عربي ودولي

محطات الوقود تعلّق إضرابها.. وجمعية المصارف أمام إجراءات جديدة … فضل الله: نريد حكومة مُنتجة.. «التيار الحر»: الحريري يحاول استغلال الاضطرابات

| وكالات

انقضى شهر ونصف الشهر على اندلاع الانتفاضة الشعبية، وهي الفترة الأطول لحالات تمرد في الشارع بتاريخ لبنان. في هذا الصدد، تحمل أوساط «التيار الوطني الحر» الرئيس سعد الحريري المسؤولية عبر محاولة استغلال الاضطرابات في الشارع وتحسين شروطه داخل تركيبة الحكم. وتتهم الأوساط المعنية الحريري بأنه يسعى إلى الانقلاب على التسوية الرئاسية بحجة الاضطرابات الشعبية بل وإلصاق كل الأوضاع المتردية بشخص جبران باسيل عبر الإصرار على إبعاده دون سواه، مع ما ينطوي عليه هذا الأمر من محاولة اغتيال باسيل سياسياً وشعبياً.
في غضون ذلك شدد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، خلال لقاء سياسي في بلدة كونين الجنوبية نقله موقع «لبنان24» على «الدعوة إلى الشراكة الوطنية في تحمل المسؤوليات في إدارة البلد، بما فيها تشكيل الحكومات من أجل أن يساهم الجميع في تحمل الأعباء، فكيف إذا كنا نمر اليوم بأزمة ربما سابقة في تاريخ الدولة بالنسبة إلى الموضوع النقدي والاقتصادي، وبالتالي، نحن بمعزل حتى عن الأحجام والأوزان.. دعونا إلى أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم، لأن الظرف الآن لا يحتمل التفرد ولا العزل ولا الإنصات إلى الإملاءات والشروط الخارجية».
واعتبر أن «الولايات المتحدة الأميركية تتدخل في لبنان ليس فقط من خلال المواقف التي أعلنها بعض مسؤوليها، وإنما من خلال نشاطها المباشر مع بعض القوى والجهات، وحتى إنها تحاول أن تملي شروطاً تتعلق بتركيبة الحكومة في المرحلة المقبلة لحسابات ليس لها علاقة بالداخل اللبناني ولا بالأزمة المالية أو الاقتصادية، إنما بملفات أساسية لديها، منها ترسيم الحدود واستثمار النفط والغاز وموضوع النازحين السوريين، إذ إنها تريد مع بعض الدول الأخرى إبقاءهم في بلدنا، أو بموضوع صفقة القرن ولاسيما ما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين، فأميركا ومن معها يريدون أن يفرضوا هذه الشروط لتكون لدينا حكومة جديدة وفق تصورهم، وطبعاً هذا غير ممكن اليوم في لبنان».
وأضاف قائلاً: «نريد حكومة منتجة ومنسجمة، لديها ذهنية ومقاربات وتفكير جديد، لا أن نعود إلى السياسات الماضية في الشأنين النقدي والاقتصادي، فنحن نريد شيئاً جديداً في البلد على مستوى المنهجية بمعزل عن الأسماء والأشخاص التي ستشارك في الحكومة».
ولفت إلى أن «الحكومة المستقيلة عليها واجبات يجب أن تقوم بها، وهناك بعض الأمور لا تحتاج إلى حكومة في الأساس، إنما إلى القضاء».
وختم فضل الله: «نبذل قصارى جهدنا للوصول إلى حلول لهذه الأزمة. هذا الموضوع محل عناية كاملة من قيادة حزب الله».
إلى ذلك مشى الرئيس نجيب ميقاتي، مصطحباً معه نجله ماهر، بخطى واثقة، إلى قصر العدل، خالعاً عن كتفيه حصانته النيابية وموقعه السياسي، وهو الحاصل على أعلى نسبة من الأصوات في الانتخابات النيابية الأخيرة، كونه ينتمي إلى الطائفة السنّية.
وفوجئ القاضي جورج رزق، الذي لم يكن يتوقع حضور الرئيس ميقاتي ونجله شخصياً، بهذا الحضور، المخصّص أساساً للمحامين من أجل تقديم الدفوع الشكلية.
وحول آخر المستجدات في الشارع اللبناني علقت نقابة أصحاب محطات المحروقات إضرابها المفتوح الذي بدأته الخميس على مستوى البلاد بسبب ما قالت إنها خسائر منيت بها نتيجة اضطرارها لشراء الدولار.
ونقلت الميادين عن نقيب أصحاب المحطات سامي البراكس قوله: إن الإضراب علق لإجراء محادثات مع السلطات، مشيراً إلى أن النقابة ستعقد اجتماعاً غداً الإثنين.
وكانت محطات الوقود في لبنان بدأت إضراباً مفتوحاً على مستوى البلاد، موضّحة أن ذلك يأتي بفعل الخسائر الناجمة عن ارتفاع تكلفة الحصول على الدولار في السوق السوداء، والذي تعتمد عليه لاستيراد الوقود.
كما نفّذ عدد من الناشطين اعتصاماً أمام مصرف لبنان تنديداً بــ«السياسات المصرفية الظالمة بحق الطبقة العاملة وأصحاب الودائع الصغيرة»، على ما قالوا في دعوة سابقة لتحرّكهم.
بدوره، أعلن رئيس جمعية المصارف في لبنان سليم صفير أن سلسلة إجراءات ستتخذ في البلاد.
وذلك بعد تكليف حاكم مصرف لبنان اتخاذ التدابير المؤقتة اللازمة بالتنسيق مع جمعية المصارفِ لإصدار التعاميم التي اقترحها الحاكم ورفع بعض الاقتراحات التي تحتاج إلى نصوص قانونية أو تنظيمية.
كما اتخذ الاجتماع الذي ترأسه الرئيس اللبناني ميشال عون سلسلة خطوات للحفاظ على الاستقرار والثقة بالقطاع المصرفي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن