الأخبار البارزةشؤون محلية

الحكومة تناقش «المفاضلة» وأوضاع الجامعات … خميس لـ«الوطن»: خطط الجامعات قوة للدولة والتنسيق بين التعليم العالي والوزارات لإعطاء محاضرات للطلاب على مدرجاتها

| محمد منار حميجو

أكد رئيس مجلس الوزراء عماد خميس أنه سوف يتم التنسيق بين وزارة التعليم العالي والوزارات الأخرى بكل الأمور بما فيها دراسة إمكانية توزيع الطلاب لإعطائهم محاضرات في الوزارات التي تمتلك مدرجات حتى يكون وقع الطلاب أفضل بكل شيء.
وعقدت اللجنة العليا للاستيعاب الجامعي اجتماعا دوريا تمهيدا لإصدار المفاضلات العامة ترأسه خميس بحضور عضوي القيادة المركزية لحزب البعث محسن بلال وعمار ساعاتي الذي يشغل منصب رئيس اتحاد الطلبة أيضاً ووزراء التعليم العالي والتربية والسياحة والصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والصناعة والعدل والمالية ورؤساء الجامعات وأمناء فروعها للحزب.
وفي تصريح لـ«الوطن» على هامش اللقاء أوضح خميس أنه لا يمكن اقتصار العمل الحكومي على قطاع معين، معتبرا أن خطط الجامعات قوة للدولة وهذا يلاحظه من يدخل في تفاصيلها.
وأكد خميس أن الحكومة ماضية في خطة تطوير المناهج، مؤكداً أنه يتم دراسة أتمتة الامتحانات وكيفية المضي في هذا المشروع، ومشيراً إلى رؤساء الجامعات المعنيين أولاً بتطوير الجامعات عبر وضع الخطط اللازمة لذلك لكونهم يشكلون المحرك الأساسي لعملها.
وأضاف خميس: وانطلاقاً من ذلك سيتم وضع مؤشرات أداء لرؤساء الجامعات وتقييمهم ليكونوا على مستوى تحديات المرحلة الراهنة‎، لافتاً إلى أن الاتحاد الوطني لطلبة سورية ووزارة التعليم العالي ومجلس الوزراء سيكونون داعمين للجامعات السبع، ومشدداً على ضرورة أن يتحمل كل من رئيس الجامعة وأمين فرعها للحزب مسؤوليتهما ليكونا على مستوى التحديات والصعوبات بأن يكون هناك تعاون بينهما.
وأكد خميس أن الحكومة تتابع تنفيذ خطتها بإعادة تأهيل المدارس المدمرة في المناطق المحررة وزيادة عدد الصفوف وتأمين المستلزمات الأساسية للعملية التعليمية في تلك المدارس مهما بلغت التكاليف المترتبة على ذلك بهدف الارتقاء بمستوى التعليم والعودة به إلى ما كان عليه قبل الحرب.
ورأى عضو القيادة المركزية لحزب البعث محسن بلال أن رئيس الجامعة يتحمل مسؤولية تقدم الجامعة، معتبراً أن رؤساء الجامعات حالياً تحولوا إلى كبار الموظفين في جامعاتهم ومديرين تنفيذيين بدلا أن يكونوا هم الملوك.
واعتبر بلال أن وضع رؤساء الجامعات حالياً بائس، موضحا أنهم علماء حينما يكونون أساتذة ولكن عندما يصبحون رؤساء جامعة يصبحون كباراً للموظفين فقط في الجامعة علماً أن رئيس الجامعة دكتور.

تقييم السنة التحضيرية
وكشف وزير التعليم العالي بسام إبراهيم أنه سيكون هناك ورشة في تشرين الأول لتقييم السنة التحضيرية بدراسة إيجابياتها وسلبياتها، معتبراً أن امتحانات الثانوية التي جرت في العام الحالي كانت أفضل وأن التشاركية مع وزارة التربية مهمة.
وفي تصريحات صحفية له بعد الاجتماع أكد إبراهيم أنه تم تخصيص 8245 مقعداً في السنة التحضيرية بحسب الطاقة الاستيعابية وبالتالي هذا يغطي خسارة أي مقعد في السنة التحضيرية كما كان سابقاً، موضحاً أن الكثير من الطلاب كان يحق لهم التقدم إلى السنة التحضيرية ولكن ميولهم هندسية أو اختصاصات أخرى.
واعتبر إبراهيم أن هذه الآلية تعطي تخفيضاً لمعدل القبول في «التحضيرية»، متوقعاً أن تكون علامة الموازي 228 إلا أن هذا الرقم غير دقيق حالياً باعتباره يخضع بحسب رغبة الطلاب والطاقة الاستيعابية، متوقعاً أن يكون هناك تخفيض للمعدلات مقارنة في السنة الماضية.
وأكد إبراهيم أنه تمت زيادة التعليم الموازي من 30 إلى 40 بالمئة وهذا يعطي فرصة أكبر للطلبة بالتسجيل في بعض الاختصاصات الراغبين فيها إضافة إلى أنه يخفف عبئا ماليا عن أهل الطلبة مقارنة بالجامعات الخاصة التي تعتبر رسومها أكبر.
وأشار إبراهيم أنه تم التركيز على التعليم التقاني لما له من أهمية في إعادة الإعمار ومنها معاهد تقانية طبية وهندسية.
وفي تصريح لـ«الوطن» أوضح إبراهيم أن المفاضلة سوف تصدر اليوم وأنه تم منح 80 ألف مقعد للثانوية العلمية و35 ألف مقعد للأدبي، لافتاً إلى أنه سوف يتم توجيه رؤساء الجامعات لاستثمار المدرجات بشكل أمثل وزيادة عدد الفئات وتوزيع الطلاب حتى لا يكون هناك ضغط في المدرجات.
وأشار إبراهيم إلى أن الجامعات لها استقلالها المالي والإداري وبالتالي كل جامعة تضع خطتها الإستراتيجية من الناحية التعليمية والبحثية وبنية تحتية وبالتالي ضمن هذه الخطة يتم تقييم أداء رؤساء الجامعات باعتبار أنهم شركاء في تطوير منظومة التعليم العالي من خلال مجلس التعليم العالي الذي يضع الإستراتيجيات.
وخلال كلمة له في الاجتماع أكد إبراهيم أنه تم الطلب من رؤساء الجامعات التشاركية مع القطاع الخاص لإحداث وحدات سكنية للطلاب وأنه سوف يتم رفع مذكرة بذلك إلى الحكومة باعتبار أن هذا الموضوع يحتاج إلى اجتماع خاص لتحسين البيئة الجامعة وخصوصا المدن الجامعية وإعادتها إلى شكلها الطبيعي.
ورأى إبراهيم أن ازدحام الطلاب في المدرجات أثناء المحاضرات من مسؤولية رؤساء الجامعات وذلك بأن يتم توزيعهم في المدرجات وتقسيمهم إلى فئات في حال وجود عدد كبير من الطلاب في مدرج واحد.

مشاكل «التربية»
وكشف وزير التربية عماد العزب أن هناك مشاكل تواجه عمل وزارة التربية وهو الكم الكبير للطلاب والبالغ عددهم أكثر من 4,5 ملايين طالب، متوقعاً أن يزيد العدد نتيجة عودة المهجرين واستقرار الأوضاع من خارج البلاد 100 ألف طالب.
وفي كلمة له في الاجتماع أكد العزب أن من المشاكل الأساسية التي تواجه الوزارة الكم على حساب الجودة، مضيفاً: كلما حاولنا تحسين المنتج وجدنا أنفسنا أمام عدد كبير من الطلاب.
وأشار العزب إلى أن هناك 10 آلاف مدرسة خارج الخدمة وبالتالي هناك ضغط على المدارس الأخرى حتى إن بعض الصفوف تجاوز عدد الطلاب فيه 60 طالباً.
وأكد العزب أنه تم العمل في السنة الحالية على رفع جودة شهادة الثانوية العامة، معتبرا أن من أحد أسباب وجود السنة التحضيرية للكليات الطبية رداءة أو انخفاض جودة شهادة الثانوية في السنوات السابقة وبالتالي فإن إحدى المحافظات كانت نسبة النجاح فيها 74 بالمئة في الثانوية العامة في العام الحالي انخفضت إلى 30 بالمئة وهذا يدل على صوابية العمل التي قامت به الوزارة.
وفي تصريح لـ«الوطن» أعرب العزب عن تأييده لخفض المعدلات الجامعية للتخفيف من التنافسية الضخمة التي ليس لها مبرر بما ينعكس ذلك على التطوير المهني الذي نحن بحاجة له.
وأضاف العزب: نعمل في أقسى طاقة ممكنة لإعادة تأهيل المدرس من خلال الخطة الاستثمارية والمنظمات الدولية والمجتمع المحلي والأهلي.
وأكد وزير السياحة محمد رامي مارتيني لـ «الوطن» أن خطة الوزارة حتى عام 2030 تضمنت تأمين 109 آلاف فرصة عمل بينما الخريجون لا يتجاوزون ثلث هذا الرقم، مشددا على ضرورة توسيع التعليم المهني.

أهمية الاختبار الوطني
ولفت معاون وزير التعليم العالي للشؤون الإدارية رياض طيفور أنه حتى اللحظة لم تسأل الوزارة عن السنة التحضيرية، لافتا إلى أن هناك أرقاماً يجب الوقوف عليها منها أن طلاباً حصلوا على علامات تامة في الكيمياء والفيزياء والرياضيات واللغة في شهادة الثانوية ولكن في السنة التحضيرية تقدم الطلاب لهذه المواد أكثر من أربع مرات ولم ينجحوا فيها.
وأشار طيفور إلى موضوع الاختبار الوطني معتبرا أن تقييمه بحاجة إلى بيانات وأرقام، مؤكدا أن هناك شكوى تخص خريجين من الأدب الإنكليزي والفرنسي لا يستطيعون أن يتكلموا حتى بكلمتين أو يشكلوا عبارة وبالتالي الاختبار ليس تشكيكاً بقدرة الطالب وإنما تحديد ميول لديه.
وأكد رئيس جامعة دمشق ماهر قباقيبي في تصريحات صحفية له أن الجامعة من الممكن أن تستوعب 26 ألف طالب في الاختصاصات المختلفة، مؤكداً أنه يجب التجهيز لبدء المفاضلة حتى يكون هناك انتشار أفقي للمراكز لتخفف عن الطلاب عبء الانتظار وبالتالي تم تأمين البنية التحتية لذلك.
وقال رئيس جامعة تشرين بسام حسن رئيس لجنة تقييم السنة التحضيرية إنه تم تشكيل «لجنة» لتقييمها ومراجعة أدائها ضمن الظروف الموضوعية الموجودة وضمن إدارة الجامعات لهذه السنة، باعتبارها برنامجاً كبيراً يقتضي التطوير.
وأشار حسن إلى أنه سيتم إجراء ورشة عمل لهذا الغرض تضم ممثلين عن الأطراف المعنية «من أساتذة وإداريين وطلبة، تستند في عملها إلى استبيانات علمية ومراجعة للتجارب العالمية، ضمن ثوابت المحافظة على جودة العملية التعليمية ومخرجاتها، وإقرار النتيجة النهائية بشأن مشروع السنة التحضيرية‎.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن