ثقافة وفن

فعاليات متنوعة وعروض فلكلورية بلون التراث الشعبي في مهرجان الحسكة

| الحسكة - دحام السلطان

تناول المهرجان الشعبي الفلكلوري التراثي الذي أقامه «مشروع أواصر ٢» المنفّذ من «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الـUNDP» وبالتعاون مع مديرية الثقافة في الحسكة وكنيسة مار ديمط للسريان الأرثوذكس، مجموعة من اللوحات والفعاليات الفنية والثقافية والرياضية الشعبية التراثية المنوعة، والتي ارتبط كلها ارتباطاً وثيقاً ووشيج العرى بإنسان المنطقة الجزري عبر التطور الحياتي التاريخي المرافق له منذ الأزل.
وتناولت مقتنيات المهرجان تنوّعاً فنياً مزج بين ما تقدّمه المعارض الفنية التشكيلية في سياقها التقليدي من خلال اللوحات الفنية التراثية والماديات التراثية التي اشتملت على الأزياء الشعبية التراثية الرمزية والنحاسيات والأواني والأدوات والمفروشات المنزلية والآلات الموسيقية القديمة وأدوات الحراثة الزراعة، إضافة إلى تقديم المقطوعات والأهازيج الغنائية التراثية من مخزون الموروث الشعبي الجزري بكل ألوانه المجتمعية، كما تم تقديم عزف منفرد على أنغام آلتي العود والدف، التي رافقها الدبكات والرقصات الشعبية التراثية المعبّرة عن جمالية وغنى لون التراث الشعبي المحلي للمحافظة.
كما خصص المهرجان في عدة أجنحة من أقسامه فقرات حيّة للتعريف بالألعاب التراثية الشعبية الخاصة بالمحافظة على مستوى الرجال والنساء والأطفال وطرق وأشكال التنافس فيها.
وبيّن منسق المشروع محمود فتيّح أن المهرجان جاء على شكل كرنفالية تراثية تهدف إلى تحقيق حالة مناقلة بين الأجيال قديماً وحديثاً، وإلى تعريف جيل اليوم بالعادات والقيم والتقاليد بموروثها المادي الذي اشتهرت به المحافظة، وتصويره وتجسيده كواقع حي من خلال المشاهدات المباشرة التي تناولت الألعاب التراثية والمعارض الفنية والمقتنيات التراثية وتقديم الأغاني ومقطوعات العزف الفنية على الآلات الموسيقية القديمة، باللون التراثي للمنطقة، التي رافقتها عروض لعدد من الدبكات التراثية الشعبية، لتعزيز حالة ارتباط الشباب بالتراث الشعبي القديم.
ولفت مدير الثقافة في الحسكة محمد الفلاج إلى أن المهرجان يأتي لتعزيز عملية نشر الثقافة المجتمعية الشعبية، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع الأهلي والمحلي، التي تُعنى بالشأن الثقافي، مشيراً إلى الدور التشاركي للمؤسسة الثقافية في المحافظة ضمن هذا المنحى وبالصيغة الحالية لآلية التنفيذ القريبة من مواقع سكن الأهالي وفي الهواء الطلق، وخارج حدود الأماكن المغلقة التقليدية المعدة عادة للنشاط.
وأكد الفلاج أن هذا المهرجان وما يتناوله من نشاطات مختلفة يستهدف بالدرجة الأولى جيل الشباب، ولاسيما من الذين لا يمتلكون الفكرة الكاملة والكافية والمحيطة بتراث هذه المحافظة وموروثها الشعبي بكل مفرداته.
وقال الباحث التراثي عايش كليب عن المهرجان: إنه مبادرة ثقافية، تعبّر عن أصالة المحافظة التراثية والثقافية، وقد شارك في المعرض من خلال تقديم عروض مادية عن اللباس التراثي الشعبي والمقتنيات التراثية في بيئة الجزيرة السورية كالنحاسيات والبسط والسجاد المصنّع يدوياً، ونماذج عن الألبسة الرجالية والنسائية القديمة، إضافة إلى المنسوجات والأدوات المنزلية القديمة التي كانت تستخدم في البيوت والزراعة.
وأشار الفنان التشكيلي أحمد حمور إلى أن مشاركة عدد من الفنانين التشكيليين في المهرجان، تهدف إلى التوثيق والحفاظ على التراث المادي، الذي بدأ يزول الكثير من معالمه، نتيجة لطغيان التمدّن والحداثة، موضحاً: أن اللوحات الفنية المشاركة تناولت مواضيع تراثية منوعة كالبيوت الطينية وعمليات الزراعة والحصاد والأدوات التراثية المادية وغيرها من المواضيع الأخرى المختلفة.
وقدم الكاتب والباحث في الموروث الشعبي دحام السلطان، مجموعة من مقتنياته التراثية المتنوعة، بدءاً من دلال القهوة العربية بمختلف أحجامها ومجسماتها ومرفقاتها، وصاج الخبز القديم وألوان مختلفة عن ألوان الزي الشعبي القديم وأحزمة السلاح القديمة التي كان يرتديها الرجل ومرافقات هودج العروس ونماذج متنوعة عن عدد من أشكال البسط اليدوية القديمة، وأكد أن الهدف من المشاركة في المهرجان، يأتي لتكريس الاهتمام بالموروث الشعبي وضرورة الحفاظ عليه جيلاً بعد جيل، ليظل موجوداً في الذاكرة الحية التي تعبر عن عراقة هويتنا الحضارية والإنسانية، والتي ينبغي أن تكون رسالة بليغة وسلاحاً مضاداً في وجه العولمة في الجانب السلبي منها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن