بلغ عدد الشبان الذين قضوا غرقاً في نهر العاصي منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية الشهر الماضي 10 شبان، نتيجة الانزلاق من أعالي النواعير التي صعدوا إليها للقفز من فوقها إلى سرير النهر في محاولة غطس! وبيَّن رئيس فوج إطفاء حماة العقيد ثائر الحسن لـ«الوطن» أن نهر العاصي بيئة غير مناسبة للسباحة، فمياهه هي مياه (الصرف الصحي)! ما يشكل مصدر خطر داهم ودائم على الشبان الذين يتهافتون للسباحة بساحة العاصي بالقرب من مقهى الغزالة أو في باب النهر أو تحت جسر شفيق العبيسي.
وأكد الحسن أن معظم الوفيات تمت قبل الغرق، أي نتيجة الانزلاق من أعالي النواعير، وأوضح أن الغريق ( يفوش) على سطح المياه لأنه يبتلع كمية منها وتطفو جثته على السطح خلال وقت قصير وعلى مسافة ليست ببعيدة عن مكان سقوطه بالماء، بينما كل جثث الغرقى الذين ابتلعهم النهر عثر عليها بمسافات بعيدة عن مواقع غوصهم غير ممتلئة بالماء.
الطبيب الشرعي محمد العمر بيَّن لـ«الوطن» أن كل حادثة غرق لها سبب مستقل، منها ما قد يكون بسبب ارتطامها بالمياه الباردة حيث يتوقف القلب، أو بجسم صلب بالرأس، ومنها ما يكون بسبب الخوف، أو نتيجة مرض قلبي مفاجئ.
وأشار إلى أن آخر ضحيتين من ضحايا السباحة بالعاصي هما شابان الأول عمره 17 سنة وكانت وفاته نتيجة نزف دماغي رضي، والثاني عمره 40 سنة وتوفي بجلطة قلبية جاءته بالمياه.
وعزا مصدر في مجلس مدينة حماة سبب غرق الشبان بالنهر، إلى السباحة بشكل عشوائي بالنهر غير الصالح للسباحة، وعدم الاهتمام بسلامتهم الشخصية، وأحياناً كثيرة يكون سبب الغرق هو التهور! لافتاً إلى ظاهرة خطيرة متفشية بين الشباب في هذه الأيام، وهي التباهي بالصعود إلى أعالي النواعير والقفز من ارتفاعات شاهقة، ما يؤدي في بعض الأحيان إلى انزلاق الشباب وارتطام أجسادهم بحجريات النواعير وجدرانها الاستنادية أو صناديقها الخشبية، وهو ما يؤدي إلى وفاتهم قبل الغرق.
ودعا المصدر الأهالي إلى توعية أبنائهم حول مخاطر السـباحة في نهر العاصي، والتشدد في ذلك كي لا يخسروهم.
وأهاب بالشباب التوجه للمسابح العامة العائدة ملكيتها لفرع الاتحاد الرياضي واتحاد العمال، فهي أمينة ونظيفة ويتوافر فيها منقذون مؤهلون لإنقاذ أي شاب يشرف على الغرق بسرعة قصوى.