ثقافة وفن

وزارة الثقافة في معرض دمشق الدولي 61 … نزيه خوري لـ«الوطن»: نطمح دائماً إلى وضع الناس بصورة الثقافة الوطنية التي نعمل عليها

| سارة سلامة

تشارك وزارة الثقافة في معرض دمشق الدولي بدورته الـ61 من خلال جناح متنوع وشامل يقدم تعريفاً بالمديريات التابعة للوزارة وبنشاطاتها، وللحديث أكثر عن الجناح الخاص والأقسام التي يقدمها وما يحمل هذا العام من اختلاف، تحدثنا إلى مستشار وزير الثقافة والمشرف على مشاركة الوزارة في المعرض نزيه خوري الذي قال: «منذ تأسيس معرض دمشق الدولي رافقته حالة جمالية وكان الناس ينتظرونه بشكل دوري لمتابعة البرنامج الفني المرافق له، وانتظار فيروز شمس المعرض من خلال الحفلات التي جذبت إليها البلدان المجاورة في كل من لبنان والأردن والعراق، ليحضروا مسرحيات فيروز، كما غنى فيه كبار النجوم بالعالم العربي وسورية مثل (عبد الوهاب إلى عبد الحليم حافظ وأم كلثوم ووديع الصافي وصباح فخري)، وكانت تكمن أهمية الفنان من انطلاقته في سورية ونقطة الارتكاز الأساسية بالنسبة لأي فنان هي سورية».

تنافس كبير
وأضاف خوري: «إن المعرض حمل في بدايته تنافساً كبيراً بين الدول عندما كانت الحالة الاقتصادية جيدة وخاصة في بداية الخمسينات والستينات، وكان هناك حالة منافسة في جذب الزوار وتعمل مختلف الأجنحة على توزيع الكتب والمجلات التي تعبر عن أفكار هذه الدول، كما كان الاتحاد السوفييتي يقدم بعض الكتب مجاناً أو بأسعار زهيدة، وتوزع الصين مجلات مصورة، حتى المعسكر الغربي بما فيهم أوروبا الغربية أو الولايات المتحدة يشاركون في المعرض ويعبرون عن فكرهم وسياستهم ويوزعونها على الأطفال وربما إلى الآن ما يزال هناك جيل يحتفظ بتلك المنشورات وذكريات منها».
وعن الأثر الذي يخلقه المعرض في الأسرة والعائلات السورية قال خوري: «إن كانت العائلات تلتقي جميها في المعرض وتأتي الناس من كل المحافظات، وتباع الكتب في المعرض بأسعار زهيدة تناسب دخل المواطن في حينه وهذه الظاهرة استمرت إلى الآن، حيث كان لوزارة الثقافة على مدى دورات المعرض القديم مشاركة خجولة تقتصر على الإعلان عن بعض النشاطات التي تقوم بها الوزارة، ولكن في آخر 3 سنوات تغيرت الحالة الثقافية بالنسبة لنا كوزارة وأصبحت مشاركتنا تختلف عن المشاركات السابقة، بتوجيه من السيد وزير الثقافة محمد الأحمد أصبح لنا جناح خاص تحجزه الوزارة سنوياً».

صورة الثقافة الوطنية
وفي الحديث عن أهمية المشاركة في المعرض وخصوصيتها أوضح خوري أن: «الحالة الثقافية والمشاركة تنبع من أهمية الثقافة لنبين أن العملية الثقافية مهمة لشعبنا ولأجيالنا المستقبلية، ونطمح دائماً إلى وضع الناس بصورة الثقافة الوطنية التي نعمل عليها، ومن هنا فإن جناحنا يشمل جميع المؤسسات التي تنتمي إلى وزارة الثقافة، فهناك حضور (لمؤسسة السينما والمؤسسة العامة السورية للكتاب والفن التشكيلي والمسرح وثقافة الطفل والآثار والتراث الشعبي)، لنقدم الهوية الثقافية السورية وكل ما تقوم به الوزارة من أنشطة وتوجهات ثقافية للجيل القادم والمستقبل».
وعن الأقسام التي يضمها الجناح كشف خوري أن: «كل قسم يمثل نموذجاً من إنتاج الوزارة، مثل الهيئة العامة السورية للكتاب من خلال معرض يطلع من خلاله الزائر على منتجاتنا الثقافية وليكون حافزاً على اقتنائها بأسعار زهيدة، وأيضاً الفن التشكيلي سيكون حاضراً من خلال لوحات لأهم الفنانين السوريين للتعريف بهذا الفن وتحقيق الذائقة الفنية وجعل الزائر يتذوق العملية الفنية من خلال اللوحات والمنحوتات، وستعرض المديرية العامة للآثار والمتاحف صوراً عن التدمير الذي حلّ بالآثار السورية على أيدي الإرهابيين، حيث كانت مهمتهم تدمير الثقافة وإعادة سورية إلى الوراء سنوات كثيرة وتدمير أي شأن ثقافي وسرقة المتاحف والمواقع الأثرية».

أجنحة متعددة
وبين خوري بأنه: «سيتم طرح ما لا يقل عن خمسمئة عنوان ضمن الحيز المتسع لها بعناوين متنوعة الفكرية والفلسفية والأدبية والأجناس المختلفة من الرواية إلى الشعر والقصة القصيرة والمسرح وغير ذلك وكتب عن الفن التشكيلي والسينما وهناك سلسلة مهمة تصدرها وزارة الثقافة في هذا المجال باسم (سلسلة الفن السابع) ومجلات مختلفة بدءاً من (مجلة المعرفة السورية، والتراث الشعبي، والحياة المسرحية، والحياة التشكيلية والحياة الموسيقية)، وضمن هذا الجناح لا يوجد بيع فقط عرض لتكون حافزاً للزائر ويتوجه فيما بعد إلى مراكز بيع موجودة في مختلف المراكز الثقافية على الرغم من أنها تباع بحسومات تتراوح بين 40 إلى 50 بالمئة على سعر الغلاف، أي معرض الكتاب مخصص للبيع أما في معرض دمشق الدولي فقط للاطلاع».
ويضيف خوري: «إن هذا العام سيكون هناك جناح خاص بالتراث الشعبي متميز جداً إلى حد ما، حيث عرضنا في السنوات السابقة صوراً تمثل اللباس الشعبي لكل محافظة من المحافظات والأدوات الشعبية المستخدمة فيها، بالإضافة هذا العام إلى صندوق الدنيا (الفرجة) من خلال ممثل مرافق يروي قصص الحضارة السورية وبعض القصص المسلية للأطفال، لأن ذلك يمثل تراثنا قبل وجود التلفزيون والإذاعة كما خيال الظل ومهمتنا الحفاظ على هذا التراث، وجناح ثقافة الطفل الذي سيضم برنامجاً اسمه مهارات الحياة، ومنتجات خاصة قامت فيها مديرية ثقافة الطفل مثل الاحتفال بيوم اليتيم ويوم الطفل العربي والعالمي والمسابقات الدورية للأطفال في مجال القصة والشعر».
كما بين خوري أنه سيكون لدار الأسد حضور من خلال أقراص (CD) تتضمن أهم الأغاني سواء كانت تراثية أم قديمة لفنانينا، وبالتوازي مع حفلات المعرض سيقيم دار الأسد للثقافة والفنون (الأوبرا) حفلات فنية ستضم عدة أسماء منها: (ميادة الحناوي والفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بقيادة عدنان فتح الله، عفاف راضي بقيادة كمال سكيكر، عبير نعمة بقيادة ميساك باغبودريان)، بالإضافة إلى العروض المسرحية: (كيميا للمخرج عجاج سليم) والسينمائية: (دم النخيل للمخرج نجدة أنزور).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن