أكد لـ«الوطن» أن أميركا تهزم في كل أنحاء العالم.. وسندافع عن كل أراضينا … المقداد لـ«الميليشيات الكردية»: لا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة فسورية ترحب بكل أبنائها … سنحل مشاكلنا بطريقة إيجابية بعيدة عن العنف وتحافظ على الأرض
| مازن جبور
أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد، أن «من يرتم بأحضان الأجنبي فسيرميه الأجنبي بقرف بعيداً عنه وهذا ما حصل» للميليشيات الكردية الحليفة للاحتلال الأميركي الذي أعطى الضوء الأخضر للاحتلال التركي بشن عدوان على المناطق التي تسيطر عليها، مشدداً على أن «سورية ستدافع عن كل أراضيها ولن تقبل بأي احتلال»، ومؤكداً أن «الوطن يرحب بكل أبنائه وأن دمشق ستحل كل المشاكل السورية بطريقة إيجابية بعيدة عن العنف وتحافظ على كل ذرة تراب من أرض سورية».
وفي أول موقف رسمي سوري حول الانسحاب الأميركي من شمال سورية وتخلي واشنطن عن الميليشيات الكردية، قال المقداد في تصريح خاص لـ«الوطن» على هامش حفل وداع السفير الجزائري وعميد الدبلوماسيين بدمشق صالح بوشه: «كل من لا يخلص للوطن ويبيعه بأرخص الأثمان سيجد أنه سيرمى به خارج التاريخ، ونحن حذرنا في الكثير من المرات من هذه المؤامرات على الوطن وعلى الشعب السوري، وقلنا إن من يرتم بأحضان الأجنبي فسيرميه الأجنبي بقرف بعيداً عنه وهذا ما حصل».
وأضاف: «سورية واحدة وسورية رقم غير قابل للقسمة على الإطلاق وننصح من ضل الطريق أن يعود إلى الوطن لأن الوطن هو مصيره النهائي، ومن يراهن على التقسيم ويراهن على كل هذه المقولات التي سقطت بسبب نضالات الجيش العربي السوري وكفاحه ضد الإرهاب وضد المسلحين وضد من يخرج عن السلطة المركزية في سورية، فسيجد الطريق نفسه».
وتابع: «لذلك نعود مرة أخرى ونقول لهؤلاء بأنهم خسروا كل شيء ويجب ألا يخسروا أنفسهم، في النهاية الوطن يرحب بكل أبنائه ونحن نريد أن نحل كل المشاكل السورية بطريقة إيجابية وبطريقة بعيدة عن العنف لكن بطريقة تحافظ على كل ذرة تراب من أرض سورية».
وشدد المقداد على أنه «يجب أن لا يتوهم هؤلاء الذين حاولوا أن يتلاعبوا بمصير الأرض أو تلاعبت بهم الدول الخارجية وجعلتهم شراذمة، يجب ألا يذهبوا بعيداً في هذا المجال، لأن الوطن هو الأساس، ولأن الوطن لا يمكن التلاعب بمصيره ولا يمكن للدولة السورية أن تقبل بأقل من استعادة سورية بـ185 ألف كيلو متر مربع غير ناقصة ذرة تراب واحدة وعليهم أن يفهموا ذلك».
وعن سبب الانسحاب الأميركي، قال المقداد: «أعتقد أن الأميركي الآن ينهزم في كل أنحاء العالم، ومخططاتهم سواء كانت هنا أو في الخليج أو في إفريقية وأسيا أو في صراعهم مع الاتحاد الروسي والصراع مع الصين يخسرون، هذا الموقف العنصري الموقف الغير متعاون مع الشرعية الدولية ومع ميثاق الأمم المتحدة لا مستقبل له، وهذه مسألة للشعب الأميركي لكي يقرر بها».
وحول موقف الدولة السورية في حال شنت تركيا أي عدوان على أراضي البلاد، قال المقداد: «نحن سندافع عن كل الأراضي السورية ولن نقبل بأي احتلال لأي أرض أو ذرة تراب سورية لكن على الآخرين وفي هذا المجال ألا يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة لأننا على استعداد للدفاع عن أرضنا وشعبنا».
وفي كلمته خلال المناسبة، أشار المقداد إلى دور السفير الجزائري المساند لسورية، وقال: «نتمنى لو أنك بقيت في سورية ليعيش مع السوريين الأيام الحلوة التي ينتظرونها والتي بدأنا نراها تتبلور في كثير من مجالات الحياة اليومية».
ولفت إلى أن التمثيل الجزائري في الجمهورية العربية السورية استمر وعلى أعلى مستوى، كما استمر الموقف الجزائري على مختلف المستويات سواء على المستوى العربي أو المستوى الدولي والمستويات الأخرى صامداً ولم يتغير.
وقال المقداد: «نحن سعداء لأننا عملنا سوية لصالح بلدينا الشقيقين ولصالح أمتنا العربية»، وأضاف: «صحيح أن بعض العرب قد ابتعد وذهب في اتجاهات أخرى لكن الجزائر لم تخطئ البوصلة على الإطلاق وبقيت إلى جانبنا كما كنا إلى جانبها سواء في أيام التحرير أو في أيام البناء وتحقيق الأهداف التي ضحى من أجلها الشعب الجزائري بما يزيد عن مليون شهيد».
وقلد المقداد خلال المناسبة، السفير الجزائري وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة.
من جانبه، وفي كلمته، شكر السفير الجزائري القيادة السورية والرئيس بشار الأسد، وأشار إلى أنه عمل في دمشق لخدمة وتمتين جسور العلاقة بين البلدين، وبين أن العلاقات الجزائرية السورية هي علاقات تاريخية قديمة جداً.
ولفت بوشه، إلى أن الأمير عبد القادر الجزائري عندما تم نفيه من قبل الاستعمار الفرنسي قرر أن يأتي إلى سورية باختياره وعاش نحو 27 سنة فيها.
وقال: «لم يكن لدي أي شك في إخفاق ما حدث في سورية عندما حصل ما حصل لأن أي شعب يرتبط بأرضه وجيشه ومؤسساته لا يقدر أحد عليه، لذلك لم يكن لدي شك منذ البداية أن ما يجري لن يمر».
وحضر الحفل الذي أقيم في فندق «الداما روز» بدمشق سفراء كل من روسيا وإيران ولبنان وموريتانيا والتشيك ورومانيا، وعدد من مديري الإدارات والدبلوماسيين في وزارة الخارجية والمغتربين السورية.