سورية

الوفد البرلماني والسياسي الإيطالي يزور تدمر وحمص … روماني لـ«الوطن»: الشعب السوري قوي وواثق بنفسه وفخور بوطنيته

| حمص- نبال إبراهيم

أكد الوفد البرلماني والسياسي الإيطالي الذي يزور سورية، أن الحصار الاقتصادي المفروض على البلاد يؤذي الشعب السوري فقط، ودعا إلى فكه، مشيراً إلى أن الأضرار التي تسبب بها الإرهاب كبيرة جداً، ولا بد من تعاون كل دول العالم والمنظمات والجمعيات للمساهمة في إعادة البناء، ومؤكداً أن إيطاليا ستقدم مساعدات لإعادة إعمار مدينة تدمر الأثرية.
وقام الوفد الذي يرأسه عضو مجلس الشيوخ الإيطالي رئيس شعبة الصداقة البرلمانية المعنية بشرق المتوسط باولو روماني أمس بزيارة إلى محافظة حمص بهدف الوقوف على واقع المحافظة والاطلاع على ما خلفه الإرهاب من دمار ونقل هذه المشاهدات للشعب الإيطالي.
وبدأ الوفد جولته بزيارة الأماكن الأثرية والمسرح الأثري بمدينة تدمر واطلع على حجم الخراب والدمار الذي خلفه تنظيم داعش الإرهابي بالمدينة الأثرية، ثم جال في متحف تدمر الوطني وشاهد فلم وثائقي عن عملية تحرير تدمر من رجس الإرهاب وبرومو قصير عن عالم الآثار خالد الأسعد الذي اغتاله تنظيم داعش الإرهابي خلال سيطرته على المدينة.
وأكد باولو لـ«الوطن» خلال جولة الوفد في تدمر، أنه كان مصراً على قيامه بزيارة مدينة تدمر باعتبار هذه المدينة ليست موقعاً سورياً فقط، وإنما موقع تراث عالمي ويهم البشرية جمعاء وذلك بهدف نقل شهادة صادقة لكل الإيطاليين عن كل الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش بالمواقع الأثرية بسورية عامة وتدمر خاصة باعتبار أن هذه الجرائم ارتكبت ضد البشرية جمعاء بدمار مثل هكذا تراث عالمي، معبراً عن سعادته بهذه الزيارة، وآملاً في أن تكون الحرب قد انتهت في سورية للعمل بشكل جيد على إعادة بناء مدينة تدمر والبلد ككل.
من جهته بين عضو البرلمان الإيطالي ماتيو بوريغو، أنه تأثر جداً بالجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش بالمدينة، لافتاً إلى أنه من المهم جداً نقل هذه المشاهدات والصور والانطباعات إلى الشعب الإيطالي ليتمكنوا من تقديم المساعدة في إعادة بناء المدينة الأثرية باعتبارها إرثاً عالمياً مهماً وملكاً للبشرية جمعاء، مؤكداً أن ايطاليا ستقدم مساعدات لإعادة إعمار وبناء هذا التراث العالمي.
وبعد ذلك توجه الوفد إلى مدينة حمص واجتمع مع محافظها طلال البرازي، الذي قدم للوفد شرحاً تفصيلياً عن واقع محافظة حمص ومساحتها وحدودها والأضرار التي ألحقها الإرهابيون بالمحافظة، مؤكداً عودة 37 ألف أسرة مهجرة إلى مدينة حمص وريفها حتى تاريخه، ومنوهاً إلى أنه من المتوقع أن يعود نحو 100 ألف أسرة إلى منازلهم خلال الفترات القادمة خاصة بعد عودة حالة التعافي والحياة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية للمدينة.
ثم جال الوفد بعد ذلك في عدد من أحياء مدينة حمص، واطلع على حجم الخراب والدمار الذي خلفته العصابات الإرهابية المسلحة وأعمال إعادة تأهيل البنى التحتية في بعض المحاور، ثم قام بزيارة مدينة حمص القديمة وجال في جامع النور الكبير الأثري وكنيسة أم الزنار وكنيسة الأربعين والسوق القديم.
وفي ختام الزيارة، أكد روماني في تصريح لـ«الوطن»، أنه سيختتم زيارته في حمص بعد أن زار حلب وتدمر واطلع على واقع هذه المدن وما وصلت إليه بعد الحرب، لافتاً إلى أن ما شاهده هو نتائج أعمال أعداء مختلفين مثل داعش، ساهموا بتدمير كل هذه المدن السورية ومنها حمص التي تم تدمير 30 بالمئة منها.
وأشار إلى أن الأضرار التي تمت مشاهدتها كبيرة جداً ومن الصعب على سورية وحدها القيام بأعمال إعادة الترميم والبناء، لذلك لا بد من تعاون كل دول العالم والمنظمات والجمعيات للمساهمة في إعادة البناء والوقوف مع سورية في هذه المرحلة الصعبة، مبيناً أن الرسالة التي سيحملها للشعب الإيطالي هي أن الشعب السوري شعب قوي واثق بنفسه وفخور بوطنيته وسوريته.
ولفت إلى أن البلد أمام مشكلتين حقيقيتين، الأولى، انقطاع العلاقات الدبلوماسية مع أغلب الدول، والثانية، الحصار الاقتصادي المفروض على سورية، واعتبر أن الحل يكمن في إعادة العلاقات الدبلوماسية مع دول العالم وفك الحصار باعتبار أن الحصار الاقتصادي يؤذي الشعب السوري فقط.
من جانبه أشار بوريغو لـ«الوطن»، إلى أنه بهذه الزيارة شاهد بأم عينه الوضع في سورية وأن مشاهد الدمار كبيرة جداً، إلا أن حركة إعادة الإعمار والبناء واضحة وهذا يدل على رغبة لدى الأهالي بالحياة والعودة إلى التعافي من جديد، لافتاً إلى أنه سينقل ما شاهده بشكل حقيقي وواضح وشفاف للشعب في إيطاليا والعمل على تغيير الرأي العام هناك لكون الصورة لديهم خاطئة، مؤكداً أنه سينقل ما شاهده لهم من دون أي تزييف أو إضافات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن