الخبر الرئيسي

الجلسة الافتتاحية لـ«الدستورية» تنتهي في أجواء إيجابية و«الموسعة» تستأنف اجتماعاتها اليوم … بيدرسون: الشعب وحده يقرر مستقبل بلده.. الكزبري: بطولات الجيش هي من أوصلتنا إلى جنيف

| جنيف - مازن جبور

بأجواء إيجابية هادئة، عقدت أمس في قصر الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية، الجلسة الافتتاحية للجنة الدستورية التي جمعت لأول مرة ١٥٠ سورياً من الموالاة والمعارضة، في بداية مسار لمناقشة الدستور الحالي، وإدخال تعديلات عليه أو لصياغة دستور جديد.
الجلسة التي افتتحها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسون، شهدت تأكيداً على ملكية السوريين للمسار الدستوري، والذي يعود لهم الحق وحدهم في قبوله وإقراره.
بيدرسون اعتبر في كلمة الافتتاح أن بدء عمل «اللجنة الدستورية»، يمثل خطوة مهمة على طريق إيجاد حل سياسي مستدام للأزمة في سورية، مشدداً على أن الدستور ملك للشعب السوري وحده.
وأشار إلى أن أعضاء اللجنة يجتمعون في جنيف بناء على مبادئ رئيسة هي الالتزام بسيادة سورية ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها واحترام ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن.
وأكد أن الشعب السوري وحده من يقرر مستقبل بلده، لافتاً إلى أن اللجنة يمكن أن تناقش دستور عام 2012 أو أن تعدله، أو أن تضع مسودة دستور جديد، وتقدمها لاستفتاء شعبي، أما دور الأمم المتحدة فيقتصر على المساهمة في تيسير عمل اللجنة.
من جهته شدد رئيس الوفد المدعوم من الحكومة السورية أحمد نبيل الكزبري، أن أعضاء اللجنة مطالبون ببذل قصارى جهودهم في سبيل إنجاح ما يجتمعون من أجله، والذي يعد أحد مداخل المسار السياسي لحل الأزمة في سورية.
وأوضح، أن هذا الأمر لا يمكن أن ينجح إلا بالإرادة والعزيمة القويتين وبالنية والإيمان الصادقين وبالعمل الجاد من أجل الحفاظ على وحدة سورية وسيادتها واستقلالها وضمان حقوق شعبها ومنعة وقوة الدولة السورية، معتبراُ أنه بموجب الاتفاق بين الحكومة السورية وبيدرسون، فإن أي نقاش نجريه في جنيف وأي عمل نسعى إلى إنجازه إنما نستند فيه إلى مبادئ الالتزام التام بسيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية، وعدم التنازل عن أي جزء منها ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية فالشعب السوري وحده صاحب الحق الحصري في تقرير مستقبل بلده، واختيار نظامه الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
وشدد الكزبري على أنه لولا «تضحيات وبطولات الجيش العربي السوري لما كنا هنا في جنيف، لذلك فإننا خضنا حربنا على الإرهاب قبل اجتماعنا ونخوضها أثناء اجتماعنا وسنخوضها بعد اجتماعنا حتى تحرير آخر شبر من أرضنا من الإرهاب ومن أي وجود أجنبي غير شرعي».
من جهته، وخلال كلمته التي تجاهل فيها الإرهاب الذي يعاني منه السوريين طيلة السنوات الثمانية الماضية، اعتبر رئيس وفد «المعارضات» في اللجنة هادي البحرة أن عمل اللجنة ليس سوى الخطوة الأولى في إعادة بناء سورية، مضيفاً: «آمل أن أتمكن بكل تواضع من أن أنقل أصوات السوريين، كما تشاركنا الماضي والتاريخ يجب أن نتشارك كسوريين مستقبلنا معاً».
وكانت الوفود بدأت بالوصول أمس إلى مقر الأمم المتحدة عند الساعة الحادية عشر من يوم أمس بتوقيت جنيف، الثانية عشرة بتوقيت دمشق، حيث وصل أولاً وفد المجتمع الأهلي ومن ثم وفد «المعارضات» وكان الوفد المدعوم من الحكومة السورية آخر الواصلين.
وبدا لافتاً في نهاية الجلسة الافتتاحية حرص المبعوث الأممي على تحية أعضاء الوفد المدعوم من الحكومة السورية، حيث قام بمصافحتهم والوقوف والدردشة معهم قبيل مغادرتهم لقاعة الأمم المتحدة.
وتستأنف اجتماعات اللجنة الموسعة غداً صباحاً في تمام الحادية عشر بتوقيت جنيف، لمدة ثلاث ساعات، يتحدث فيها عدد من أعضاء الوفود الثلاثة، على أن تستأنف مجدداً بعد استراحة للغداء، لمدة ساعتين إضافيتين حيث من المتوقع أن يتحدث عشرون عضواً من كل وفد، وستتابع اللجنة الموسعة أعمالها يوم الجمعة أيضاً، فيما تبدأ «اللجنة المصغرة» عملها يوم الإثنين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن