قضايا وآراء

الإستراتيجية السورية لاستكمال التحرير

| ميسون يوسف

تحرير ما تبقى من أرض سورية خارج سيطرة الدولة كان هاجساً يؤرق السوريين خاصة أن تلك المناطق ترزح تحت احتلال أجنبي تنفذه تركيا غرباً وشمالاً وأميركا شمالاً وشرقاً، ولذلك كان السؤال الذي يطرح هل ستتحرر الأرض ومتى وكيف؟
رغم ما تم الاتفاق عليه في سوتشي بين روسيا وتركيا من إجراءات تنفذ في الشمال السوري تستند في شق منها على اتفاق أضنة 1998، وما أعلنته أميركا من إعادة انتشار قواتها والإبقاء على قسم منها في محيط حقول النفط، رغم كل ذلك، بقي الهاجس قائماً إلى أن كان الموقف والشرح الواضح الصريح الذي اتخذه الرئيس بشار الأسد وأعلنه عبر الإعلام السوري، إعلان لم يترك مجالاً لشك أو قلق، حيث توقف المتابعون عند ثلاثة عناصر رئيسية ومهمة في موقف الرئيس:
الأول قراره الحاسم بأن التحرير سيطول كل شبر من الأرض السورية أياً كان المحتل أو المغتصب، وسيكون لكل وضع إستراتيجيته وفقاً للإمكانات المتاحة ولجدول الأولويات التي تراعي المصلحة الوطنية السورية العليا.
الثاني، التأكيد على جهوزية سورية لمواجهة الاحتلال التركي بكل الوسائل بما في ذلك الدخول في حرب لإجلائها وهذا شكل صدمة للتركي الذي ظن بأنه يستطيع احتلال أرض سورية بالاستناد إلى اتفاقية تُحرف أو أمر واقع يُفرض، فجاء رد الرئيس الأسد ليقطع الحلم بالقرار السوري الحاسم.
أما الثالث فقد كان في الفكرة المبتكرة التي كشفها الرئيس الأسد لوضع حد للاحتلال الأميركي، حيث إنه بالإضافة إلى المعروف من وسائل التحرير التقليدية من قتال أو بدبلوماسية، طرح الرئيس فكرة بناء الكيان الوطني المتماسك الذي يشعر المحتل بأن الجسم الوطني السوري قوي ويرفضه، فيبادر إلى الرحيل لأنه في الأصل لم يدخل إلا من الشقوق التي رآها في تلك البنية.
لقد حمّل الرئيس الأسد المواطنين في شرقي الفرات مسؤولية التحرير من الاحتلال الأميركي إلى جانب الدولة وقبل أن يطلب منهم مقاومة المحتل إلى جانب الجيش العربي السوري، وأعلمهم أن مجرد إنجاز الانصهار الوطني فيما بينهم قد يؤمن التحرير، فهل يستجيبون؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن