شؤون محلية

في ملتقى الاستثمار السياحي … مارتيني: قرارات جديدة وميزات للمستثمرين منها توفير التمويل .. الخليل لـ«الوطن»: بدء التعافي الاقتصادي

| طرطوس- هيثم يحيى محمد

برعاية رئيس مجلس الوزراء عماد خميس وتحت شعار «الاستثمار السياحي تنمية مستدامة وفرص عمل» أقامت وزارة السياحة ظهر أمس في مدينة طرطوس ملتقى الاستثمار السياحي 2019 بحضور لافت من الوزراء والمحافظين والسفراء والمستثمرين المحليين وغير المحليين والإعلاميين غصت بهم قاعة كبيرة في أحد فنادق طرطوس.
وأكد وزير السياحة محمد رامي مارتيني في حفل الافتتاح أن قيمة المشاريع المطروحة في الملتقى تبلغ 62 مشروعاً منها أربعين للجهات العامة واثنان وعشرون للقطاع الخاص قيمتها نحو أربعمئة مليار ليرة وهي بسعة 6 آلاف سرير و20 ألف كرسي إطعام وتوفر نحو 7 آلاف فرصة عمل في المحافظات السورية، مبيناً أن الفرص المتاحة للمستثمرين من خلال هذه المواقع مهمة جداً وقد لا تتكرر في قادم الأيام وبالتالي فإن المستثمر الجريء هو من يستحق النتائج الأفضل ومن يتأخر فلن يحصد شيئاً.
وأوضح مارتيني أن الوزارة بصدد إصدار قرارات جديدة بالتزامن مع هذا الملتقى منها تعديل القرار 198 والقرار 208 وغيرهما بهدف إعطاء ميزات جيدة للمستثمرين وتحسين المردود من استثماراتهم وتوفير التمويل لهم إضافة للتمويل الذاتي متوجهاً للمصارف لأن يعطوا الأولوية لتمول المشاريع السياحة الرابحة ودعم الاستثمار في هذا المجال.
وأشاد وزير السياحة بتجربة ملتقيات الاستثمار السياحي التي بدأت عام 2005 كإحدى ثمار الاجتماع الاستثنائي الذي ترأسه الرئيس بشار الأسد للمجلس الأعلى للسياحة في الثاني والعشرين من أيلول 2004 مؤكداً أن إعادة إعمار ما دمره الإرهاب هو عنوان اقتصاد البلاد في المرحلة القادمة وأن تسارع خطوات تعافي القطاع السياحي أحد أركان إعادة الإعمار.
وخلال الندوة الحوارية التي جرت بعد الافتتاح بين الوزراء الستة وعدد من المستثمرين والحضور تحدث وزراء السياحة والنقل والإدارة المحلية والتجارة الداخلية والاقتصاد والأشغال العامة والإسكان ومحافظ طرطوس كل فيما يخص وزارته عن التسهيلات التي قدمت وستقدم كفريق عمل واحد بين الوزارات والجهات العامة لإنجاح المشاريع السياحية والبدء باستثمار المواقع المطروحة في هذا الملتقى، مؤكدين أنه سيتم تذليل جميع العقبات التي تقف في وجه التعاقد على استثمار المواقع المطروحة.
وفِي تصريح خص به «الوطن» قال وزير النقل علي حمود: لاشك أن إقامة ملتقى الاستثمار السياحي 2019 الذي تقيمه وزارة السياحة برعاية رئيس الحكومة لأول مرة خارج العاصمة واختيار أن يكون في محافظة طرطوس له أهمية ومكانة مرموقة تتبوؤها هذه المحافظة التي تستحق الكثير من الاهتمام والدعم وأن تكون نقطة الجذب الأولى للاستثمارات والتنمية انطلاقاً من دورها الوطني الكبير ومن المزايا والمؤهلات التي تحملها جغرافياً ومناخياً.
وأضاف: نتطلع للملتقى من جانبين كلجنة عمل متابعة وزارية لمحافظة طرطوس، وكوزارة نقل ليشكل ذلك فرصة لعرض المواقع السياحية المرشحة للاستثمار السياحي أمام جميع الجهات الاستثمارية من مؤسسات اقتصادية وشركات سياحية ورجال أعمال ومستثمرين ونعمل في وزارة النقل ولجنة المتابعة للتركيز على موقع سورية عموماً، وطرطوس خصوصاً، منوهاً بالجهود الحكومية التي بذلت خلال السنوات الثلاث الماضية وما خصته طرطوس من دعم مستحق ومردوده على دعم الاستثمار السياحي، مضيفاً: ومنها أهمية الربط مع دول الجوار«سكك– طرق» وإستراتيجية عقد مرفأ طرطوس والمطار ، وتحويل عدد من الطرق المحلية إلى طرق مركزية. والتي تسهم في إحياء المشاريع والاستثمار التنموي والسياحي، والخريطة الاستثمارية وتعديل بدلات الاستثمار.
وأكد ضرورة وجود خطط للتطوير السياحي ومناقشة كل الجوانب المتعلقة بالاستثمار السياحي من خلال تجارب الاستثمار السابقة والعمل على تلافي السلبيات وتطوير الإيجابيات، فضلاً عما يشكله الملتقى من فرصة مهمة لتلاقي الجهات الاستثمارية المعنية بالعمل السياحي كافة، وما ينجم عن ذلك من فعاليات استثمارية واقتصادية، فمحافظة طرطوس تشكل مقصداً سياحياً مهماً وجاذباً على الساحل السوري، إضافة للمقومات المتنوعة والجاذبة.
بدوره وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية سامر الخليل أكد لـ«الوطن» أن ملتقى الاستثمار السياحي هذا العام يحظى بأهمية خاصة تعكس حالة بدء التعافي الاقتصادي الذي تشهده سورية في مختلف المجالات، إضافةً إلى اتساع دائرة الاستقرار والأمن على مساحة واسعة من البلاد، بالشكل الذي يضمن توافر البيئة المناسبة لاستقطاب رؤوس الأموال للاستثمار في هذا القطاع الذي تعتبر عائداته من أهم روافد الاقتصاد الوطني من القطع الأجنبي بشكل خاص.
وأشار الخليل إلى أن زيادة الاستثمار في القطاع السياحي من شأنه أن يساهم في رفع مستوى التشغيل باعتبار أن الاستثمار في هذا القطاع سوف يؤدي إلى تنشيط العمل في مجال تطوير البنى التحتية المختلفة، وأيضاً البنى الخدمية، وكذلك الأمر الإنتاجية التي تستهدف إنتاج مستلزمات هذا القطاع بدلاً من استيرادها.
وأضاف: كما أن للقطاع السياحي دوراً في الترويج للمنتج الوطني وتعزيز الطلب عليه عبر حركة الشراء التي يقوم بها السياح من السوق المحلية. وبالتالي فإنّ تنمية هذا القطاع تعني تنمية العديد من القطاعات المرتبطة به. وتابع: إذا ما تمّ توسيع دائرة الاستثمارات لتشمل أوسع مساحة ممكنة من سورية، ومع الأخذ بعين الاعتبار استخدام الموارد المتاحة بالشكل الذي يضمن تأمين احتياجات الأجيال القادمة، فإننا لا بدّ وأن نكون في طريقنا نحو تحقيق تنمية متوازنة.
وأكد الخليل أن لطرطوس أهمية خاصة بالنسبة للسياحة في سورية، حيث تتنوع فيها المعالم السياحية، كما تتواجد فيها معالم أثرية تعكس حقباً زمنية مختلفة لحضارات أغنت تاريخها. مضيفاً: والأهم من ذلك فإنّ الترويج للاستثمار في سورية من هذه المحافظة، سوف يساهم في الترويج لطرطوس بشكل خاص، وبالطبع فإنّ أحد أهم الأهداف المبتغاة هو تأسيس مشاريع استثمارية مختلفة يمكن لها أن تفيد وتستفيد من خزان القوى البشرية القادرة على العمل، وبالتالي توفير مصادر الدخول لعدد مهم من أبناء هذه المحافظة والمحافظات الأخرى ولاسيما من الشباب الذين كانوا قد أمضوا سنوات الحرب في الدفاع المقدس عن وطنهم.
وخلال الندوة الحوارية أكد وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف أن قانون الإدارة المحلية 107 لعام 2011 من أهم القوانين على مستوى العالم إذ أعطى البيئة المحلية سلطة القرار في المجالين الخدمي والتنموي، معتبراً أن كل وحدة إدارية عبارة عن حكومة مصغرة في قطاعها، مشيراً إلى التعاون الوثيق بين الوزارة والوحدات الإدارية من جهة ووزارة السياحة من جهة ثانية بهدف المساهمة في تسريع عودة التعافي للقطاع السياحي وباقي القطاعات.
وأكد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عاطف النداف تشدد الوزارة في الإعلان عن الأسعار والتقيد بها، مبيناً أنها تعمل لكي تكون تاجراً قوياً في السوق من خلال السورية للتجارة بحيث تتنافس مع التجار لما ينعكس خيراً على المواطنين.
بدوره وزير الأشغال العامة والإسكان سهيل عبد اللطيف تحدث عن دور التخطيط الإقليمي والمكاني والعمراني في إقامة المشاريع الاستثمارية في السياحة وغيرها، مؤكداً أن الوزارة ستكون رافعة حقيقية في هذا المجال.
وتحدث محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى عن الخطوات التي قامت بها المحافظة لإقامة المزيد من المشاريع السياحية ولتنفيذ رؤية أبنائها كي تكون عاصمة اقتصادية وسياحية لسورية من خلال ما تمتلكه من مقومات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن