ثقافة وفن

ليلة عشق في دار الأوبرا … ليندا بيطار: سعيدة جداً بالحفل وتفاعل الجمهور زادني ثقة … فتح الله: لم نغير باللحن التراثي ولم نشوه التراث

| سارة سلامة

صوتها العذب لا يتوانى لحظة في الدنو من دقات القلب ويخترق مسامات الروح ليكون قريباً منا نتفاعل معه ونحب ونعشق من خلاله، تطل علينا مع بداية الفصل الشتوي لتتخم هواء العاصمة بشفافية ونقاء وعذوبة، من خلال ليلة طربية مفعمة بالحب أحيتها الفنانة ليندا بيطار والفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو عدنان فتح اللـه على خشبة مسرح الأوبرا.
حيث قدمت الكثير من الأعمال الغنائية الخاصة ومزجت بين الماضي والحاضر فكانت أغاني أم كلثوم وفيروز ووديع الصافي حاضرة كما غنت لعلي الحجار، إضافة لأعمال من التراثين الغنائيين السوري والعربي تتضمن القصيدة والموال والأغنية، هي جرعة زائدة من العشق والهيام حظيت بتفاعل كبير من الجمهور الذي حفر لها مكاناً في ذاكرته ودفعه ذلك للمطالبة بالمزيد.

قيم فكرية
وقال المايسترو عدنان فتح اللـه: إن «هناك الكثير ممن هاجموا المزيج مع التراث إلا أننا لم نغير باللحن التراثي على خلاف ما تفعله بعض الفرق الهاوية، وما تمارسه من تشويه للتراث، ويعتبر هذا المزيج وجهة نظر عن التراث من دون المساس بصبغته الأساسية، ونعتمد ذلك كأسلوب موسيقي. ونكون حريصين جداً عند تقديم التراث بطريقة راقية وأكاديمية وبصبغته الأساسية».
وأضاف فتح اللـه: «اخترنا أغاني لأم كلثوم ووديع الصافي (دار يا دار)، وعلي الحجار مثل (عنوان بيتنا)، وأغنية (ملبك) الجديدة لأول مرة على المسرح، وبالتأكيد كان اختيار الأغاني مدروساً جداً، لأننا نحرص في كل حفل على تقديم برنامج متكامل العناصر من ناحية الغرافيك وحتى بصرياً وكما الإضاءة والصوت، والمادة الموسيقية، وأغاني ربما تشكل نوعاً من التحدي ومثل ما غنت لفيروز تغني بقية الأنماط وخاصة أن ليندا تمتلك صوتاً مرناً جداً، ومن خلال فقرة خاصة حضر الكورال».
وأفاد فتح اللـه أن «ليندا من المغنيات السوريات الأكاديميات اللواتي يتميزن بصوت قادر وإمكانات عالية من الناحية التقنية للغناء أو من الناحية الحسية، كما أنها حافظت على الفن الجاد والملتزم وتقدم لوناً يحمل قيماً فكرية ولحنية عالية جداً، وكذلك فإن صوتها متفرد وجذاب يدخل إلى قلوب الناس جميعاً من دون استثناء».
مختلفة ومتجددة

ومن جهتها بينت الفنانة ليندا بيطار أنها: «قدمت برنامجاً مختلفاً يليق بكل الأجيال فاخترت أغاني لأم كلثوم، كما أن فيروز لا تغيب عن برنامجي، ووديع الصافي الذي كنت أهاب أغانيه وأشعر أن صوته صعب على أي شخص الغناء له، ولكنني تجرأت واخترت شيئاً يليق بصوتي الأنثوي وقدمت أغنية (دار يا دار)، وغنيت (عنوان بيتنا) للفنان علي الحجار».
وأضافت بيطار: إنني «سعيدة جداً بالحفل وتفاعل الناس زادني ثقة وهو نتيجة تعب وجهد لم يذهب سدى بل تلقفت النتيجة مباشرة منه وهذه المحبة سترافقني بكل أعمالي حتى أقدم دائماً الأفضل، وأعد الجمهور بأنهم سيرون الاختلاف والتجدد الدائم لي في كل حفل».
وأفادت بيطار أنها «قدمت أغنية (ملبك) لأول مرة على المسرح وأهديها لروح الصديق إياد عثمان الذي وزعها، وأعتبر نفسي محظوظة أنني حصلت على مخزونه الموسيقي»، وعن جديدها قالت بيطار: «أحضر لأغنية باللهجة الشامية اللذيذة من كلمات رواد زخور».
يذكر أن عدنان فتح اللـه قائد الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية وعميد المعهد العالي للموسيقا، مؤسس وقائد أوركسترا الموسيقا العربية لمعهد صلحي الوادي للموسيقا عام 2008، قاد الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية على مسرح تدمر الأثري بعد تحرير المدينة عام 2016 ضمن الفعالية الثقافية «تدمر.. بوابة الشمس» حيث قدّم عملاً موسيقياً من تأليفه، وقادها أيضاً في افتتاح معرض دمشق الدولي في دورته الـ60 على أرض مدينة المعارض.
وليندا بيطار فنانة سورية من قرية البيضا في محافظة حماة السورية. بدأت مواهبها الفنية بالظهور منذ عمر الخامسة، ومنذ ذاك الوقت بدأت الغناء مع فرقة للموشحات في حمص بقيادة الأستاذ «مرشد عنيني»، وبعدها اشتركت مع كورال بقيادة الأب «سمير حداد»، وهو من أسمع صوتها لأساتذة المعهد، وكان سبباً في انتسابها إليه.
درست الحقوق لسنتين ولعشقها للموسيقا تقدمت إلى المعهد العالي للموسيقا وتخرجت من المعهد عام 2007، ودرست الغناء الأوبرالي لثلاث سنوات ثم اختصت بالغناء الشرقي، كما شاركت في مهرجانات عدّة في الوطن العربي وأوروبا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن