التقى غوتيريش وبابيش وظريف وألقى كلمة سورية أمام الأمم المتحدة … المعلم: نقترب من النصر النهائي ومن ناصبنا العداء فليراجع حساباته
| الوطن - وكالات
انتصار دبلوماسي جديد سطرته دمشق في أروقة الأمم المتحدة بنيويورك، انشغلت به الأوساط الإعلامية والسياسية العالمية خلال الأيام الماضية، عبرت عنه المواقف والتصريحات التي صدرت عن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، الذي استطاع بحنكته المعهودة إيصال حقيقة الموقف السوري تجاه عدد من النقاط المرتبطة بملفات مكافحة الإرهاب و«اللجنة الدستورية» وغيرها، ليعكس بيان الجمهورية العربية السورية الذي ألقاه المعلم، حالة المشهد السوري في أعقاب الانتصارات التي حققها الجيش والخطوات اللاحقة، المتمثلة باستعادة سيادة الدولة على ما تبقى من أراضيها، ومد يد السلام والحوار والتفاهم المشترك، مع الحفاظ على الثوابت الوطنية التي لن يتم التنازل عنها أبداً.
المعلم وخلال إلقائه كلمة سورية أمام الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، أكد عزم سورية على استكمال الحرب ضد الإرهاب بمختلف مسمياته حتى تطهير كل الأراضي السورية منه، واتخاذها كل الإجراءات المطلوبة لضمان عدم عودته.
وأشار المعلم إلى أن الحكومة السورية تعاملت بإيجابية مع المبادرات السياسية الرامية إلى حل الوضع في إدلب، ومنحتها أكثر من الوقت اللازم للتنفيذ، لكن النظام التركي لم ينفذ التزاماته، لا بل على العكس فقد قدم كل أشكال الدعم للإرهابيين، وحصلوا على أسلحة أكثر تطوراُ، كما سيطرت جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة على أكثر من 90 بالمئة من منطقة إدلب، وباتت نقاط المراقبة التركية التي أقيمت داخل الأراضي السورية نقاطاً لدعم الإرهابيين وعرقلة تقدم الجيش السوري في معركته ضد الإرهاب في إدلب، والآن يستميت النظام التركي مدعوماً من بعض الدول الغربية، في حماية إرهابيي جبهة النصرة وباقي التنظيمات الإرهابية الموجودة هناك.
ولفت المعلم إلى أن الولايات المتحدة وتركيا تواصلان وجودهما العسكري غير الشرعي في شمال سورية، وقد وصل الصلف بهما إلى حد عقد مباحثات واتفاقات بشأن إنشاء ما يسمى «المنطقة الآمنة» داخل الأراضي السورية، معتبراً أن أي اتفاقات حول الوضع في أي منطقة سورية دون موافقة الحكومة السورية هي اتفاقات مدانة ومرفوضة شكلاً ومضموناً، وقال: «إن أي قوات أجنبية على أراضينا، دون طلب منا، هي قوات احتلال وعليها الانسحاب فوراً، وإن لم تفعل فلنا الحق في اتخاذ كل الإجراءات المكفولة بموجب القانون الدولي إزاء ذلك».
وتحدث المعلم عن إطلاق عمل «اللجنة الدستورية» وشدد على أنها ينبغي أن تتم بقيادة وملكية سورية فقط، وعلى ألا يتم فرض أي شروط أو استنتاجات مسبقة بشأن عملها «فاللجنة سيدة نفسها وهي التي تقرر ما سيصدر عنها».
وختم المعلم كلمته بالقول: لقد تمكنت سورية، بمساعدة حلفائها وأصدقائها، من الصمود في مواجهة إرهاب منظمٍ مدعومٍ خارجياً، وها نحن اليوم وإذ ندخل مرحلة جديدة، نقف فيها على أعتاب النصر النهائي في هذه الحرب، واليوم أيادينا ممدودة للسلام، ومازلنا نؤيد الحوار والتفاهم المشترك، ولكن مع الحفاظ على ثوابتنا الوطنية التي لن نتنازل عنها أبداً، وبالطبع هناك حكومات دولٍ أساءت لسورية وأخطأت بحق شعبها، ولكننا لن نتعامل مع أحد من منطق الحقد أو الانتقام، بل انطلاقاً من مصلحة بلادنا وشعبنا، ولكن بالمقابل، يجب على الدول التي ناصبت سورية العداء أن تراجع حساباتها وتصحح أخطاءها، وأن تخرج من حالة الانفصال عن الواقع، وتتعامل مع الأمور بواقعيةٍ وعقلانيةٍ، بما يخدم مصلحة الجميع».
وقبيل إلقاء المعلم لكلمة سورية كان أجرى سلسلة من اللقاءات مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، ومع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وكذلك رئيس وزراء جمهورية التشيك أندريه بابيش.