غياب شخصيات من سورية لعدم منح أنقرة تأشيرة دخول لهم … «حزب الشعب» يعقد مؤتمره.. تنديد بسياسة «العدالة والتنمية» ورغبة بإصلاح العلاقات معها
| الوطن - وكالات
عقد حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض مؤتمراً دولياً في إسطنبول بعنوان «سورية.. الباب المفتوح إلى السلام»، وذلك في إطار مبادرة لترسيخ السلام والتعاون بين دول منطقة الشرق الأوسط وإعادة العلاقات التركية مع الحكومة السورية، وتم خلاله التنديد بسياسات حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا تجاه القضية السورية.
وفيما علمت «الوطن»، أن الصحفي سركيس قصارجيان من الداخل السوري يشارك في المؤتمر، ترددت أنباء عن أن وزارة خارجية النظام التركي لم تمنح شخصيات سورية، ممثلة عن حزب البعث العربي الاشتراكي مدعوة إلى المؤتمر «الفيزا»، الأمر الذي حال دون مشاركتها.
وقال رئيس «حزب الشعب» كمال كيليتشدار أوغلو في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر «نعمل منذ عام 2010 على إصلاح العلاقات التركية السورية ومؤتمرنا ما هو إلا خطوة جديدة أخرى في هذا الإطار»، بحسب «وكالة أنباء تركيا».
وأشار إلى أن الحرب في سورية «أتت بنيرانها على تركيا»، معتبراً أننا «نحتاج السلام والعيش في أمان معاً، لا الحرب»، وتابع: «أقول كرئيس لحزب يرغب بالتصالح مع بلد جار لنا ذو تاريخ مشترك وأطول حدود مشتركة، إننا نهدف للحفاظ على العلاقات التاريخية والأخوية مع سورية ونسعى لإعادة بوصلة سياستنا الخارجية نحو السلام والصلح».
وفي حديثه عن إنشاء اللجنة الدستورية، قال كيليتشدار أوغلو: «نؤمن أن الحرب في سورية على وشك الانتهاء وأن أنقرة ودمشق تعملان على إنشاء اللجنة الدستورية، ونتمنى أن ينير الدستور الجديد مستقبل الشعب السوري».
وتطرق أوغلو إلى التطورات في إدلب قائلاً: إن «التطورات في إدلب مقلقة جداً ولا يخفى على أحد تسلل عناصر التنظيمات الإرهابية إلى تركيا، ونعلم أن هذه التنظيمات تستهدف تركيا وتشكل تهديداً خطيراً».
وتابع: «نؤمن في هذا السياق بحقنا في محاربة الإرهاب ونؤمن في الوقت ذاته أن محاربة هذه التنظيمات لن يكون إلا بالتنسيق مع دمشق»، مضيفاً: «الطريق بين أنقرة ودمشق هو أقصر طريق للسلام، بإدارة دبلوماسية سورية تضمن الحقوق الدولية والمشروعة، وتضمن عودة السوريين الطوعية إلى بلدهم».
وحسب مواقع إلكترونية معارضة، فإن المؤتمر سيناقش خمس قضايا رئيسة أبرزها قضية المهجرين السوريين، والوضع الراهن في سورية، وتطورات إدلب، والبحث في كيفية إنهاء سنوات الحرب في سورية، ويشارك فيه ممثلون دبلوماسيون ومختصون من 22 دولة و30 ممثلاً عن منظمات المجتمع المدني و100 صحفي أجنبي و150 صحفياً محلياً.
وفي وقت سابق كشف عدد من الشخصيات السورية لـ«الوطن» عن تلقيها دعوات من «حزب الشعب الجمهوري» لحضور المؤتمر، وأكدت استعدادها للمشاركة، ومن تلك الشخصيات مدير مدرسة الإعداد الحزبي المركزية التابعة لـ«حزب البعث العربي الاشتراكي» بسام أبو عبد الله، ومدير «مؤسسة القدس الدولية» خلف المفتاح والصحفي قصارجيان الذي تأكد لـ«الوطن» مشاركته لكنها لم يتسن لها الحصول منه على معلومات حول مجريات المؤتمر.
على خط مواز نقلت مواقع إلكترونية معارضة عن الصحفي في صحيفة «Haber Türk»، محرم سارو كايا، قوله: إن وزارة الخارجية التركية لم تمنح الفيزا لشخصيات كانت ستشارك في المؤتمر، بعد أن كان نائب رئيس «حزب الشعب» ولي آغبابا قال: إن العديد من الشخصيات السورية لن تتمكن من الحضور والمشاركة في المؤتمر الذي ستنظمه المعارضة التركية حول سورية لوجود مشاكل في حصولهم على تأشيرة للدخول إلى تركيا، وذلك بسبب الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية ضد الحكومة السورية وقطع العلاقات معها.
وخلال المؤتمر، ندد آبابا، حسب مواقع إلكترونية معارضة، بسياسات حزب «العدالة والتنمية» تجاه الأزمة السورية، مؤكداً أن حزب أردوغان تعامل مع المهجرين بشكل خاطئ وتسبب بتشردهم.
وأضاف: إن «الدمار الناجم عن السياسات الخاطئة لا يمكن أن يعرقل إمكانية العيش بسلام مع سورية»، مشيراً إلى أن الشعب السوري وحده هو الذي يستطيع تقرير مستقبل سورية.
ومن جانبه، قال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم أمام أوغلو: «هدفنا النهائي هو تحقيق الاستقرار في سورية، وضمان عودة السوريين إلى بلادهم بحرية» بحسب مواقع إلكترونية معارضة.