رياضة

هل سينجح اتحاد السلة في إعداد المنتخب للتصفيات الآسيوية؟

| مهند الحسني

انتهت مسابقاتنا المحلية لهذا الموسم بجميع فئاتها، وبتنا على مشارف موسم سلوي جديد، يحدونا الأمل بأن يكون متميزاً بكل شيء، وهذا سيجعلنا نضع كل تفاصيل الدوري بهمومها وشجونها خلف ظهورنا، وبات من الضروري الحديث عن تحضيرات المنتخب الأول الذي تنتظره مشاركة مهمة في تصفيات آسيا المقبلة التي تأجلت لشهر شباط القادم، ورغم المسافة الطويلة بعض الشيء التي تفصلنا عنها، غير أننا ما زلنا ننتظر أي تحرك نوعي جديد في هذا الاتجاه من قبل اتحاد السلة، فلم نعرف حتى الآن متى سيكون موعد انطلاقة التحضيرات، وصورة المدرب الوطني الذي سيقود المنتخب بعدما قطع المكتب التنفيذي الطريق أمام فرصة التعاقد مع مدرب أجنبي، ومن هم اللاعبون الذين سيتم اختيارهم لتمثيل المنتخب، وهل سيكون هناك لاعب مجنس أم لا.

حقيقة
رغم صعوبة الظروف التي تمر بها رياضتنا السورية بشكل عام، وسلتنا المحلية على وجه الخصوص، والنزيف الكبير في كوادرها من لاعبين ومدربين وحكام، إلا أن اتحاد كرة السلة نجح في المرحلة الماضية بمهارة كبيرة في الخروج من إعصار الأزمة بأقل الخسائر، وفرض حلولاً ليست مثالية لكنها واقعية، وتمكن من المحافظة على حضور منتخباتنا في أغلبية البطولات والاستحقاقات، وهذه نقطة إيجابية تسجل له في ظروف صعبة والعمل فيها وتحقيق نتائج جيدة شبه مستحيل.
لذلك من المعيب في ظل النشاط الذي يقوم به الاتحاد أن نلقي اللوم عليه، ونحمّله المسؤولية الكاملة عن تراجع نتائج منتخباتنا الوطنية، لأن إعداد المنتخب يعتبر حلقة متكاملة، فمسؤولية الاتحاد تكمن في تأمين كل المناخات الملائمة للمنتخب، وأعتقد بأنه نجح إلى حد كبير رغم وجود الأزمة التي تعصف بالبلاد وتداعياتها الخارجية التي أضرت برياضتنا بشكل عام في تأمين كل ما تتطلبه منتخباتنا الوطنية، وأكبر دليل على أن عمله صحيح نتائج منتخب السيدات الذي شارك في بطولة غرب آسيا بالأردن، لكونه نجح في تطوير مستوى السلة الأنثوية منذ سنوات عبر افتتاحه مراكز تدريبية في أغلبية المحافظات، ما ساهم في ازدياد شعبية اللعبة وجماهيريتها في السنوات الخمس السابقة، وتطور مستوى اللعبة في جميع الأندية، وظهر جيل من اللاعبات المتميزات كن حصاد عمله الجيد، وصب ذلك في بوتقة المنتخب الذي أشرق في أولى مشاركاته منذ عشر سنوات، كذلك الحال مع منتخب الناشئات الذي شارك في بطولة آسيا العام الفائت، وحقق نتائج أكثر من إيجابية.

مهمة
المشاركة القادمة لمنتخبنا تعتبر مهمة لكونه بات في المستوى الأول على الصعيد الآسيوي، وهو مركز جيد في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها الرياضة السورية بشكل عام، وأي نكبة أو نتائج مريرة جديدة لا سمح اللـه ستجعلنا نغرد نحو المستوى الثاني، والعودة ستكون شبه مستحيلة في ظل الواقع الصعب، وشح الإمكانات المادية.
المشاركة مع منتخبات القارة الصفراء بهذا الحجم تضم لاعبين سوبر ستار ومدربين أجانب من النخبة (إيران، قطر السعودية) لن تكون سهلة في حال بقيت تحضيراتنا متواضعة وخجولة، فإذا كنا نريد أن يكون منتخبنا منافساً قوياً وعنيداً فلهذا الأمر شروط يجب توفرها، وغير ذلك سيكون منتخبنا صيداً سهلاً، وسوف تستبيح سلته جميع المنتخبات، وسنخرج من التصفيات بعناوين قاتمة لن ينساها عشاق السلة السورية بشكل عام.
رعاية
يبدو أن الفترة الزمنية الطويلة التي تفصلنا عن انطلاقة التصفيات سيكون لها فوائد، وستسمح لاتحاد السلة العمل بهدوء وترو على تأمين شركة راعية لدعم المنتخب، وتأمين تحضيرات مثالية له توازي حجم وقوة المباريات التي سيخوضها، وهذا يتطلب تشكيل لجنة تسويق خاصة لهذه المرحلة، وأن يكون شعارها العمل على أرض الواقع بعيداً عن الشعارات والوعود الرنانة التي باتت أشبه بالمعلبات المستهلكة المنتهية صلاحيتها، واتحاد السلة قادر على ذلك لو توفرت لديه النية الصادقة.

خلاصة
الفسحة الزمنيةً المتاحة لابد أن تمنح المنتخب فرصة ممتازة للتحضير والإعداد ضمن الممكن والمتوفر، كما أن المشاركة خلال الموسم ستضمن وصول اللاعبين لأفضل مستوى من الجاهزية التي قد لا تضمن في بداية الموسم نتيجة تأرجح تحضيرات الفرق، كل ذلك يوجب على الاتحاد أن يلم بكافة التفاصيل والظروف المحيطة بالتحضير لضمان أفضل مشاركة ممكنة، وتسجيل حضور طيب يليق بسمعة السلة السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن