الأولى

ثبت عند المثلث الحدودي في «عين ديوار» وتصدّى لقوات الاحتلال شمال الرقة … الجيش ينهي إعادة انتشاره بطول ٧٠٠ كم على الحدود مع تركيا

| حلب- خالد زنكلو

أنهى الجيش العربي السوري تنفيذ أضخم عملية إعادة انتشار لقوات حرس الحدود على طول ٧٠٠ كيلو متر على الحدود السورية التركية وخطوط التماس مع قوات الاحتلال التركي وميليشياته، في وقت واصلت فيه وحداته الاشتباك معها في ريف الرقة الشمالي للحيلولة دون قضمها مزيداً من الأراضي السورية شرق الفرات، في ظل مطالبات سكان المنطقة بعودة الحكومة السورية لإدارة مناطقهم وتخديمها.
وإعادة انتشار حرس الحدود هي من ضمن اتفاق «سوتشي» الروسي التركي، الذي نصت عليه المذكرة الموقعة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في ٢٢ الشهر الماضي.
وقال مصدر ميداني لـ«الوطن»: إن الجيش ثبت نقاط ارتكازه في ٦ مواقع جديدة أول من أمس شمال الحسكة في عين ديوار بمنطقة المالكية عند أقصى نقطة شمال شرق البلاد في المثلث الحدودي الإستراتيجي مع العراق وتركيا، متقدماً مسافة نحو ٦٠ كيلو متراً شرق ناحية الجوادية وعلى مقربة من خزان البلاد الغازي والنفطي ومن المعبر النهري في التونسية «سيمالكا» غير الشرعي مع إقليم كردستان في العراق، وذلك بعد أن أتم انتشاره على طول ١٦٠ كيلو متراً من ريف رأس العين الشمالي الشرقي إلى ريفي المالكية ورميلان.
هذا بالإضافة، إلى تثبيت نقاط انتشاره جنوب غرب رأس العين من مبروك وحتى تل تمر وأبو راسين شمال غرب الحسكة على امتداد ١٠٠ كيلومتر، ومثلها في المنطقة الممتدة من ريف منبج الغربي على خط نهر الساجور إلى عين العرب وصرّين وعين عيسى واللواء ٩٣.
وأضاف المصدر: إن الجيش بات مسيطراً على مسافة ٣٠٠ كيلو متر من الحدود السورية التركية في محافظتي الرقة والحسكة ونحو ٤٠٠ كيلو متر أخرى انتشر فيها على خطوط التماس مع المحتل التركي في مناطق متفرقة أبرزها منبج وخط الفصل بين ريفي رأس العين وتل أبيض اللتين احتلهما النظام التركي بعمق ٣٢ كيلو متراً، وذلك في أضخم عملية انتشار تعجز عنها أضخم جيوش العالم من حيث العدة والعتاد، وعلى رغم قتاله المستمر وعلى مدار ٨ سنوات ضد أعتى الإرهابيين.
وأكد المصدر، أن الجيش انتزع الذريعة والمبادرة من جيش الاحتلال التركي ومرتزقته في التوغل داخل الأراضي السورية على طول الشريط الحدودي شمال شرق البلاد وحال دون إحكام السيطرة على مناطق جديدة وتشريد سكانها ونهب ثرواتها، مبيناً أن ما يجري من معارك هنا وهناك الهدف منها تثبيت نقاط وخطوط الفصل والسيطرة ومنع الاحتلال التركي من توسيع مجال غزوه بخلاف ما نص عليه «سوتشي».
ولفت إلى أن الاشتباكات الجارية مع المحتل التركي ومرتزقته في ريف الرقة الشمالي تندرج في هذا الإطار، إذ تصدى الجيش أمس لمحاولة تسلل جديدة في المحور الشمالي لتل تمر باتجاه ناحية أبو راسين في ريف الرقة الشمالي، واشتبك مع جيش الاحتلال الذي يسعى إلى محاصرة تل تمر والسيطرة عليها.
ونوه المصدر، بأن الجيش قصف بالأسلحة الثقيلة نقاط تمركز جيش الاحتلال في قرى سعدة والجلبة وجارخ عبدي وعبد كوي بعد أن حرر بمؤازرة القوات الرديفة قرية سعدة وفي تمح غرب تل أبيض حيث شن مرتزقة تركيا هجوماً لاستعادة قريتي حرية وجرن من دون تحقيق مرادها.
في غضون ذلك، طالب الأهالي في المناطق التي انتشر الجيش على حدودها مع تركيا وفي عمق مناطق سيطرة «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، كما في منبج وعين العرب، بعودة الحكومة السورية لإدارة تلك المناطق وتقديم الخدمات لها، بما ينزع أي فتيل للمواجهة مجدداً مع النظام التركي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن