ثقافة وفن

«ألف نون» تحتفي بـ«عزلة الحلزون» … خليل صويلح لـ «الوطن»: أسئلة معلقة عن التاريخ المزوّر

| سارة سلامة

في رحم «ألف نون» يتجلى الإبداع في أبهى صوره من خلال اللوحة والمنحوتة والكتاب، هذا المكان الذي أصبح أشبه بنواة تجذب إليها كل مبدع، وضمن ظلالها وقع الأديب خليل صويلح روايته الجديدة التي حملت عنوان «عزلة الحلزون»، التي تحمل مسارات فكرية تحكي عن عزلة الإنسان وربما تطارد أثر الحرب التي تعكس بعمق مأساة من يعيشها في الداخل كل ذلك كان بأسلوب سردي غير مباشر.

أسير لحظة
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قال الكاتب خليل صويلح: «إن رواية (عزلة الحلزون) تذهب إلى فحص الهويات الملتبسة في لحظة تاريخية حرجة، وتستدرج أسئلة معلّقة عن التاريخ المزوّر والقسوة وطبقات اللغة واللهجات. تصل الراوي الذي يعمل مدققاً لغوياً في موقع إلكتروني وفي دار نشر تراثية رسالة من صديقة تتهمه بالقسوة، هذا الاتهام سيقوده إلى استرجاع تاريخ أجداده الذي يحتشد بحكايات الغزو ومديح القسوة، فيكتشف تواريخ مزوّرة ووقائع ملفّقة لم تحدث، عن قطّاع طرق يعيشون لحظة متوحشة وبهيمية، تبعاً للأسماء التي أهداها الجد الأكبر لسلالته العائلية، إذ تتوزع هذه السلالة بين من يحمل قلب ذئب ومن يحمل قلب طائر. سيبقى الراوي أسير لحظة تشبه تاريخ أجداده، وكأنه لم يغادر تلك الصحراء القاسية، وتالياً فإن هذه الرواية تقرأ التاريخ والتراث من منظور مختلف باتكائها على حكايات متوالية تشكّل مجتمعة جدارية تنطوي على فضح ما هو مستور بمكاشفات تتعلق بأحوال الجسد والرغبة والغريزة».
وبيّن صويلح: «أنه ومن ضفةٍ أخرى فإن هذه الرواية محاولة في فحص اللغة نفسها وضرورة تقشيرها من فائض البلاغة الجوفاء والانتهاك الإنشائي، وتالياً مقاومة لغة العنف بلغة محسوسة وبصرية لا تقبل المراوغة أو عمليات الفوتوشوب الإيديولوجية. والحال سنحتاج وقتاً طويلاً للنجاة من أعباء النص الطارئ للحرب، قبل الغوص في بئر آثامه العميقة، وتنظيف هذه البئر من شوائب الاعتداء على مفاهيم السرد، بقوة الموقف من الحرب وحسب. أما عنوان الرواية فأتى توصيفاً لكائن يعيش في قوقعته خوفاً وريبةً وعزلةً».

جسر للجودة
ومن جهته قال الفنان بديع جحجاح: «منذ بدأنا بالحرب تعهدنا أن نكون جسراً للنوعية والجودة والإبداع والقيمة والإنسان، والآن نوقع «عزلة الحلزون» للأديب خليل صويلح ونحن نفخر به حقاً لأنه إذا وجد خمسة روائيين في سورية فاسم خليل محفور بينهم، من خلال أسلوبه في عملية سبك الشخوص والأحداث والأزمنة والأمكنة وقدرته أن يكون مايسترو في عملية نشر المفردات ومؤداها من جانب الوعي، وأرى أنه دائماً يصيب في كل منفذ هو تحرر منه، مثل رواية (وراق الحب) و(سيأتيك الغزال) و(اختبار الندم)».

سبر للأعماق
بينما قال الصحفي زيد قطريب: «الصورة الأولية عن الرواية أنها ممكن أن تكون تكملة لرواية (اختبار الندم) التي فازت بجائزة الرواية العربية، وتناولت المجتمع الخارجي بعلاقاته، وأثر الحرب في هذه العلاقات وبعزلة الحلزون، ومن العنوان أتصور أن خليل دخل إلى جوانية الإنسان نفسه وحاول أن ينبش بداخله عن أثر هذه المرحلة ويرى انفعالاته وأمراضه وأوهامه، وأين أخفق وأين نجح، وتحتوي على سبر للأعماق، وتشكل إضاءة لذاتية الإنسان، وربما فيها نوع من القراءة النفسية وتسبر أغوار النفس الإنسانية خاصة بعد سنوات الحرب ومدى تأثرها وإخفاقها، ومن العنوان نلحظ أنها توحي للانطوائية والعزلة عزلة الحلزون داخل هذه القوقعة بهذا الإطار».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن