ثقافة وفن

مهرجان «عبق الياسمين» يكرّم السوريين في قلعة دمشق … ريما قادري: معادلة الشعب والقائد والجيش حققت النصر العظيم .. جانسيت قازان: ستبقى سورية مصنع الرجولة والرجال

| وائل العدس

برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزارة السياحة، أقامت مؤسسة «سوريون» الأهلية مهرجان «عبق الياسمين» التاسع تحت عنوان «سوا.. كل العمر» في قلعة دمشق.
وتضمن المهرجان تكريماً لجرحى الجيش العربي السوري والقوات الرديفة وذوي الشهداء وعدد من الشخصيات الفنية والرياضية والإعلامية، وتم عرض فيلم قصير عن المؤسسة وأهم نشاطاتها، إضافة إلى عرض مسرحي راقص قدمته فرقة «يائيل»، ومعزوفات موسيقية لفرقة «أثر».
كما تم إطلاق نادي «سوريون» لدعم جرحى الجيش والقوات الرديفة، واختتم الحفل بديو غنائي للفنان اللبناني معين شريف والشاب السوري زين عبيد.
وشملت قائمة التكريم كلاً من أب لثلاثة شهداء وأخت لخمس شهداء وأقدم شرطية في وزارة الداخلية وجريح من جرحى الجيش، وفرقتي يائيل للرقص المسرحي وأثر الموسيقية، والشاعر بحر لاوديسا والدكتورة نهلة عيسى والرياضي مجد الدين غزال والكاتبة ديانا كمال الدين والإعلاميين هيام الحموي وباسل محرز والموسيقار ميساك باغبودريان والطبيب إحسان عز الدين والموزع الموسيقي هاني طيفور والممثلين ريم عبد العزيز ومحمد قنوع ولجين إسماعيل ورنا شميس وميلاد يوسف وأنطوانيت نجيب وأديب قدورة إضافة إلى المغنيين زين عبيد ومعين شريف.
وتهدف المؤسسة إلى تقديم كافة أنواع الدعم والرعاية والاهتمام للأسرة السورية، من أسر شهداء، عسكريين ومدنيين، وجرحى الحرب والمهجرين، والمساهمة في نشر ثقافة العمل التطوعي وتعزيز قيم المواطنة في المجتمع.

أقوى وأحلى
قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ريما قادري في كلمتها: في كل مرة نجتمع في فعاليات المجتمع الأهلي نبرهن أن جهودنا متكاتفة لتكون سورية أقوى وأحلى، وبالحقيقة خجلت من التكريم، لأن الإنسان لا يكرم على واجبه.
وأكدت أن معادلة الشعب والقائد والجيش حققت النصر العظيم، وإن شاء الله سيكون انتصار شامل وبجهود الجميع «منعمرها، لأننا كلنا شركاء بالسورية وشركاء بالإنجاز».

كرامة الإنسان
أما رئيس مجلس أمناء مؤسسة «سوريون» جانسيت قازان فأكدت أن سورية لم تنتصر بحرب الرصاص فقط بل انتصرت بكرامة الإنسان، مشيرة إلى أن مؤسسة «سوريون» ما هي إلا بيت من بيوت هذا الوطن الغالي، ونحن نسعى بكل ما استطعنا أن نضمد جراح العائدين من حقول النار.
وأضافت: إلى كل أعداء سورية المتربصين، لن تعلمونا ثقافة الموت والإرهاب، نحن سوريون منذ فجر التاريخ، ولدنا على حب هذا الوطن.. ستبقى سورية مصنع الرجولة والرجال، وسيبقى قائدها سيد المحال أبد الزمان.
وأكدت أن الهدف من المهرجان الإظهار للعالم أن سورية موجودة رغم الحرب والصعاب، وهو مهرجان ثقافي اجتماعي وإسعافي، نحن عمرنا سنة كمؤسسة وتسع سنين كفعالية وطنية، مشيرة إلى أن ما نقوم به اليوم جزء بسيط جداً لا يذكر أمام تضحيات الجيش العربي السوري.

سورية غنية بالمواهب
بدوره نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة سوريون عامر الحامد قال لـ«الوطن»: للسنة التاسعة نقيم هذا المهرجان، والسنة الثانية بعد إشهار «سوريون» التي تعنى بكل الأسر السورية وتهتم بتطوير الوعي والثقافة والفكر، لنقول إن سورية غنية بمواهبها بوجود فنانين ومفكرين وأدباء وإعلاميين وأطباء، وكنا حريصين على هذا التنوع حتى نضيء على الجانب السوري المشرف، إضافة إلى الأهم والأقوى والأسمى وهم جرحانا الأبطال وأسر الشهداء.

قالوا لـ «الوطن»
سناء صالح أخت الشهداء الأبطال الخمسة علي وحازم وعلاء وفيصل وكامل محمد صالح، أكدت أن التكريم يؤكد أن الدنيا مازالت بخير رغم كل شيء، ويعطيك أملاً بالحياة بأن الدماء لم تذهب هدراً، وهذا يشجعنا للتمسك بالحياة، والذين قدمناهم غالين جداً لكنهم رخيصون كرمى حبة من تراب الوطن، أما من بقي فهم مشروع شهادة للوطن إذا استدعى الأمر.
وعبر والد الشهداء حسين بو مرة عن اعتزازه باستشهاد أولاده الثلاثة في سبيل رفعة الوطن، مشدداً على أهمية الشهادة في حماية الوطن وحفظ كرامته وتحرير أرضه من الإرهاب.
الدكتورة نهلة عيسى الأستاذة في جامعة دمشق ومربية الأجيال التي خرّجت الكثير من المتميزين في مجال الإعلام قالت: أنا سعيدة لأنني أكرّم من الناس العاديين، هؤلاء الناس لا تستطيع أن تزوّر مشاعرهم، فالتكريم الرسمي ربما يخضع لتوازنات، بينما التكريم الشعبي لا يخضع إلا لسلطة القلب والتعامل المباشر، وهو خير تكريم.
وأضافت: أنا مكرّمة من الرب لأنني دائماً بين الجنود، وهذا وسام على صدري، فهؤلاء الأبطال الذين منحونا الحياة كنت لهم بلحظات الأخت والأم والصديقة والحبيبة، ومنحوني الشرف والكرامة والفخر، وأعتقد أنهم كانوا السبب الأكبر لأكرّم، كما أعتقد أن التكريم يعود إلى تربية صالحة لأم وأب فارقاني.. أنا أكرم جيناتي الآن.
أما الزميلة هيام الحموي صاحبة الصوت الفيروزي فقالت: أتردد كلما تم الحديث عن التكريم، لأنني لا أقوم إلا بواجبي وأرد بعض الدين الكبير لبلدي، فسورية منحتني كل شيء من دون مزاودة، وأعتبر أن سورية هي أحلى مكان كان من الممكن أن أولد فيه، وأشكرها لأنني ولدت فيها، والدفاع عنها أمر مفروغ منه، ورحم الله من دافعوا عنها بدمائهم، فنحن لا شيء أمامهم.
الزميل باسل محرز صاحب البرنامج الشهير «المختار» على إذاعة المدينة عبر عن سعادته العميقة لأنه كرم من بين أشخاص قريبين من الناس وملتصقين بالشارع، خاصة بالفئات التي تحتاج للدعم وهي الفئات نفسها التي أحاول دعمها ببرنامجي. وقال: التكريم يعني لي الكثير ويشجعني لأبذل جهداً أكبر بموضوع التنمية والشباب ومساعدة الناس، ولا شك أن السيدة جانسيت قازان مشهود لها بحب بلدها وأهل بلدها وإحساسها فيهم، لأنها عاشت معنى التضحية ضمن عائلتها ومنزلها، وفخور بأنني حصلت على عضوية فخرية في المؤسسة وسأحاول دعمها ببرنامجي قدر المستطاع.
طبيب الإنسانية إحسان عز الدين عبر عن سعادته لهذا التكريم، لافتاً إلى أن قناعته تقول بأن العمل الجيد لا يضيع والخير لا بد أن تظهر آثاره، وعين المجتمع صاحية وترصد كل الحالات.
أقدم شرطية على رأس عملها في سورية، المساعد أول هناء سليم، قالت: إن التكريم فخر لها لأن المرأة مهمشة نوعاً ما، موجهة نصيحتها للمرأة السورية بأن تكون قوية ولا تتنازل عن حقها، مؤكدة أنها أقوى امرأة في العالم.
الموسيقار ميساك باغبودريان رأى أن التكريم جاء مبكراً لأن الطريق مازال طويلاً، معتبراً أنه خطوة تشجيعية لنشتغل أكثر، وأشكر من اعتبرني شخصية تستحق التكريم.
الكاتبة ديانا كمال الدين وجهت شكرها للقائمين على التكريم لدعمهم الأسر السورية، معتبرة أن الطريق مازال طويلاً حتى تستحق التكريم، ومتمنية أن تثبت مسيرتها المستقبلة أنها عند حسن الظن.
النجم القدير أديب قدورة قال إن قلبه انتعش وخاصة في ظل وجود جمهور كبير، لأن هذا الجمهور كان السبب الأساس في النجاح.
النجمة القديرة أنطوانيت نجيب أشارت إلى أنها سعيدة لوجودها في هذا الاحتفال، مؤكدة أنها تعشق أرض سورية.
أما النجمة ريم عبد العزيز فقالت لا يوجد أجلّ من التكريم للفنان خاصة عندما يكون في قمة ألقه، فسابقاً كان تكريم الفنان يتم عندما يموت أو في مرحلة عجزه، لكن المفهوم الآن اختلف وأصبح الفنان يكرّم في عز شبابه ومكانته. مضيفة إن سورية تعيش الآن مرحلة الانتصار وأثبتت أنها كبيرة بسياستها وقيادتها وجيشها وشعبها. وأثنت على عمل مؤسسة «سوريون» بكل من فيها وعلى رأسهم الأم جانسيت قازان.
النجمة رنا شميس فقالت إنها سعيدة جداً، مشيرة إلى أنها ضعيفة تجاه الخط الإنساني وسعيدة في الوقت نفسه، ملمحة إلى أنها لا تريد أكثر من التكريم من أناس معنيين بالإنسانية.
النجم ميلاد يوسف قال إن التكريم في سورية له نكهة خاصة وجميل جداً مهما كرّم الفنان خارجها، وها نحن نرى عبق الياسمين يشع من قلب دمشق.
النجم محمد قنوع أكد تملكه إحساس جميل وغريب لأنه أول مرة يكرم في حفل بهذا الحجم، موجهاً شكره لكل من تذكره.
النجم الشاب لجين إسماعيل شدد على أن كل الجهد الذي قام به ما هو إلا واجب، ولي الواجب بأن أكرم هنا، وإن شاء الله أكون أستحق هذا التكريم.
بدوره الفنان اللبناني معين شريف الملقب بفنان المقاومة قال إن انتصار سورية هو أكبر تكريم، مشيراً إلى أن تكريمه ليس بغريب فهو يكرّم بين أهله وناسه، وهو ليس بحاجة إلى شكر لأنه عمل واجبه تجاه البلد الذي قدم لنا الكثير، والحمد لله على سلامة سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن