دمشق: نعتز ونقف مع العملية.. فرزلي لـ«الوطن»: موسكو قد تلعب دوراً بتثبيت قواعد الاشتباك الجديدة … نصر اللـه: لم يعد هناك خطوط حمراء.. و«حرب المسيرات» ضمن المعادلات المنتظرة
| سيلفا رزوق - وكالات
معلناً نهاية زمن الخطوط الحمراء، وبدء مرحلة جديدة من مراحل المواجهة مع الكيان «الإسرائيلي»، ثبت أمين عام حزب اللـه حسن نصر اللـه، القواعد الجديدة للمعادلات التي ستحكم المنطقة خلال الزمن الذي يلي عملية «أفيميم»، كاشفاً عن دخول حرب «المسيرات» في المعادلات المنتظرة، داعياً المهتمين الدوليين بالاستقرار لتذكير إسرائيل بأن الزمان تغير، ومعادلات الردع الجديدة جرى تثبيتها بسواعد المقاومين، الذين عبرت دمشق عن اعتزازها بعمليتهم النوعية، مذكرة بموقفها الثابت ووقوفها الكامل إلى جانب المقاومة.
وفي كلمة ألقاها أمس في المجلس العاشورائي، كشف نصر اللـه، أن المسيرة المفخخة الثانية التي أرسلت لتنجز هدفاً في الضاحية الجنوبية لبيروت، فشلت في تحقيق هدفها، مذكراً بأن المقاومة أعلنت منذ البداية أنها سترد قطعاً.
نصر اللـه أشار إلى أن الكشف عن نيات المقاومة بالرد كان نقطة قوة، وهذا تحد كبير، واصفاً عملية الرد بأنها عملية عقاب مركبة ومتعددة الأشكال، أدت إلى إخلاء الحدود من العدو الإسرائيلي، وإخلاء مواقعه الأمامية، وهذا بالذات فاق توقعاتنا، وقال: «شاهد العالم إسرائيل خلال الأيام الماضية كيف بدت خائفة ومرتعبة، وهذا ذل وهوان وضعف، وأحد أشكال أن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، وهذا كله جزء من العقاب».
ولفت نصر اللـه إلى أن المقاومة عملت على الحدود وفي وضح النهار وهي تعمدت ألا تعمل بالليل، وعندما حصلت على الهدف ضربته وأصابته بكل تأكيد، معتبراً أن ما حصل عبر عن جرأة وشجاعة ودقة ومسؤولية، مشيراً إلى أن أعظم ما في العملية أنها نفذت وأجريت، رغم كل التهويل والترهيب.
وتابع نصر اللـه: فيما مضى كان رد المقاومة على الاعتداءات يأتي بداخل مزارع شبعا أي في أرض لبنانية محتلة، أما بقية الحدود، أي حدود عام 1948، فكان المس بها ومنذ عقود من الزمن، من أكبر الخطوط الحمراء، معتبراً أن ما حصل هو أن أكبر خط أحمر إسرائيلي منذ عشرات السنين، كسرته المقاومة اللبنانية، ولم يعد خطاً أحمر، والنتيجة كانت تثبيت معادلات جديدة، إذ لم يعد للمقاومة خطوطاً حمراء، لأن العدو حاول تغيير قواعد الاشتباك، والقاعدة الجديدة هي الانتقال من الرد في أرض لبنانية محتلة إلى أرض فلسطين المحتلة، وليس شرطاً على الشريط الحدودي، وقال: «الرسالة واضحة إذا اعتديتم فإن كل حدودكم وجنودكم ومستعمراتكم على الحدود وفي العمق، ستكون في دائرة الاستهداف والرد، والشجاعة التي تحلت بها المقاومة ستعبر عنها في أي وقت بالمستقبل».
وتوجه نصر اللـه للإسرائيليين بالقول: «أحفظوا هذا التاريخ الأحد 1 أيلول 2019، هو بداية مرحلة جديدة من الوضع عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، ولم يعد هناك أي خطوط حمراء»، مشيراً إلى أن المعادلة الأخرى التي جرى تثبيتها أن هناك ساحة عمل جديدة وهو موضوع حركة المسيرات، حيث من حق اللبنانيين أن يدافعوا عن أنفسهم، داعياً كل الحريصين من المجتمع الدولي على استقرار المنطقة للتكلم مع الإسرائيليين والقول لهم إن هذا الزمن انتهى، وهذا كله من نتائج حماقة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو.
دمشق كانت أعربت عن الاعتزاز بالعملية النوعية التي نفذتها المقاومة الوطنية اللبنانية ضد دورية عسكرية للاحتلال الإسرائيلي، وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في بيان نقلته «سانا»: إن سورية تجدد وقوفها الكامل مع المقاومة الوطنية اللبنانية، وحقها المشروع جنباً إلى جنب مع الجيش اللبناني، في العمل من أجل الحفاظ على سيادة لبنان وتحرير باقي أراضيه المحتلة، والتصدي لاعتداءات الكيان الإسرائيلي المتواصلة، والتي من شأنها تصعيد أجواء التوتر وجر المنطقة إلى الفوضى.
نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إيلي فرزلي وفي تصريح خاص لـ«الوطن» عبر عن اعتقاده أن الساحة ستبقى هادئة إلى حد ما، لكنه هدوء متوتر ومتحفز دائماً للخرق من الطرفين، تحت سقف عدم الوقوع في حرب شاملة.
وأكد أن الذي حدث أول من أمس وما قد يحدث ربما في وقت لاحق، يؤسس لقواعد اشتباك جديدة، مشيراً إلى أن تثبيت قواعد الاشتباك الجديدة هي اليوم موضوع أخذ ورد، في المفاوضات الدائرة على مستوى الساحة الدولية، مشيراً إلى أن الجانب الروسي ربما يلعب دوراً رئيسياً اليوم في هذه المرحلة، واصفاً المرحلة الحالية في المنطقة بـ«الهدوء المتوتر».