الأولى

تركيا «تدرس» تكرار «سيناريو عفرين» في إدلب و«النصرة» تحذرها من «فوضى أمنية»! … الجيش يحذر من استمرار التصعيد ويرد على خروقات إرهابيي «خفض التصعيد»

| حلب - خالد زنكلو

رد الجيش العربي السوري على خروقات إرهابيي «منطقة خفض التصعيد» للهدنة المعلنة من روسيا منذ أكثر من شهر، في وقت حذر مصدر ميداني من استمرار نهج إرهابيي «جبهة النصرة» والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بها، في تسخين جبهات القتال دون إدراك عواقب فعلتهم.
وقال مصدر ميداني في ريف إدلب الجنوبي لـ«الوطن»: إن الجيش لن يقف مكتوف الأيدي في ظل تمادي إرهابيي الفرع السوري لتنظيم القاعدة في بغيهم وغيهم، وتعرضهم لمواقع ونقاط ارتكاز الجيش السوري القريبة من خطوط التماس، في حين يكتفي هو بالرد على الخروقات وتحييد سلاحه الجوي، من دون بروز بارقة أمل في تنفيذ بنود اتفاق «سوتشي».
وبين المصدر أن ظهر أمس، شهد تطوراً ملحوظاً في خروقات الإرهابيين لوقف إطلاق النار، بعد هدوء استمر خلال ساعات الصباح، ما دفع الجيش السوري إلى الرد مستهدفاً مصادر إطلاق القذائف والصواريخ في كل من ركايا وحيش ومعرو حرمة وكفر سجنة وبعربو وأرينبة جنوب وجنوب شرق إدلب، وصولاً إلى كبانة والتفاحية ومحيطهما شمال شرق اللاذقية، ومروراً بمحور السرمانية في سهل الغاب.
وأوضح المصدر بأن التنظيمات الإرهابية تقودهم «النصرة» حالوا لليوم الثامن عشر أمس من دون تخطي أي من المدنيين في إدلب لمعبر أبو الضهور، للوصول إلى المناطق الآمنة الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري، بعد حفر الطرق المؤدية إلى المعبر، ووضع الحجارة الكبيرة فيها، لمنع عبور السيارات، مع إطلاق الرصاص الحي ضد كل من يقترب من المعبر.
مصادر إعلامية معارضة مقربة من «النصرة» كشفت لـ«الوطن»، أنها ركزت في الآونة الأخيرة، ضمن حملتها لاستقطاب متطوعين شباب إلى صفوفها، على مخيمات اللجوء القريبة من الحدود التركية مع إدلب، ولاسيما في بلدتي قاح وأطمة، وأنها ضاعفت الرواتب الشهرية لإغراء المنتسبين الجدد إلى صفوفها بعد رفض الشبان الالتحاق.
إلى ذلك، كشفت مصادر معارضة مقربة من ميليشيا ما يسمى «الجيش الوطني»، الذي شكلته تركيا في المناطق التي تحتلها شمال وشمال شرق حلب لـ«الوطن»، أن الجيش التركي لأول مرة بات «يدرس» بالفعل خطة تدخل في إدلب للقضاء على «النصرة»، استجابة لعهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، ونزولا عن رغبة الكثير من الميليشيات الموالية والتابعة لأنقرة، مثل «حركة أحرار الشام الإسلامية».
ولفتت إلى أن «سيناريو عفرين»، الذي احتل بموجبه الجيش التركي بمساعدة ميليشيات ما يدعى «الجيش الحر» عفرين، صالح لتطبيقه في إدلب بدءاً بحدودها مع حلب، وحدود تركيا مع إدلب، وصولاً إلى الطرق التي تصل شمال المحافظة بعمقها وجنوبها ومع حلب، مع الأخذ بعين الاعتبار تضاريس إدلب السهلة التي تختلف عن تضاريس عفرين الجبلية الوعرة.
وخشية ذلك، أصدرت «تحرير الشام» عبر علاقاتها العامة أمس، بياناً تناقلته وسائل إعلامية، وجه تحذيرات لتركيا، وتوعد بـ«حرب داخلية» و«فوضى أمنية»، في حال أقدمت على شن حرب ضدها عدا حل «المؤسسات والمنشآت الثورية» في إدلب وجوارها.
يأتي ذلك في وقت كشفت فيه مصادر إعلامية معارضة، بأن وفداً تركياً يضم ضباطا أتراكاً دخلوا إلى الأراضي السورية صباح أمس، وتوجهوا إلى نقطة المراقبة التركية في قرية «معرحطاط» بريف إدلب الجنوبي الشرقي، وذلك بالتزامن مع دخول دورية تركية عبر معبر كفرلوسين شمال إدلب، حيث توجهت الأخيرة إلى نقطة المراقبة في قرية العيس بريف حلب الجنوبي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن