المنتخب الأول ينجو بصعوبة من فخ المالديف … أداء هزيل وأسلوب عشوائي ومستقبل مجهول
| ناصر النجار
لا يسعنا إلا أن نشكر اللـه على فوز قيصري تحقق على منتخب المالديف بهدفين مقابل هدف بعد أن كاد فريقنا يخرج متعادلاً في آخر الوقت، ولكن اللـه سلّم.
أيضاً يجب أن نشكر اللـه أن وضعنا في أسهل المجموعات الآسيوية وإلا كنا فقدنا حظوظنا وآمالنا بشكل مبكر ليس بالمنافسة على صدارة المجموعة وإنما ببلوغ المركز الثاني فيها.
من أين نبدأ، لا ندري، فكل شيء خاطئ في مسيرة المنتخب وكأننا لا نريد من هذه التصفيات أي شيء، هل يكفينا شرف المشاركة وعوائدها المالية الآسيوية وعوائد النقل التلفزيوني؟ ولا بأس من السياحة والسفر والتسوق من مولات الإمارات وأسواقها.
الشارع الرياضي الكروي عبر مواقع التواصل الاجتماعي عبّر عن سخطه على المدرب الذي تم منحه الفرص الكاملة دون أن يحقق ما يرضي عشاق كرتنا أو طموحنا كبلد نسعى للوقوف في أعلى المنصات الكروية الآسيوية على أقل تقدير.
ويخطئ من يتصور أن شارعنا الكروي لا علاقة له بكرة القدم أو بشؤونها الفنية، فهذا الشارع العريض يضم الإعلامي والمدرب والإداري والحكم والمخضرم الذي عاصر كرتنا من المهد إلى اللحد، ويخطئ من يظن أن الكثير من هؤلاء لا يفقه كيف تدار الأمور وكيف تسير.
التدخل السريع
يقول المثل: (لو بدها تشتي كانت غيمت) وهذا المثل ينطبق تماماً على حال منتخبنا الوطني، فمدربه غير قادر على إحداث أي نقلة نوعية فيه، وغير قادر على صنع هوية، وكل ما شاهدناه ارتجال وعشوائية وسوء بالاختيار والتشكيل والقراءة الفنية، ولنا أن نتصور كيف أن مدرب المالديف بفريقه الضعيف كان أشطر من مدربنا بقراءة المباراة بالشوط الثاني، وهذه إحدى الملاحظات على المباراة.
لذلك نقول ما في أمل ولا بد من تغيير فني سريع قبل لقاء الصين الذي يختصر التصفيات لكون باقي الفرق في مجموعتنا أقل من عادية وإن كانت قادرة على إحراجنا ولنتصور الآن إن بقينا على هذا الحال ما شكل مباراتنا مع المالديف في الإياب على أرضهم؟
التغيير الفني بات ضرورة ملحة ويدعمه إجماع جماهيري كبير يحترق ألماً على هويتنا الكروية وإلى أين وصلت.
مسيرة مضطربة
مدرب منتخبنا تصدر المشهد الكروي منذ عشرة أشهر يصول ويجول ويأمر وينهي كما يشاء، وتبينت أن كل خياراته خاطئة ورؤيته غير صائبة والدليل ماثل للصغير قبل الكبير وللجاهل قبل العالم، النتائج المحققة في كل المشاركات والمباريات وما أكثرها لم يتغير فيها أي شيء، فكان منتخبنا من سيئ لأسوأ، ولم نحقق معادلتي الأداء والنتيجة مع المنتخبات كبيرها وصغيرها، فماذا يعني ذلك؟
فوزنا بدورة الهند على كوريا الشمالية وهو طفرة استفادت منه كوريا الشمالية فتقدمت وعالجت أخطاءها في حين غرقنا في نشوة هذا الفوز اليتيم فلم نستفد من الفوز الافتتاحي لنخرج من البطولة بأسوأ ما يكون.
عن سوء الأداء والنتائج في دورة الهند قلنا: إن المدرب يريد أن يبني فريقاً رديفاً للمنتخب الأول، لكن للأسف فإن خياراته كانت للتسويق والسياحة لأن أغلب اللاعبين الذين انتقاهم لم يحصلوا على فرصة جيدة في أندية محلية جديدة، ما يدل على أن الانتقاء كان لأسباب خاصة ولا تصب في مصلحة المنتخب.
في بطولة غرب آسيا كانت النتائج كارثية وحللنا بالمركز الأخير وحاولنا اصطناع مبررات فقلنا إن أغلب الدوليين غير موجودين مع المنتخب، لكن شيئاً من الأداء والنتائج لم يتغير عندما انضم الدوليون إلى المنتخب فهل العلة في اللاعبين أم إن الحظ يعاند المدرب؟
مع مدربنا الحالي كل المنتخبات الصغيرة حققت إنجازاتها الكبيرة على حساب منتخبنا ولم نحقق أي إشراقة، لذلك نقول: كان موسم 2019 هو الأسوأ بتاريخ المنتخبات الوطنية.
أسئلة مشروعة
دفاعنا (شوربة) وهو غير قادر على الصمود أمام منتخبات صغيرة، فهل العلة بالمدافعين أم بأسلوب اللعب، أم بالمدرب؟
هل التشكيلة التي انتقاها المدرب لمباراتي المالديف وغوام هي الأفضل على صعيد اللاعبين؟
هل استبعاد اللاعبين المحترفين في أوروبا كلهم أو بعضهم كان فعلاً بسبب عدم الجاهزية؟
هل استبعاد فراس الخطيب كان بوقته ويخدم المنتخب؟ مع العلم أن الخطيب اعتزل كروياً حفظاً لماء وجهه وحتى لا يسبب أي شرخ في المنتخب.
لكن السؤال المهم: ما الغاية من استدعاء نصف لاعبي المنتخب الأولمبي للمنتخب الأول والمدرب لا يحتاجهم ولا نراه يشركهم ولو في دقائق المباريات مع المنتخبات المتواضعة؟ فهل الغاية زعزعة صفوف الأولمبي حتى لا يحقق النجاح؟ مع العلم أننا نملك لاعبين آخرين محترفين في الدوريات العربية يشكلون منتخباً آخر، لكن المدرب لا يريد أن يراهم.
شخصية مدربنا تعيش على اللامبالاة فهو غير مهتم لما يجري وغير آبه بما يحققه المنتخب من نتائج وبما يقدمه من عروض، ولو كان لديه ذرة من اهتمام لاستقال، لكنه اعتاد على الإقالة وهذا ما يحدث معه دائماً على صعيد المنتخبات والأندية التي دربها سابقاً ونتمنى ألا يطول قرار الإقالة في حالة منتخبنا اليوم.
شريط المباراة
لا فائدة من إعادة شريط المباراة وتفاصيلها وقد سجل هدفينا عمر السومة، واحد من مباشرة د26 والثاني من رأسية متابعاً كرة ركنية د 61 وقلص الفارق منتخب المالديف في الدقيقة 70 من كرة وصلت للاعب علي أشفق أمام كركبة من مدافعينا الذين اكتفوا بمتابعة الكرة بالمرمى، وطرد أحمد الصالح د66.
تشكيلة المنتخب
إبراهيم عالمة – عمرو ميداني – أحمد الصالح – حسين جويد – مؤيد عجان – أحمد الأشقر – محمد مرمور (أسامة أومري) – ورد السلامة (عبد اللـه الشامي) – محمود مواس – عمر خريبين (شادي الحموي) – عمر السومة.
المكان: استاد راشد بن مكتوم في دبي.
الزمان: الخميس 10/10/2019.
المناسبة: التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات آسيا ولمونديال قطر 2022.
الحكم: الماليــزي محمــد نصر الدين نظمي.