رياضة

خسارتان للمنتخب الأولمبي في الإمارات وعرض غير مقنع! … الآلية التي تدار بها كرتنا لن توصلنا لمنتخبات راضية مرضية

| ناصر النجار

في دورة دبي الدولية تعرض منتخبنا الوطني الأولمبي إلى خسارتين متتاليتين أمام الإمارات مستضيف البطولة 1/2 وأمام العراق أول أمس الجمعة بهدفين نظيفين.
والدورة تقام في إطار الاستعداد للنهائيات الآسيوية المؤهلة للأولمبياد القادم التي تستضيفها تايلاند في كانون الثاني من العام المقبل، والدورة هذه جمعت ثمانية منتخبات من التي تأهلت إلى النهائيات المذكورة وربما كانت هذه الدورة هي المرحلة الأخيرة من الاستعداد قبل خوض النهائيات.
واللجنة المنظمة انتقت أربع مباريات لكل فريق من الفرق الثمانية المشاركة دون معرفة آلية الانتقاء، ولكن يحق لكل منتخب لعب أربع مباريات من أصل سبع ويتوج بالدورة من يحقق النقاط الأعلى، ولا ندري لماذا جمعت المنتخبات على مجموعة واحدة بدل مجموعتين، أيضاً هل تم اختيار المباريات عشوائياً أم إنها لخدمة منتخبات على حساب أخرى.
منتخبنا كان يود مقابلة فريق أو اثنين من منتخبات شرق آسيا لأنه سيواجه اليابان في النهائيات، لكن اللجنة المنظمة وضعته في مواجهة عربية أربع مرات، والفائدة معقولة من هذه المواجهات لأنه سيلعب مع المدرسة نفسها في نهائيات تايلاند مع قطر والسعودية.

خوف وقلق
المستوى الذي قدمه منتخبنا في المباراتين لم يكن مطمئناً ولم يعكس حالة الاستعداد الجيدة للمنتخب التي استمرت أكثر من سبعة أشهر لم يخسر فيها منتخبنا الأولمبي أي مباراة، وأتيحت للمنتخب فرص استعداد مجدية بلقاءات ودية في كل شهر فضلاً عن معسكرات هنا وهناك أبرزها معسكر روسيا.
ما قدمه منتخبنا لم يعكس حالة الاستعداد الجيد وخصوصاً أن أغلب لاعبيه في مرحلة جاهزية جيدة لأنهم ضمن الموسم وفي حالة بدنية جيدة كما هو مفترض.

لكن ماذا حدث؟
هذه الأسئلة يمكن الإجابة عنها من قبل مدرب الفريق والجهاز المساعد معه، دوماً الخسارة لا تعني أنك الأسوأ، كما يكون في الفوز عندما لا تكون الأفضل، لكننا في المباراتين كنا الأسوأ ونستحق الخسارة.
القضية لم تتعد الخسارة فقط، بل دلت على أمور غير جيدة تمثلت أولاً بأخطاء ساذجة وقع بها لاعبونا ولا نريد اليوم طرحها بالتفصيل، وثانياً: وفرة البطاقات الملونة التي نالها لاعبونا ومنها بطاقتان حمراوان في مباراتين، الأولى بمباراة الإمارات ونالها المدافع يوسف الحموي والثانية بمباراة العراق ونالها المهاجم عبد الرحمن بركات.
الطرد الأول لم يكن مؤثراً لأنه أعقبه طرد إماراتي، أما الطرد بمباراة العراق فهو أكثر من مؤثر لأنه جاء في الدقيقة 30 من المباراة أي إننا لعبنا ساعة بعشرة لاعبين ويحسب هنا للمنتخب أنه صمد في الشوط الثاني فلم يتلق أي هدف.
دوماً هناك احتجاج على التحكيم من مدربنا أثناء المباراة ونحن لا يمكننا أن نفرق بين حكام هذه الدورة وحكام النهائيات فالحكم سيخطئ حتى لو كان في المونديال، إذاً فالتعامل مع التحكيم في المباريات بهدوء مطلب مهم حتى لا (يضوج) اللاعبون وهذا أمر مهم للغاية في المباريات الرسمية التي لا يوجد فيها أي تعويض.
وهذا يقودنا إلى حالتي الطرد والمزيد من الإنذارات، فهذه الحالة مدمرة للمنتخب، لأن أي بطاقة غير محسوبة ستغير معالم المباراة وأسلوبها، وقد يستفيد منها الفريق الآخر فنخرج من النهائيات بفعل هذه الأمور الطارئة.
الحالة النفسية لها دور كبير بتحقيق الفوز، كيفية التعامل مع المباريات أمر مهم وتجنب الحكام وتلقي البطاقات المجانية ضرورة يجب أن يتم العمل عليها بتركيز شديد.
من الأشياء التي يمكن أن نعذر بها المنتخب هو الغياب المؤثر في صفوفه، فالمنتخب الأولمبي ما زال يخضع لهيمنة المنتخب الأول فغاب عنه في هذه الدورة أربعة لاعبين: كامل حميشة وخالد كردغلي ويوسف محمد مع المنتخب الأول ومحمد مالطا للإصابة وقد يعود، إضافة للغياب الذي فرضته البطاقة الحمراء في المباراتين الأولى والثانية، ويمكن أن يكون هذا الغياب جيداً لأنه يمنح الفرصة للبدلاء ليتحضروا بشكل جيد وليكونوا جاهزين لأي مباراة يحتاجهم بها منتخبنا.

الفار وأمور أخرى
لن نخوض في أسباب الخسارتين التفصيلية ونترك هذا الحديث حتى نهاية مشاركتنا، لكننا نعرج على أمر مهم يجب الانتباه إليه وهو مقومات كرة القدم، فنحن نملك من مقومات كرة القدم اللاعب الموهوب بالفطرة، لكننا لا نملك أي شيء آخر من ملاعب وتجهيزات ومستلزمات، حتى على الصعيد الفني فإن العمل الكروي يتم بمجهود شخصي وفردي، فمدربونا مازالوا محدودين سواء بالدوري أم بالمنتخبات الوطنية لذلك دوماً نصل إلى حدود لا يمكننا تجاوزها، الموهوبون بالفطرة بحاجة إلى من يطورهم وهم بحاجة إلى دعم وإلى مقومات لعبة وهذا ما نفقده بالكامل.
الإمارات وصلت إلى تقنية (الفار) وطبقتها، وبمباراتنا مع الإمارات تدخل أربع مرات فألغى قرارات مؤثرة، وهذا يعني كم هي أخطاء التحكيم التي نبررها، والمشكلة أننا لو توصلنا إلى هذه التقنية فإننا سنديرها حسب مزاج القائمين على التحكيم، لأن القرار هنا مزاجي ولا يتبع لآلية معينة.
من هنا نقول إن كرة القدم عندنا لن تتطور وستبقى مكانك سر، والسبب العقلية التي تدار بها كرتنا، والمثال الأخير الذي نضربه هو انتخابات اللجان الفنية لكرة القدم التي جاءت هشة وضعيفة بكوادرها وبعض الأشخاص اخترقوا القانون من حيث الشروط، ولن نتحدث بالأسماء لكن نقول مثل هذه اللجان لن تنتج لنا اتحاداً يبعث على التفاؤل، هذا الكلام مرتبط بالحالة التي ظهر بها منتخبنا الأول رغم فوزه ومرتبط بالمنتخب الأولمبي رغم خسارتيه، ومرتبط بكل إخفاق حققه منتخب الشباب وقبله الناشئين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن