المؤسسة هو ما يقوله شفوياً، وفي هذا الإطار وزعت المؤسسة إصدارين من إصداراتها في سلسلتين.

وثائق اتفاقيات سايكس بيكو
هذه الاتفاقيات تعد مهمة في تاريخ المنطقة السياسي والحضاري، وهي أس الفكر الاستعماري الذي أدى إلى تقسيم المنطقة وفق المصالح السياسية للدول العظمى آنذاك، وجاء في تقديم د. شعبان للوثائق: «كي يوقن القارئ العربي أن الذين يستهدفون هذا الوطن لا يرون فيه سوى بقعة جغرافية مفيدة أو ثروات تخدم اقتصادات وتقدم بلدان من يستهدفنا جميعاً.. نلاحظ أن الأسلوب الغربي في التعامل مختلف تماماً عن الأسلوب العربي، حيث إن الغرب يخطط ويرسم إستراتيجيات ويضع آليات عمل وميزانيات لتنفيذها بعيداً عن الصخب الإعلامي..».

مذكرات عفيف بهنسي
عفيف بهنسي مؤرخ وآثاري وأستاذ ومدير للآثار ومن القلة الفنية بالفن والتاريخ والحضارة في الوقت نفسه، وآثاره جعلته في مصاف أهم الباحثين ليس في سورية وحدها، بل في العالم العربي والعالم، وبعيداً عن مؤلفاته الفنية اختارت وثيقة وطن أن تحفظ تراثه الشفوي، وهذا قد لا نعثر عليه حتماً في كتبه العلمية والأكاديمية، وغالباً ما يأتي الشفوي على جوانب قد لا تخطر ببال الباحث وهو يقدم كتبه، وقد استرعى انتباهي أن الأستاذ سعد القاسم الذي أعد الكتاب حاور البهنسي ليقدم الصورة الشفوية النادرة، وفي أثناء قراءتي للكتاب لفت انتباهي حديثه عن المؤثرات، ففنان وباحث من المفترض أن يؤثر فيه أمثاله لكن المؤثر كان مختلفاً، ما يدل على أن الفن والإبداع كل متكامل لا ينفصل نوع من أنواعه عن النوع الآخر «أساتذتي هم الذين أثروا فيَّ، وأكثر من تأثر به هو الشاعر الأستاذ أنور العطار أستاذنا في الإعدادية، وكان يحدثنا عن حياته، وكنا نشعر معه كما لو أننا أسرة، وكنا نسمع شعره، وهو إنسان رقيق جداً، وأثر كثيراً في حياتي، وهو الذي اكتشف أنني من الممكن أن أكون كاتباً وحتى شاعراً»، ما يعزز تأثير البيئة الأولى في حياة المبدعين والباحثين الكبار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن