محافظ الحسكة لـ«الوطن»: لا تفاوض ولا لقاءات مع الميليشيات التي استقدمت العدوان … تل رفعت ومنبج خطان أحمران للجيش ونيران العدوان التركي تدمر وتهجر الآلاف
| سيلفا رزوق - خالد زنكلو
مشعلاً المزيد من الحرائق في القرى الحدودية شمال شرق سورية، ومتسبباً بتدمير وتهجير آلاف السوريين من بيوتهم، استكمل العدو التركي وأدواته من مرتزقة القاعدة وغيرها، عملياته العسكرية، معلناً عن احتلال مدينة رأس العين، وعدد آخر من القرى السورية الحدودية، ومحاولاً فتح المزيد من الثغرات الحدودية، على طريق تنفيذ مشروعه الذي مهدت له خيارات الميليشيات الانفصالية المسيطرة هناك.
محافظ الحسكة جايز الحمود الموسى أكد في تصريح لـ«الوطن»، أن العدو التركي تمكن من احتلال مدينة رأس العين دون ريفها، لافتاً إلى استمرار الاشتباكات والضربات المدفعية للعدوان على القرى الحدودية.
وبين الموسى أن مرتزقة العدوان تمكنوا من فتح ثغرات وإزالة الحواجز الإسمنتية في معظم المناطق الحدودية، وسط غياب وانهيارات لميليشيا «قسد»، كاشفاً عن أن الطريق الدولي حلب الحسكة آمن والحركة فيه طبيعية، ولم تتم السيطرة عليه من قبل أي جماعات أو ميليشيات.
محافظ الحسكة بين أن عدد العائلات التي نزحت نتيجة العدوان التركي وصل إلى 21 ألفا و400 عائلة، حيث جرى استقبال نحو 1500 عائلة في مراكز الإيواء التي بلغ عددها 13 مركزاً، كما جرى استضافة بعض الأسر في المدينة وفي القرى والأرياف.
ويجري تخديم هؤلاء النازحين من قبل المحافظة بشكل جيد، ويجري توزيع سلل غذائية لهم، مشيراً إلى أن النازحين قدموا من قرى عامودا ورأس العين والدرباسية وعدد آخر من القرى.
وبين المحافظ أن ضربات العدوان التركي تركز على المناطق العسكرية لميليشيا «قسد»، التي تعمل على تثبيت منصات «الهاون» في المناطق المدنية لاستجلاب العدوان التركي على الأهالي، وحماية نفسها، وهذا ما حصل أول من أمس قرب فرن القامشلي، مبيناً أن منصات الهاون تتسبب عموماً باستهداف المنشآت الاقتصادية والمناطق الآهلة بالسكان من قبل قوات العدوان، كاشفاً أن البنية التحتية لا تزال بخير، باستثناء ما جرى أمس في عامودا حيث كان الاستهداف على هذه البلدة كبيراً.
الموسى شدد أن لا تواصل ولا تفاهم مع الميليشيات الانفصالية، ولن يكون هناك لقاءات ولا تفاوض معهم، لأنهم هم من أتوا بالاحتلال الأميركي وهم من استدرجوا العدوان التركي على الأراضي السورية.
تصريحات محافظ الحسكة جاءت بعيد ساعات من إعلان قوات العدوان التركي سيطرتها نارياً على جميع الطرق المؤدية إلى مدينة تل أبيض، في ظل معارك كر وفرّ في المنطقتين بين «قسد» والجيش التركي.
بالتوازي مع ما يجري في أقصى الحدود الشمالية الشرقية، يسود هدوء حذر مع اشتباكات متقطعة في محيط مدينة تل رفعت، التي يسيطر عليها الجيش العربي السوري، وفي محيط مدينة منبج، التي تهيمن عليها «قوات سورية الديمقراطية – قسد».
وأوضح خبراء عسكريون لـ«الوطن»، أن مجريات العدوان التركي على الأراضي السورية في قسمها الشمالي الشرقي، تشير إلى أن نظام رجب طيب أردوغان قد حيد في الوقت الراهن منطقتي منبج وتل رفعت عن تدخله السافر في البلاد على الرغم من المناوشات التي تجري في محيطها، وذلك كي يتسنى له التفرغ لغزو مناطق الشريط الحدودي شرقي الفرات لفرض منطقته «الآمنة».
وشدد الخبراء على أن الجيش السوري يضع منطقتي تل رفعت ومنبج، الواقعتين على خطوط تماس المناطق التي يحتلها الجيش التركي بمؤازرة ميليشيا ما يسمى «الجيش الوطني»، الممولة من أنقرة، في مقدمة أولوياته التي لا يحيد عنها، وبالتالي، يظل الاحتفاظ بالأولى واستعادة الثانية إلى حضن شرعية الدولة السورية هاجساً دائماً يمليه واجبه الوطني والحق المقدس باسترجاع كل شبر من الأراضي السورية.
على الأرض، قالت مصادر أهلية في منبج لـ«الوطن»: إن الجيش السوري استقدم تعزيزات عسكرية إضافية إلى بلدة العريمة وإلى خط الحدود الفاصل بين منبج ومدينة الباب شمال غرب الأولى حيث يتمترس الجيش التركي، بالتوازي مع تسيير الشرطة العسكرية الروسية دوريات على الحدود التي تفصل منبج عن مناطق سيطرة الجيش التركي وميليشياته من الجهة الجنوبية الغربية للمدينة من طرف العريمة.
على صعيد سياسي مواز، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وجوب مغادرة جميع القوات الأجنبية غير الشرعية الموجودة على الأراضي السورية، من جانبها أكدت إيران، على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظریف، أن أمن تركيا لن يتحقق بغزو سورية، وعرضت التوسط بين الحكومة السورية والمليشيات الكردية والنظام التركي وإجراء محادثات حتى يتسنى للجيش العربي السوري حراسة الحدود مع تركيا، مشيرة إلى أن اتفاق «أضنة» لا يزال سارياً.