سورية

وصف ترامب بأنه «حرامي بشهادة».. و أنه حوّل أميركا إلى «بندقية للإيجار» … عبد الهادي لـ«الوطن»: الشعب السوري لن يُساوم أكله مقابل كرامته

| موفق محمد

اعتبر رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في سورية السفير أنور عبد الهادي، أن سورية ستنتصر في الحرب الاقتصادية التي تشن عليها من قبل أميركا وحلفائها كما انتصرت في الحرب الإرهابية، ورأى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم يمارس «دور الحرامي بشهادة من خلال سرقته خيرات الشعوب».
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال عبد الهادي في رده على سؤال: إن كان يعتقد أن سورية ستتجاوز الحرب الاقتصادية التي تشن عليها: «نعم بالتأكيد سورية ستتجاوز» هذه الحرب.
وأوضح، أن الحرب الاقتصادية التي توازي الحرب الإرهابية تشنها بشكل مباشر أميركا وحلفاؤها للحصول على تنازلات سياسية من الدولة السورية ولكن هم واهمون»، لافتاً إلى أن «الشعب السوري لديه كرامة وعزة، ولا يمكن أن يُساوم أكله مقابل كرامته، فالكرامة فوق كل شيء».
ورأى أنه «لابد من الصبر والصمود لأن كل مشاريع أميركا التي تعتمد على سياسة القوة وشريعة الغاب ستفشل ويأتي اليوم ويصحو الجميع وتعزل أميركا».
وأضاف: «نحن في فلسطين نعتقد أن سورية هي الموقع السياسي والجغرافي الأول في مواجهة هذه السياسة الأميركية «الإسرائيلية».
وأوضح، أن أميركا وحلفاءها «بدؤوا بالحصار الاقتصادي على سورية بعد أن هزمت سورية المشروع الإرهابي القاتل واليوم سورية تحقق انتصارات كبيرة ونعقد أنها ستسيطر قريباً على كل سنتيمتر من أراضي الجمهورية العربية السورية وعندها لن يفيدهم أي حصار لا سياسي ولا اقتصادياً».
ورأى عبد الهادي، أن سورية ستعود بعد أن تقضي على الإرهاب إلى خلية عمل وإنتاج ومصدر قوي للصناعة والسياحة في المنطقة.
رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وفي تعليقه على قرارات إدارة ترامب حول شرعنة المستوطنات الصهيونية والاعتراف بالقدس «عاصمة» لكيان الاحتلال والاعتراف «بسيادة» هذا الكيان على الجولان المحتل، أوضح أنه «منذ أن استلم ترامب الرئاسة كشف وجه أميركا الحقيقي»، لافتاً إلى أن أميركا تمضي وتسعى من أجل الهيمنة والسيطرة على خيرات الشعوب، ولا يهمها لا حرية ولا ديمقراطية ولا حقوق الإنسان بقدر ما يهمها تأمين مصالحها وحفظ أمن «إسرائيل» لتكون الأقوى في المنطقة للحفاظ على مصالحها.
وقال: «ترامب يقولها بوضوح أنا أريد نفطاً ومالاً وأريد أجرة ممن أحميه، ليحول بذلك أميركا إلى بندقية للإيجار من أجل حماية أي نظام بحاجة إلى حمايته».
واعتبر عبد الهادي، أن المنطقة باتت على بركان ساخن نتيجة هذه السياسة الأميركية التي تخرق كل الأنظمة والقوانين، مطالباً «الجميع بأن تكون لديهم صحوة حتى الدول التي تعتبر نفسها حليفة لأميركا»، مذكّراً تلك الدول بقول الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك عندما اندلعت الأحداث في بلاده: «المتغطي بأميركا عريان».
وشدد على أنه يجب معاقبة أميركا ووقف التعامل معها على كل المستويات بعد كشف سياستها، لكي تفهم أنها ليست من يقرر أمر الشعوب.
واعتبر أن ترامب اليوم يمارس «دور الحرامي بشهادة من خلال سرقته لخيرات الشعوب ودعم الإرهاب».
ووصف عبد الهادي «القوى الأصولية» التي اتفقت مع ترامب من أجل تغيير الأنظمة في دول المنطقة وتعهدت أمامه بالحفاظ على مصالحه، بأنها مثل «إسرائيل»، لافتاً إلى أن دعم أميركا و«إسرائيل» للإرهاب في سورية كان واضحاً من خلال إنشاء تنظيم داعش ودعم «جبهة النصرة» اللذين أتيا من رحم حركة «الإخوان المسلمين» التي وقعت الاتفاق مع أميركا من أجل أن تسيطر على المنطقة.
ولفت إلى أن «صفقة القرن» الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية تنفذ من خلال منظمة «حماس» التابعة لـ«الإخوان المسلمين»، موضحاً أن «حماس» وافقت على إنشاء المستشفى الأميركي في قطاع غزة بعد أن قطعت أميركا كل دعمها للشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أن الاتفاق بين «حماس» وأميركا لا يقتصر على إقامة مشفى، وإنما إقامة جزيرة صناعية ومصانع مقابل قيام «حماس» بتنفيذ «صفقة القرن» ومن ثم إعلان إمارة إسلامية في غزة وأن تبقى الضفة الغربية تحت السيادة «الإسرائيلية».
وبعد أن أشار عبد الهادي إلى أن «حماس» استخدمت المقاومة جسراً للوصول إلى أهدافها، حذر من أن الوضع في المنطقة يسير باتجاه الكارثة، إذا لم يتم اتخاذ قرارات وإجراءات واضحة ضد هذا الكيان وضد «حماس».
وشدد على أنه لن يكون هناك سلام ولا استقرار في العالم ما لم يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه الكاملة وإقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية.
واعتبر عبد الهادي، أن ما يجري حالياً في عدد من دول المنطقة منها لبنان والعراق وإيران من مظاهرات في الشوارع، يأتي في إطار «الفوضى الخلاقة التي أعلنتها (مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض السابقة كوندليزا) رايس في عام 2006، ولكن باستغلال المطالب المحقة للشعوب وتحويلها باتجاه تدمير الدول وإنهاء سيادتها»، مشدداً على أن كل ما يجري في المنطقة تقف وراءه «إسرائيل» وأميركا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن