أثار تقدم الجيش العربي السوري وحلفائه شمال غرب البلاد مخاوف الميليشيات الموالية للنظام التركي، ودفعها للتعويل على قمة رؤساء الدول الضامنة لمسار أستانا التي ستعقد منتصف الشهر الجاري، واعتبار أنها ستكون فاصلة لتحديد مصير محافظة إدلب التي تسيطر عليها تلك الميليشيات وتنظيمات إرهابية.
وتوقعت ميليشيا «الجبهة الوطنية للتحرير» التي شكلها النظام التركي من مرتزقته في شمال البلاد، أن تكون قمة أنقرة الثلاثية (التي ستضم رئيسا روسيا فلاديمير بوتين وإيران حسن روحاني ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، المقرر عقدها منتصف الشهر الحالي في أنقرة، الفاصلة لتحديد مصير محافظة إدلب، التي يسيطر على معظمها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وميليشيات مسلحة موالية لأردوغان، حسب مواقع إلكترونية معارضة.
وقال ما يسمي «رئيس المكتب السياسي» لـ«الجبهة»، المدعو مروان نحاس الملقب أبو صبحي: «أتوقع أن تكون القمة الثلاثية المزمع عقدها في 16 من الشهر الحالي في العاصمة التركية، الفاصلة بتحديد الأمور في إدلب بما يتعلق باستمرار وقف إطلاق النار أو فشله».
وأضاف: إن «المعلومات حول الاتفاق الحالي ضبابية، وهناك احتمال لخرق التهدئة خلال اليومين المقبلين، ومن الممكن أن تبقى مستمرة حتى موعد قمة أنقرة الثلاثية».
وأشار إلى أنه «لا معلومات متوفرة لدى المعارضة حول مدة محددة لاتفاق التهدئة، القاضي بوقف إطلاق النار في إدلب، بعد أسبوع على سريانه».
وتشهد محافظة إدلب حالياً وقفاً لإطلاق النار، من جانب واحد، بدأ السبت الماضي، بعد أن أعلن الجيش العربي السوري الموافقة عليه مع احتفاظه بحق الرد على خروقات الإرهابيين.
وجاء الاتفاق بعد تقدم الجيش وحلفائه واستعادتهم السيطرة الكاملة على ريف حماة الشمالي، إضافة إلى السيطرة على مدينة خان شيخون الإستراتيجية جنوب إدلب وعدد من القرى والبلدات بمحيطها، ما دفع رئيس النظام التركي إلى استجداء موسكو لحماية قواته الاحتلالية في المنطقة، الأمر الذي رأى فيه مرتزقته تخلياً عنهم فثاروا ضده وأحرقوا صوره على الحدود السورية التركية شمال إدلب.
من جانب آخر، وفي مؤشر على تصاعد الخلافات بين تركيا وأميركا بشأن ما يسمى «المنطقة الآمنة» المزعومة، إذ هدد النظام التركي بشن عملية ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية في حال عدم إحراز تقدم حول «المنطقة الآمنة»، كما حذّر واشنطن، من أي تأخير يطاول هذا المشروع، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية، الجنرال جوزيف دانفورد، بحسب موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني: أن الولايات المتحدة تحتاج إلى تدريب ما بين 50 و60 ألفاً من القوات المحلية لضبط الأمن شمال سورية، وأكد دانفورد على «ضرورة دعم «قوات سورية الديمقراطية – قسد»، من أجل مكافحة فلول داعش».
في سياق متصل، أكد الاتحاد الأوروبي التزامه الاستمرار في العمل لأجل احترام وحدة وسلامة أراضي الدولة السورية.
وبحسب وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء، فإن هذا الموقف جاء خلال تصريحات أدلت بها أمس، المتحدثة باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، مايا كوسيانيتش، تعليقاً على كلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن نيته إقامة «المنطقة الآمنة» شمال سورية، وطلبه المساعدة الغربية لتحقيق ذلك.
وأشارت إلى أن الاتحاد ما زال على قناعة بأن أي حل مستدام للأزمة في سورية يتطلب عملية انتقال سياسي حقيقية مبنية على قرار مجلس الأمن 2254 وبيان جنيف للعام 2012، وقالت: «موقفنا معروف جيداً ويجب ألا يفاجئ أحداً».