سورية

اعتراها تخبط وإرباك كبيرين والانشقاقات بدأت في صفوفها … «قسد»: انسحاب القوات الأميركية «طعنة في ظهرنا»!

| الوطن - وكالات

سيطرت حالة من التخبط والإرباك على ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد» بعد تخلي الاحتلال الأميركي الداعم لها عنها وسحب قواته من المنطقة الحدودية مع تركيا التي ينوي نظامها شن عدوان قريباً ضدها، إذ اعتبرت الميليشيا القرار الأميركي»طعنة في ظهرها» في وقت بدأت الانشقاقات في صفوفها.
وفي بيان، نقلته وكالة «أ ف ب»، أعلنت «قسد» سحب القوات الأميركية (المحتلة) لعناصرها من المناطق الحدودية مع تركيا، بعد ساعات من إعطاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضوء الأخضر اعتداء وشيك يخطط له النظام التركي في شمال سورية.
وفي مؤشر واضح على خيبة أملها والإحباط الذي اعتراها من الوعود الأميركية لها، قالت قيادة الميليشيا في بيانها: «رغم الجهود المبذولة من قبلنا لتجنب أي تصعيد عسكري مع تركيا والمرونة التي أبديناها من أجل المضي قدماً لإنشاء آلية أمن الحدود (اتفاق المنطقة الآمنة التي ينوي النظام التركي إقامتها في سورية)، إلا أن القوات الأميركية لم تفِ بالتزاماتها وسحبت قواتها من المناطق الحدودية مع تركيا».
واعتبرت الميليشيا من أن «هذه العملية العسكرية التركية في شمال وشرق سورية سيكون لها إثر سلبي كبير على حربها (المزعومة) على تنظيم داعش الإرهابي وأنها «ستدمر كل ما تم تحقيقه من حالة الاستقرار خلال السنوات الماضية»!
وفي تصريح نقلته الوكالة، قال مصدر قيادي في «قسد»: إن «القوات الأميركية انسحبت اليوم (أمس) من نقاطها على الشريط الحدودي في بلدتي رأس العين وتل أبيض»، بعد ساعات من إعلان البيت الأبيض في بيان أنه، «قريباً، ستمضي تركيا قدماً في عمليتها التي خططت لها طويلاً في شمال سورية»، مؤكداً أن القوات الأميركية (المحتلة) «لن تدعم العملية ولن تنخرط فيها»، ولن تتمركز بعد اليوم في المنطقة مباشرة عند الحدود مع تركيا».
وكان رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان جدد السبت تهديداته بشنّ عملية عسكرية عبر الحدود «في أقرب وقت» لإقامة ما تسمى «المنطقة الآمنة».
وتعد المليشيات الكردية أداة رئيسية لـــ«التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن بحجة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن أنقرة تعتبر تلك الميليشيات امتداداً لـــ«حزب العمال الكردستاني» الذي تعدّه منظمة إرهابية.
في غضون ذلك، نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن المتحدث باسم ميليشيا «قسد» كينو جبريل قوله: «كانت هناك تطمينات من قبل الولايات المتحدة الأميركية بعدم السماح بالقيام بأية عمليات عسكرية تركية ضد المنطقة».
وأشار إلى أن ميليشيا «قسد» «التزمت التزاماً كاملاً باتفاق على آلية أمنية للمنطقة الحدودية كانت الولايات المتحدة ضامنة له» في إشارة إلى «المنطقة الآمنة»، معتبراً أن التصريح الأميركي (بيان البيت الأبيض) الذي صدر اليوم (ليل الأحد- الإثنين) كان مفاجئاً وأنه «طعن بالظهر لقوات سورية الديمقراطية – قسد».
بموازاة ذلك، كشف مواقع إلكترونية معارضة، عن انشقاق ٤٥ مسلحاً من ميليشيات «حزب الاتحاد الديمقراطي – با يا دا» الكردي، الذي تعد «وحدات حماية الشعب» ذراع المسلح العمود الفقري لمليشيا «قسد»، وذلك في مدينة تل أبيض شمال الرقة، وسط تخبط كبير اعترى الميليشيا مع اقتراب العملية العسكرية التركية على المنطقة، وتخلي واشنطن عنها بنسحب قواتها من عدة مواقع.
وذكرت المواقع، أن أغلب المسلحين المنشقين هم من العرب المجندين قسرياً، حيث تم تأمينهم في بيوت أهل المدينة بعد ارتدائهم اللباس المدني، في وقت يحاول مسلحو «قسد» ملاحقتهم وسط تخبط كبير، خوفاً من توالي الانشقاقات في صفوفها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن