تضرر إنتاج وصادرات الرياض من النفط … الحوثيون يستهدفون معملين لـ«أرامكو» في عقر دارها بالسعودية
| رويترز - شينخوا - أ ف ب - روسيا اليوم - سانا
استهدف هجوم بطائرات دون طيار شركة «أرامكو» السعودية أمس ما أدى إلى نشوب حريق كبير في منشأتين نفطيتين تابعتين لها.
وأعلن متحدث أمني بوزارة داخلية النظام السعودي في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية «واس» أن «فرق الأمن الصناعي بشركة أرامكو باشرت بإطفاء حريقين في معملين تابعين للشركة بمحافظة بقيق وهجرة خريص نتيجة استهدافهما بطائرات دون طيار حيث تمت السيطرة على الحريقين والحد من انتشارهما».
وجاء في بيان صادر عن القوات المسلحة اليمنية أن سلاح الجو المسير نفذ عملية هجومية واسعة بعشر طائرات مسيرة استهدفت منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة أرامكو أصابت أهدافها بدقة مبيناً أن هذه العملية تأتي في إطار الحق المشروع والطبيعي في الرد على جرائم العدوان السعودي وحصاره المستمر على اليمن.
ولفت البيان إلى أن هذه العملية تعتبر إحدى أكبر العمليات في العمق السعودي وجاءت بعد عملية استخباراتية دقيقة ورصد مسبق وتوعدت القوات المسلحة اليمنية النظام السعودي من أن العمليات القادمة «ستكون أشد إيلاماً مما مضى طالما استمر في عدوانه وحصاره على الشعب اليمني».
وبعد ساعات من ضربة الحوثيين في بقيق قال شاهد من «رويترز» على مقربة إنه ما زال بالإمكان رؤية الحريق والدخان. وفي وقت سابق أظهر تسجيل مصور، تحققت رويترز من صحته، حريقا متوهجا ودخانا كثيفا يتصاعد في السماء قبل الفجر.
وأثار الهجوم الكثير من علامات الاستفهام حول كيفية التمكن من الوصول للعمق السعودي بطائرات مسيرة.
وكان الحوثيون استهدفوا في السابق مدينة الدمام المجاورة لبقيق، غير أن الهجمات وقتها كانت باستخدام الصواريخ الباليستية، في حين أن هجوم الأمس بـ10 طائرات مسيرة يعتبر أكثر تعقيدا بسبب الحاجة إلى كمية وقود كبيرة لتسيير هذه الطائرات، إلى جانب ضرورة توفر تقنيات متطورة لتسييرها لمسافات طويلة.
هذا وأفادت وكالة «رويترز» نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة أن إنتاج وصادرات المملكة السعودية من النفط تضررت بعد تعرض المعملين لهجوم.
وأكد أحد المصادر التي لم يكشف عن هويتها أن الهجوم «أثر في إنتاج 5 ملايين برميل من النفط في اليوم»، ما يعادل نصف إنتاج المملكة حالياً.
في هذه الأثناء قتل وأصيب العشرات من مرتزقة العدوان السعودي في عملية مشتركة لسلاح الجو المسير ووحدة المدفعية في الجيش اليمني واللجان الشعبية بمحافظة حجة.
وفي جبهة جيزان لقي عدد من مرتزقة العدوان مصرعهم وجرح عدد آخر جراء قصف مدفعي استهدف تجمعاتهم.
بدورهم نظم أبناء الشعب اليمني في كل من صنعاء والحديدة وريمة وقفات احتجاجية تنديداً بجرائم وخروقات العدوان السعودي المتواصل عليهم منذ أكثر من أربع سنوات.
من جهة أخرى وافقت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تقديم معلومات أساسية جديدة حول تورط النظام السعودي بهجمات الـ11 من أيلول بعد ضغوط كبيرة من عائلات الضحايا.
وكانت الولايات المتحدة نشرت عام 2016 جزءاً سرياً من تقرير حكومي يتضمن تحقيقات أجرتها السلطات الأميركية حول وجود رابط بين مسؤولي النظام السعودي وهجمات أيلول كشفت فيه عن حصول الإرهابيين الذين نفذوها على دعم من مسؤولين رفيعي المستوى في استخبارات النظام السعودي.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن عائلات ضحايا هجمات 11 أيلول طالبت الإدارة الأميركية على مدى شهور طويلة بنشر هذه المعلومات ووجهت رسالة إلى ترامب مؤخراً أكدت فيها أن هذه الخطوة من «شأنها أن تكشف الحقيقة كاملة وتنتزع العدالة من السعودية».
وتسعى عائلات الضحايا عبر الحصول على هذه المعلومات إلى رفع دعوى قضائية ضد النظام السعودي بتهمة التورط في تنسيق وإعداد هجمات 11 أيلول حيث يعتقد المحامون في هذه الدعوى أن المسؤول السعودي المذكور أشرف على رجلين آخرين قدما المساعدة لاثنين من الخاطفين في جنوب كاليفورنيا.
ومنذ وقوع هجمات أيلول وحتى يومنا هذا بقيت التحقيقات حولها سرية ولم تعلن واشنطن نتائج تذكر إلا أن أصابع الاتهام توجهت إلى النظام السعودي حيث أشارت تقارير ووسائل إعلام أميركية متعددة إلى دور كبير له في تمويل تلك الهجمات غير أن الإدارة الأميركية تكتمت على النتائج على حين يشبه الصفقة بينها وبين نظام بني سعود خدمة لمصالحها الاقتصادية المختلفة معه.