الأولى

«قسد» تسترد صوامع «شركراك» وأنباء عن افتتاح معبر «العون» بمنبج … هدوء حذر في تل تمر ودورية مشتركة روسية تركية في الدرباسية

| حلب - خالد زنكلو

ساد هدوء حذر أمس في محيط ناحية تل تمر في ريف الحسكة الشمالي، بعد اشتباكات متقطعة في ريفيها الشمالي والغربي افتعلتها الميليشيات المسلحة التابعة للنظام التركي، والتي حاولت الالتفاف على الاتفاق الذي أبرم السبت الفائت بشأن المنطقة بين موسكو وأنقرة، والذي يقضي بسحب الميليشيات و«قوات سورية الديمقراطية- قسد» منها ومن أوتستراد حلب- الحسكة المار بالبلدة وتسليمهما إلى الجيش العربي السوري، في وقت سيرت الشرطة العسكرية الروسية دوريتها التاسعة المشتركة مع جيش الاحتلال التركي في الدرباسية بمحافظة الحسكة.
وبيّن مصدر ميداني في تل تمر لـ«الوطن»، أن الهدوء عاد أمس إلى ريف البلدة الشمالي، الذي شهد في اليوم السابق هجوماً عنيفاً على بعض قراه من مرتزقة تركيا، وتمكن الجيش السوري وبمؤازرة القوات الرديفة من صده، كما لم يشهد ريف الناحية الغربي أي مناوشات بعد تقدم الجيش السوري وسيطرته على ٤ قرى فيه قريبة من خط التماس مع المرتزقة.
مصادر محلية في مدينة الدرباسية، أشارت لـ«الوطن» إلى أن موسكو وأنقرة سيرتا أمس دورية عسكرية مشتركة في الحسكة، هي التاسعة من نوعها منذ توقيع اتفاق «سوتشي» بين الرئيسين الروسي والتركي في ٢٢ الشهر الفائت حول مناطق شمال شرق سورية.
ولفتت المصادر إلى أن الدورية، المؤلفة من ٤ مركبات لكل من الشرطة العسكرية الروسية والجيش التركي، دخلت الحدود من معبر «عراد» شمال بلدة أبو راسين وانطلقت من قرية عراضي بالريف الغربي للدرباسية إلى ريفيها الجنوبي والجنوبي الغربي، ومرت بقرى حدودية على عمق ١٠ كيلو مترات من الحدود السورية التركية في المنطقة بين رأس العين والقامشلي.
وأكدت مصادر مطلعة على ما يجري في مناطق شرق الفرات ومقربة من «وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية ورأس حربة «قسد»، لـ«الوطن» أن موسكو مصممة بشكل كبير على إنجاح تطبيق كل «سوتشي» وعدم إفساح المجال لانزياح أنقرة باتجاه واشنطن، التي وقعت معها اتفاقاً مماثلاً يخص تلك المناطق، ولذلك تعمل عن طريق فريق من العسكريين على التفاوض مع نظرائهم الأتراك لتعديل بنود الاتفاق الواجب تعديلها حسب الظروف الميدانية، كما بخصوص تل تمر التي تمارس موسكو بشأن اتفاقها ضغوطاً على أنقرة و«قسد» لتنفيذه على الرغم من عرقلة تطبيقه من ميليشيات الأولى.
وأضافت المصادر: إن الاتفاق الخاص بمنبج، سيطبق بالكامل أيضاً بانسحاب قوات الأمن الداخلي «الأسايش» التابعة لـ«قسد» من المدينة وإدارتها من الحكومة السورية، كما ستستمر موسكو بتسيير الدوريات المشتركة في عين العرب لمراقبة تطبيق الاتفاق، وكذلك في جميع مناطق شرق الفرات، وبخاصة القريبة من الحدود التركية، لانتزاع أي ذريعة للنظام التركي بمواصلة عدوانه على الأراضي السورية.
وأوضحت أن هجوم «قسد» أمس على صوامع «شركراك» قرب عين عيسى بريف الرقة الشمالي لاستعادتها من مرتزقة تركيا، الذين سيطروا عليها قبل ٣ أيام بعد إخلائها من قبل «قسد» لتسليمها إلى الجيش السوري، يصب في خانة الجهود لرسم خطوط التماس في المنطقة بموجب «سوتشي»، ونوهت المصادر بأن الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة ما زالت جارية في محيط الصوامع حتى لحظة تحرير الخبر.
إلى ذلك، تضاربت الأنباء حول فتح «قسد» معبر «عون الدادات» أمام حركة عبور المدنيين فقط، وهو يربط منبج بمناطق هيمنة الميليشيات التابعة للنظام التركي في ريف حلب الشمالي الشرقي وصولاً إلى إدلب، بعدما ناشد موظفون لدى الحكومة السورية وطلاب الجامعات في تلك المناطق وفي محافظة إدلب والأرياف المجاورة لها بفتح المعبر تسهيلاً لوصولهم إلى حلب، على اعتباره المنفذ الوحيد الذي يمكن فتحه راهناً بسبب المعارك الدائرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن