الدراما السورية قدمته كمخرج فذّ في الساحة الفنية … شوقي الماجري.. درس في بولندا وحاز جوائز سورية وعالمية

فُجع الوسط الفني يوم الخميس الماضي برحيل المخرج التونسي شوقي الماجري إثر ذبحة قلبية في العاصمة المصرية القاهرة عن عمر ناهز 57 عاماً، بعد ثلاثة أشهر على فقدانه والده.
وأوضح محمد ابن شقيقة المخرج الراحل أن خاله الذي كان مقيماً في القاهرة أصابته وعكة صحية منذ أيام، وتم نقله إلى المستشفى حيث أصيب بذبحة في مدخل المستشفى فارق على إثرها الحياة.
وأضاف: إن صبا مبارك طليقة المخرج التونسي، هي مَن أعلمت العائلة بالخبر، مشيراً إلى أن عمار ابن الفقيد، يعيش مع والدته صبا في الأردن.
وعن العلاقة بين الراحل وبين أسرته قال: إنه كان يمثل كل شيء بالنسبة لهم لأنه كان يعول الأسرة.
ونعت وزارة الشؤون الثقافية التونسية الراحل في بيان، مؤكدةً أنه من أبرز المخرجين العالميين إذ ظهر إتقانه الإبداعي وتجلت موهبته المبتكرة منذ بداية مشواره الفني.
يوم أمس، وفي لفتة محبة ووفاء، أقام فنانو وفنانات سورية مجلس عزاء للمخرج الراحل في صالة جامع الأكرم في حي المزة بدمشق.

بصمات درامية

وضع الماجري بصمته في العديد من المسلسلات العربية وله عمل وحيد في السينما العربية هو «مملكة النمل» الذي حقق نجاحاً واسعاً ونال عدة جوائز.
ولد عام 1961 في العاصمة تونس في منطقة باب سويقة، والده كان نجاراً ويعمل في شركة إنتاج الأثاث «الموبيليا».
درس الابتدائية بمدرسة «نهج المشنقة» ثم انتقل في الثانوية إلى مدرسة «المعهد الصادقي».
حصل على درجة الماجستير في المعهد الوطني للسينما والمسرح والتلفزيون‏ في مدينة وودج البولندية، وهو واحد من المعاهد المرموقة في أوروبا تخرج منه المخرج العالمي رومان بولانسكي.
بعد تخرجه من المعهد أخرج العديد من الأفلام القصيرة بما في ذلك «La Poste» و«The Smell of Islam» و«Orliano» و«Clé de sol»، أظهرت هذه الأفلام إتقانه وموهبته المبتكرة، ما جعل منه اسماً مطلوباً لجميع المنتجين.
وفي العام نفسه 1998 دخل باب الدراما بإخراجه للمسلسل «أخوة التراب» بجزئه الثاني وهو نص للكاتب الشهير حسن م يوسف، وقد قدمته الدراما السورية كمخرج فذ في الساحة الفنية.
في 2001 أخرج مسلسل «الأرواح المهاجرة» المقتبس عن رواية بيت الأرواح للكاتبة العالمية إيزابيل أليندي، في حين كان عام 2002 غنياً بالأعمال للمخرج التونسي، حيث قام بإخراج المسلسل التاريخي «عمر الخيام» الذي نال عنه إعجاب الجمهور والنقاد، ، كما عمل على مسلسل «تاج من شوك»، وفي نفس العام قام بإخراج مسلسل «الاجتياح» الذي حقق من خلاله جائزة إيمي العالمية عن فئة المسلسلات الطويلة.
عاد المخرج في عام 2006 للعمل على مسلسل «أبناء الرشيد» الذي نال أيضاً إعجاب النقاد، ونال المسلسل الجائزة الذهبية في مجال الدراما التاريخية في مهرجان القاهرة العربي.
وبعد عامين قام بإخراج المسلسل التاريخي «أبو جعفر المنصور» الذي يروي فترة حكم الخليفة العباسي، كما عمل على مسلسل «أسمهان» الذي يسرد قصة حياة الفنانة الراحلة، وقد حقق العمل كل النجاح.
خلال عام 2009 قام بإخراج مسلسل «هدوء نسبي»، وبعد عامين قام بإخراج مسلسل «توق».
في عام 2012 قام بإخراج مسلسل «نابليون والمحروسة» الذي يحاكي الحياة السياسية والاجتماعية خلال الحملة الفرنسية على مصر، كما قدم في العام نفسه أول عمل سينمائي بعنوان «مملكة النمل» والذي ساعد بتأليفه رفقة خالد طريفي، والعمل يروي معاناة الشعب الفلسطيني وحياتهم تحت الأرض وبالسراديب، كما يحاكي قصة ثلاثة أجيال من الفلسطينيين الذين يُقاومون، ولكل جيل طريقته، وبصورة تجمع ما بين إبداع خيال شوقي الماجري والواقع المر.
وأنجز خلال عام 2014 مسلسل «حلاوة الروح»، في حين كان «دقيقة صمت» آخر عمل له خلال العام الجاري.
حاز على جائزة أدونيا مرتين، الأولى عام 2008 عن مسلسل «أسمهان» والثانية في العام التالي عن مسلسل «هدوء نسبي».
تزوج من الفنانة الأردنية صبا مبارك، وله منها طفل وحيد ولد في 2004، ولكنهما انفصلا لاحقاً.

سوشل ميديا
ارتدت منصات مواقع التواصل الاجتماعي ثوب الحداد على الفقيد الذي أثرى الساحة الدرامية العربية بأعماله، وهكذا نعاه نجوم الفن السوري والعربي.
حسن. م. يوسف: خذله قلبه في القاهرة، المخرج المبدع شوقي الماجري، خسارتنا كبرى بفقده، إبداعه الأصيل سيجعل ذكره مؤبداً، يؤسفني أننا لم نتعاون إلا في الجزء الثاني من مسلسل «أخوة التراب».
سلاف فواخرجي: شوقي، لا أريد أن أصدق خبر الرحيل، كما كنتُ دائماً لا أريد أن يمسك سوء، كما كنتَ لا تحتمل أن يمسني سوء، هل الموت سوء أم إنه الحقيقة الوحيدة؟! حقيقة ووحيدة، لكن السوء كل السوء في الفقدان، وفي غياب من نحب، أبو الشوق أيا حبيبي، ليتني قلت لك هذه الكلمة قريباً قبل أن ترحل ولن تسمعها، يا أخت الشمس كما كنت تناديني وكانت أحلى أسمائي إلي، لن أسمع هذا الاسم مجدداً، لن ألمحك، لن نتبادل الأحاديث والنقاشات والضحكات والأحزان والأسرار؟ أيا رفيقي يا عاشقاً دمشقاً ‎تعصف بي ذكريات لا يستطيع عقلي استيعابها ولا قلبي أن يتحملها ‎وضحكتك تختصر حزني.
عابد فهد: دقيقة صمت على روح الأخ والصديق المخرج المبدع شوقي الماجري، رحلة بدأت في ٢٠٠٩ في مسلسل أسمهان تلاها مملكة النمل، هدوء نسبي وانتهت بدقيقة صمت.. وداعاً.
شكران مرتجى: شوقي الماجري رحل، اجتاحني الخبر كيف لا ونحن أخوة في التراب.
محمد زهير رجب: المخرج التونسي شوقي الماجري في ذمة الله.. لك الرحمة ولروحك السلام.. خسارة كبيرة.
سوزان نجم الدين: صدمة كبيرة جداً رحيلك المفاجئ، رحلت جسداً وبقيت في ذاكرتنا وذاكرة التاريخ مخرجاً مميزاً وفناناً مبدعاً وصديقاً رائعاً للجميع.
رشا شربتجي: صدمة وخسارة كبيرة رحيل المخرج المبدع شوقي الماجري، سيبقى بذاكرة الناس بالأعمال المميزة والتاريخ الفني الكبير.
مها المصري: ببالع الحزن والأسى تلقينا خبر رحيل المخرج الرائع شوقي الماجري، اللـه يرحمك ويجعل مثواك الجنة، البقاء لله.
ميسون أبو أسعد: لسه التصديق صعب، اللـه يرحمك ويجعل مثواك الجنة.
قصي خولي: «وداعاً شوقي الماجري، إنا لله وإنا إليه راجعون، رحمة اللـه عليك.. خسارة عربية فنية مبدعة.. كنا عم نشتغل على مشروع مهم منذ فترة طويلة ولكن للأسف يا شوقي، وعد مني رح أبقى اشتغل عليه حتى يصير حقيقة، وبيكون الإهداء إلى روحك الغالية… وداعاً صديقي والله يصبر أهلك».
وائل رمضان: شوقي الماجري.. وداعاً، رحلت مبكراً صديقي.
باسم ياخور: رحل المخرج الكبير شوقي الماجري رحيلاً مفجعاً ومفاجئاً، رحل وترك بصمات إنسانية وفنية لن تنسى وترك غصة في قلوبنا، شوقي الماجري المبدع.. الدمث.. اللطيف، وداعاً.
قيس الشيخ نجيب: شوقي الماجري المخرج والصديق، رحيل مؤلم وصادم، إنا لله وإنا إليه راجعون.
تولين البكري: «ما عم يستوعب عقلي، كيف وليش، كان بكامل قوته ونشاطه، وليش الناس المحترمين والمناح عم يروحو؟ ياربي دخيلك.. اللـه يرحمك ويجعل مثواك الجنة».
ستيفاني صليبا: «دقيقة صمت» لا تكفيني… شوقي الماجري إلى نور الله.
هند صبري: رحل اليوم مخرج كبير أكد عبر كل أعماله أن الفن لا يحويه وطن واحد ولا مكان واحد… ابن بلادي المخرج الذي يستحق لقب مخرج عربي كبير.
لطيفة التونسية: الأخ والصديق وولد الدار الغالي المبدع المشرف الذي كثيراً ما رفعت رأسي افتخاراً بك، بأخلاقك وأعمالك… موتك صدمة لي ولكل أهلي.