سورية

تجارها أكدوا أن حياتهم تغيرت في العامين الماضيين: الوضع الآن أفضل بكثير … عجلة إعادة الإعمار في حلب تسير رغم العقوبات

| وكالات

بعد نحو ثلاث سنوات من دحر التنظيمات الإرهابية، بدت مدينة حلب الصناعية اليوم التي عانت إجرام تلك التنظيمات، تعود إلى عجلة الإنتاج مع إعادة فتح بعض المصانع، على حين تعد السوق في المدينة القديمة المدرجة في قائمة التراث العالمي لـــمنظمة «اليونسكو»، رمزاً آخر لجهود إعادة الإعمار.
وحسب وكالة «أ ف ب»، انتصبت لوحة كتب عليها «مدينة حلب الصناعية تشكرك على زيارتك» بين حاجزي تفتيش للجيش العربي السوري، وسط مبان مدمرة «بفعل الإرهاب» لتحية الزوار القادمين إلى ما يفترض أن تكون واجهة إعادة إعمار المدينة الثانية في سورية.
وشهدت حلب التي كانت رئة البلاد الاقتصادية أعنف المعارك بين قوات الجيش والتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في عام 2011، حيث قامت الأخيرة بتدمير ما يقرب من نصف المدينة، إلى أن تمكنت قوات الجيش من استعادة المناطق التي تسيطر عليها تلك التنظيمات والميليشيات في المدينة نهاية عام 2016 إثر عملية عسكرية شنها الجيش لطردها منها.
وحسب الوكالة، ترغب موسكو، إلى جانب مساعدة دمشق عسكرياً في حربها على الإرهاب، المشاركة بقوة لإعادة الإعمار في سورية.
وتبدو مدينة حلب الصناعية التي عانت إجرام الإرهابيين، اليوم وكأنها تعود إلى عجلة الإنتاج مع إعادة فتح بعض المصانع بعد نحو ثلاث سنوات من دحر الإرهابيين منها، وفق الوكالة.
وقالت: إن مجموعة قاطرجي للصناعات الهندسية والميكانيكية تعد إحدى الشركات هناك، التي سمح لفريق إعلامي ومنه «أ ف ب» بزيارتها في إطار رحلة نظمها الجيش.
ويملك القسم الأكبر من أسهم مجموعة قاطرجي، الشقيقان حسام وبراء، اللذين يفرض عليهما الاتحاد الأوروبي وواشنطن عقوبات جائرة.
وقال المهندس الذي يشرف على إدارة المصنع في تصريح نقلته «أ ف ب»: «لقد استأنفنا العمل منذ عام، ولدينا الآن أربعة عنابر تقوم بالخدمة، ونأمل في توسيع الإنتاج لنصل إلى أحد عشر بحلول عام 2020»، على حين ينشغل العمال من حوله في المستودع الشاسع.
ويعمل في المجموعة التي كانت خاضعة لسيطرة التنظيمات الإرهابية، وتوقف إنتاجها خلال الحرب الإرهابية التي تشن على سورية، نحو ألف عامل بينهم مئتا مهجر عادوا إلى حلب، وفقاً للوكالة.
وألقى مسؤول المصنع باللوم على العقوبات الغربية التي تمنعه من استيراد الآلات المتطورة من الخارج.
وعلى الرغم من ذلك، قال العامل خالد (38 عاماً) وهو أب لخمسة أطفال في تصريح مماثل: إنه «يحصل على راتب جيد منذ ثمانية أشهر، شاكياً من «الأسعار المرتفعة للغاية في المدينة».
وحسب الوكالة، فإن السوق في المدينة القديمة تعد رمزاً آخر لجهود إعادة الإعمار في هذه المدينة الواقعة شمالي سورية، والمدرجة في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية، والعلم، والثقافة «اليونسكو».
وشكلت المنطقة، بين عامي 2012 و2016، خط التماس خلال الحرب، وتمت استعادة أجزاء كاملة من المدينة القديمة بالتتالي.
وأكدت الوكالة، أنه وفي بعض الأزقة، لا يزال العمال يقومون بإزالة الأنقاض، على حين تنتظر بعض المقاهي مرتاديها والمتاجر وصول أول دفعة من البضائع.
وقال عبد الرحمن محمود (59 عاماً) الذي يملك متجراً لبيع الصابون والتوابل منذ عام 1998 في السوق القديمة في تصريح نقلته الوكالة: «الزبائن عائدون، أنا متأكد من ذلك، ما علينا سوى الانتظار قليلاً».
وأضاف هذا الأب الذي فقد ابنه خلال الحرب: «لقد تغيرت حياتنا كثيراً في العامين الماضيين»، لافتاً إلى أن «الوضع الآن أفضل بكثير: لدينا كهرباء ومياه جارية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن