إصابة 30 ألف رأس تمّ معالجة معظمها ونفوق 3 آلاف رأس … نفوق أبقار بسبب الجدري في قرى حوض العاصي بريف حمص
| حمص- نبال إبراهيم
اشتكى العشرات من مربي الأبقار في الرستن والحولة وتل الشور والقصير وما حولها «للوطن» من تفشي مرض جدري الأبقار خلال الشهرين الفائتين ما أدى إلى إصابة أعداد هائلة من الأبقار بلغت ما بين 60 إلى 70 بالمئة ونفوق الكثير منها، ما ألحق بهم خسائر كبيرة في ظل عدم وجود علاج حقيقي لهذا المرض باستثناء اللقاح الذي أعطي في فترة غير مناسبة على حد قولهم الذي استندوا به إلى آراء الأطباء البيطريين الذين أكدوا ضرورة إعطاء اللقاح في الشهر الثالث من العام، إلا أن التراخي في إعطائه جعله يؤخذ مع نهاية الشهر السابع وبداية الثامن، محملين الجهات المعنية المسؤولية الكبرى عن قلة نشر التوعية ولاسيما (الإرشادية الزراعية) في التعامل مع هذه الحالة، التي كان من الواجب عليها أن توضح فيه طبيعة المرض وطريقة التعامل معه. الأمر الذي جعل من المربين فرائس سهلة بيد البيطريين من جهة الذين عملوا على رفع ثمن الأدوية البيطرية التي فرضوها على المربين، التي قد تصل إلى أربعة أضعاف وإعطاء لقاحات مكررة، وبيد التجار الذين كان دورهم شراء رؤوس الأبقار بأسعار متدنية خشية النفوق أو إصابة المواشي السليمة من جهة أخرى.
وأشار المربون إلى أن مديرية الزراعة بحمص حاولت بعد ظهور هذا المرض وانتشاره في المنطقة الوقوف على هذه الحالة، حيث قامت دائرة الصحة الحيوانية بالمديرية بعد الشكاوى التي تقدم بها المربون بزيارة هذه المناطق وتم الالتقاء فيها مع مجموعة من المربين والاطلاع على المواشي المصابة حيث تم من خلالها توصيف المرض وطريقة علاجه بالأدوية والعزل والنظافة، إلا أن المربين تركوا لشأنهم خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع البيطريين الذين استغلوا حالة الهلع لدى المربين وقاموا برفع أسعار المعاينة والعلاج بشكل جنوني.
بدوره أكد مدير زراعة حمص محمد نزيه الرفاعي لـ«الوطن» أن مرض التهاب الجلد الكتيل (الجدري) عند الأبقار مرض فيروسي جلدي معد ينتقل بشكل أساسي عن طريق لدغ الذباب والبعوض، وللحد من ظهوره وانتشاره قامت المديرية بتحصين الأبقار حسب البرنامج الزمني الوارد من وزارة الزراعة لجميع الأمراض الوبائية والتقيد بالمواعيد وذلك من أجل إكساب الحيوان المناعة قبل ظهور المرض فيه، لافتا إلى أن المرض حالياً تحت السيطرة في المحافظة.
بدوره بين رئيس دائرة الصحة الحيوانية في مديرية الزراعة فالح عبد الصمد «للوطن» أنه في عام 2019 الجاري عاد هذا المرض ليظهر مجدداً وبشكل واضح في المنطقة الغربية المتاخمة لحوض العاصي وانتشرت الإصابات في القرى المحاذية لنهر العاصي بدءاً من منطقة القصير جنوباً وحتى قرى ومناطق الرستن والحولة وجبورين وقني العاصي شمالاً، وما ساعد على انتشاره حركة نقل الأبقار عن طريق التجار بين المناطق والمربين، إضافة إلى عدم الاهتمام بموضوع رش المبيدات الحشرية مشيراً إلى حرص وزارة الزراعة على عدم إدخال لقاح له خشية استيطان المرض في سورية، وإنما حاولت الاستعاضة عنه بلقاح جدري الأغنام وبكميات مضاعفة، وعند الإصابة بالمرض تتم معالجة الأعراض الثانوية مثل ارتفاع درجة الحرارة ورفع المناعة من خلال إعطاء الأبقار المصابة المضادات الحيوية والفيتامينات منعا للتداخلات الجرثومية الثانوية المحتملة.
وأكد عبد الصمد أنه يوجد نحو80 ألف رأس بقر وفق إحصائيات مديرية الزراعة في محافظة حمص، تم تحصين جميع الأبقار فيها بلقاح جدري الأغنام نظراً للتشابه الكبير بين العترة المسببة لجدري الأغنام والعترة المسببة لالتهاب الجلد الكتيل عند الأبقار بنسبة 98 % تقريبا، مبيناً أن عدد رؤوس الأبقار في مناطق حوض العاصي نحو 60 ألف رأس بقر، وأن عدد الإصابات بهذا المرض بين الأبقار في تلك المناطق وصلت إلى نحو50 % أي بما يعادل 30 ألف رأس تم معالجة وشفاء معظمها، بينما تم استبعاد ونفوق ما بين 5 إلى 10 % أي بما يعادل نحو 3 آلاف رأس بقر لعدم استجابتها للعلاج، مشيراً إلى هذا المرض يتسبب بخسائر اقتصادية كبيرة تشتمل على اللحم والحليب بحيث يتسبب المرض بانخفاض كبير في وزن الحيوان المصاب وانعدام إنتاج الحليب وقد يتسبب بالإجهاض في بعض الحالات للأبقار المعشرة، مضيفاً إنه للحد من انتشار هذا المرض والقضاء عليه يجب القضاء على عامل النقل للعدوى وهي الحشرات، لذا من الضرورة رش هذه الحشرات بالمبيدات الحشرية بشكل مستمر ومتواصل، مؤكداً أن المحافظة قامت بتوزيع المبيدات على الوحدات الإدارية منذ بداية فصل الصيف وبكميات مناسبة.
وأكد عبد الصمد أنه وخلال الجولات المتكررة لأغلب القرى والتحري لم يتم ملاحظة وجود أي أخطاء من الأطباء البيطريين بالوحدات الإرشادية، إنما الأخطاء حصلت نتيجة التحصين الخاطئ للأبقار من بعض الفنيين البيطريين من خارج ملاك مديرية الزراعة.