الملف السوري يواصل تصدر المشهد في أروقة الأمم المتحدة ووزير الخارجية يلتقي عدداً كبيراً من نظرائه … المعلم: مصممون على تحرير أراضينا مع العمل على المسارين السياسي والاقتصادي
| الوطن – وكالات
يواصل الملف السوري والانتصارات التي حققتها سورية ميدانياً وسياسياً تصدر المشهد في أروقة الأمم المتحدة في نيويورك، وذلك من خلال النشاط الدبلوماسي المكثف لوفد الجمهورية العربية السورية على هامش أعمال الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
رئيس وفد الجمهورية، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم واصل لقاءاته المكثفة مع عدد من نظرائه من وزراء الخارجية على هامش أعمال الدورة، وعرض خلالها آخر تطورات الأوضاع في سورية على المسارين الميداني والسياسي، حسب وكالة «سانا».
فقد التقى المعلم وزير خارجية الهند سوبرامانيام جيشانكار وبحث معه سبل تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين والتحضيرات الجارية لعقد الاجتماع القادم للجنة المشتركة السورية الهندية في دمشق وما سينتج عنها من اتفاقيات ومذكرات تفاهم ستساهم في تطوير العلاقات الاقتصادية بين الجانبين وتيسير مشاركة الشركات الهندية في عملية إعادة الإعمار في سورية.
وعرض المعلم آخر تطورات الأوضاع في سورية مقدماً الشكر للهند الصديقة على وقوفها إلى جانب سورية خلال فترة الأزمة، ومشيراً إلى أن كل الإمكانات متوافرة لتطوير العلاقات بين البلدين الصديقين.
من جهته أكد وزير خارجية الهند رغبة بلاده في تعزيز تعاونها الاقتصادي مع سورية واستمرارها بتقديم كل أشكال الدعم والمساعدة الممكنة إلى سورية.
وبحث المعلم مع نظيره البيلاروسي فلاديمير ماكي مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين حيث أشاد الجانبان بالتطور المستمر والمتسارع لهذه العلاقات، وأكدا أهمية البناء على نتائج الاجتماع الأخير للجنة المشتركة السورية البيلاروسية الذي عقد مؤخراً في دمشق وكذلك نتائج زيارة المعلم إلى مينسك مؤخراً وذلك بهدف المضي قدماً في تعزيز هذه العلاقات في مختلف المجالات، كما تطرق الجانبان إلى تطورات الأوضاع في سورية.
كذلك التقى المعلم نظيره الأرميني زهراب مناتساكانيان وأكد تصميم سورية على تحرير كل أراضيها من رجس الإرهاب مع العمل في الوقت نفسه على المسار السياسي من خلال لجنة مناقشة الدستور وعلى المسار الاقتصادي من خلال عملية إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإرهابية التي شنت على سورية.
من جانبه أكد ناتساكانيان استمرار بلاده في دعم الجهود السورية لإعادة الأمن والاستقرار إلى كامل الأراضي السورية.
وفي السياق عقد المعلم لقاء مع وزير خارجية العراق محمد علي الحكيم، وبحث معه سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والجارين وأهمية التنسيق الدائم بينهما لمواجهة التحديات المشتركة وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب والتدخل الخارجي في شؤونهما الداخلية.
وشدد على أهمية الارتقاء بالعلاقات بين البلدين بما يتناسب وطموحات شعبيهما ويحقق مصالحهما المشتركة، مجدداً الدعوة لتذليل كل العقبات القائمة أمام إعادة افتتاح المعابر الحدودية بين البلدين لما لذلك من أهمية وآثار إيجابية على الأوضاع في سورية والعراق وأيضاً في المنطقة.
من جهته قدم الحكيم التهنئة للجانب السوري على إنجاز تشكيل لجنة مناقشة الدستور الذي يعد اتفاقاً مهماً جداً، مؤكداً ضرورة رفض التدخل الخارجي في عمل اللجنة، ومعرباً عن قلق العراق العميق ورفضه كل المشروعات التي يطرحها بعض الأطراف والتي من شأنها انتهاك سيادة سورية على كامل أراضيها.
وجدد موقف العراق الداعم لسورية في حربها على الإرهاب الذي واجهه البلدان.
كما التقى المعلم نظيرته السودانية أسماء محمد عبد اللـه واستمع منها إلى عرض مفصل حول التطورات السياسية الأخيرة في السودان الشقيق والخطوات التي يتم القيام بها حالياً من أجل تحقيق السلام الشامل في جميع الأراضي السودانية في المرحلة المقبلة، إضافة إلى بحث واقع العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
وأعرب المعلم عن سعادة سورية لاستعادة السودان الشقيق عافيته تدريجياً ومكانته على الساحتين العربية والإقليمية، مشيراً إلى أن العلاقات التي تربط سورية والسودان متجذرة في مختلف المجالات وإلى أن سورية ترغب في الاستمرار في تعزيز هذه العلاقات بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الشقيقين.
من جهتها أعربت وزيرة خارجية السودان عن تطلع بلدها لتطوير العلاقات مع سورية ورغبتها في استمرار التعاون القائم بين البلدين في كل المجالات، مؤكدة رفض السودان التام لأي ضرر أو أذى يلحق بسورية ورفضه كل الإجراءات الأحادية التي تتخذها بعض الأطراف والتي من شأنها انتهاك السيادة السورية، ومشددة على ضرورة الاحترام الكامل لسيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها.
حضر اللقاءات نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد ومندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري ومدير إدارة المكتب الخاص في وزارة الخارجية والمغتربين محمد العمراني.
وكان وفد الجمهورية وصل إلى نيويورك الخميس الماضي، للمشاركة في أعمال الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وألقى المعلم أمس الأول السبت بيان الجمهورية العربية السورية أمام المشاركين في الدورة، وأكد فيه عزم سورية على استكمال الحرب على الإرهاب حتى تطهير كل الأراضي السورية منه، وأنها تقف اليوم على أعتاب النصر النهائي، ويدها ممدودة للسلام، مع الحفاظ على ثوابتها الوطنية.
ومنذ ووصوله إلى نيويورك، يجري وفد الجمهورية لقاءات مكثفة مع العديد من مسؤولي الدول المشاركة.