عربي ودولي

تواصل الاحتجاجات.. واحتدام السجال بين «الوطني الحر» و«المستقبل» … عون: المرحلة المقبلة ستشهد ما يرضي جميع المواطنين

| وكالات

منذ 47 يوماً، يهتزّ الشارع تحت أقدام اقتصاد مهترئ ودولار متفلت استحدث تضخماً طارئاً وعطّل دورة القطاعات وشلّ الحياة، في حين ساد شبه صمت سياسي منذ عَلَت كلمة الشعب، وغاب معظم نجوم الشاشات قبل عودتهم بـ«خفي حنين»، يطلقون تحليلات لم تصب يوماً، ويلقون بالمسؤوليات عن التقاعس لإنقاذ اللبنانيين من انهيار تسبّبت فيه سياسات المسؤولة أضاعت الكثير من الفرص ولا تزال تعد بالكثير أيضاً.
في غضون ذلك قال الرئيس اللبناني ميشال عون: إن «الحراك الشعبي» أتى ليكسر الكثير من المحميات ويزيل الكثير من الخطوط الحمر، وأضاف: «سنشهد في المرحلة المقبلة ما يرضي جميع اللبنانيين».
ودعا عون خلال استقباله وفداً من نقابة المحامين نقلته «الميادين» إلى محاكمة من يقوم بالترويج السيئ للعملة الوطنية وفْقاً للقوانين، وأضاف: «لا نصطدم فقط بالفاسدين الموجودين في الحكم أو الذين كانوا فيه بل بحماية المجتمع لهم، لأن من يتضرر لا يشتكي بل يتحدث في الصالونات».
وأكد عون ضرورة تعديل بعض المشاكل في القوانين القضائية التي تؤدي إلى تأخير مسار الدعاوى.
من جهته قال نقيب المحامين ملحم خلف: «متمسكون بالدستور وبالمؤسسات الدستورية وبرمزيتها، وهمنا الأول ضخ الديمقراطية فيها»، حسب ما نقلت عنه وكالة «روسيا اليوم».
من جهة ثانية احتدم السجال بين «الوطني الحر» و«المستقبل» على خلفية مقدمة الـ«OTV» وردّت اللجنة المركزية للإعلام في «التيار الوطني الحر»، في بيان على الأمين العام لـ«تيار المستقبل» أحمد الحريري نقله موقع «لبنان24»، فقالت: «من المؤسف أن يصدر عن الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري كلام طائفي بغيض يدلّ على التحريض الذي يقوم به للمكوّن الذي ينتمي إليه، ويعرف أحمد الحريري أنّنا في التيّار الوطني الحرّ لا نمارس الإعلام الموجّه، وبالتالي فإنّ مقدّمات نشرات أخبار الـOTV لا يكتبها التيّار ولا رئيسه، ولم يتمّ حتى الاطلاع عليها، وهذه المقدمّة بالذات لا تعكس موقف التيّار الوطني، ولو أردنا أن نردّ على مقدّمات تلفزيون المستقبل لكان البلد في مكان آخر.
والحقيقة هي أنّ سياسة التيّار الوطني الحر تقوم على التقريب بين اللبنانيين منعاً للفتنة وبالتحديد بين الطائفتين السنيّة والشيعية، وهذا ما دفع بنا إلى إجراء تسوية سياسية وفّرت الاستقرار والأمن في البلاد ولكنها للأسف ألحقت بنا أظلم النعوت بتهم جائرة عن الفساد والتغطية عليه».
وختم البيان: «للأسف فالوقت الآن هو لتأليف حكومة منتجة تنقذ البلد من الانهيار الاقتصادي، وليس الوقت للتحريض السياسي الطائفي أخذاً للبلد نحو الفتنة المحرّمة من قبلنا مهما كلّفتنا من أثمان».
وتعقيباً على البيان الصادر نقل موقع «لبنان24»عن اللجنة المركزية للإعلام في «التيار الوطني الحر»، صدر عن هيئة شؤون الإعلام في «تيار المستقبل» ما يلي: «كان يجدر بالتيار الوطني الحر أن يعلن أسفه على نشر وتعميم مقدمة محطة الـ«otv» الناطقة باسمه، وأن يتبرأ منها قبل انتشارها وتعميمها على وسائل الإعلام، لا أن يبدي الأسف على قيام الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري بتعرية ما تضمنته من تحريض وفتنة، لأنّ ما ورد في المقدمة يمثل قمة التجني على التاريخ وقمة الاعتداء على الدور التاريخي لرؤساء الحكومات، وبينهم ثلاثة شهداء سقطوا في ميدان الدفاع عن لبنان وكرامته ووحدته الوطنية.
إن تبرؤ «التيار الوطني الحر» من المقدمة يؤكد صوابية تصريح أحمد الحريري، وهو أمر جيد يسجل لهم، ولكنه لا ينفي الحقيقة التي يعرفها كل اللبنانيين بأن محطة الـOTV هي الناطق الرسمي باسم التيار ورئيسه.
يأتي ذلك في حين تتواصل الاعتصامات والاحتجاجات في عدد من المناطق اللبنانية للمطالبة بالإسراع بتشكيل الحكومة ومعالجة الوضع المعيشي ومحاسبة الفاسدين.
وأغلق المحتجون حسب وكالة «سانا» أمس فرع مصرف لبنان في زحلة ومنعوا الموظفين من الدخول إلى عملهم بينما قطع محتجون في ساحة الاعتصام عند مستديرة العبدة في عكار شمال لبنان الطريق بشكل كامل بالأتربة ما تسبب بشل حركة السير من عكار باتجاه المنية وطرابلس وبالعكس, وشهدت شوارع مدينة طرابلس شمال لبنان ازدحاماً في السير في ظل عدم الالتزام بالإضراب المفتوح الذي دعا إليه ناشطون وباتت جميع الطرق مفتوحة باستثناء مداخل ساحة النور على حين سيرت المؤسسات التربوية حافلاتها لنقل طلابها إلى المدارس والجامعات والمعاهد والثانويات كما فتحت المؤسسات العامة والخاصة والدوائر الحكومية أبوابها أمام مراجعات المواطنين.
وقام عدد من المتظاهرين بالتجمهر أمام بعض الدوائر في طرابلس وطلبوا من الموظفين ترك مكاتبهم وإقفال الدوائر كما تجمع بعضهم أمام الأبواب الخارجية للمدارس وطلبوا وقف التدريس بينما أقفل محتجون مداخل شركة كهرباء قاديشا وسنترال الميناء وطالبوا الموظفين بالخروج.
وفي مناطق بيروت وصيدا وصور كانت الأوضاع طبيعية ما عدا بعض المسيرات الاحتجاجية التي جرت من دون وقوع أي إشكالات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن