الأولى

«خان الحرير» في حلب القديمة على خطا «سوق السقطية» وبتوقيع «الآغا خان»

| حلب- خالد زنكلو

في ثاني مشروع لها لإعادة إحياء أسواق حلب القديمة التي أتت عليها الحرب بالكامل وبعد ترميم «سوق السقطية» بحرفية عالية لفتت انتباه وسائل الإعلام العالمية، بدأت «مؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية – سورية» أعمال ترميم «سوق خان الحرير»، الذي يعد من أهم الأسواق الأثرية وكان يضم محال ومنشآت تجارية لتجارة وبيع النسيج والحرير وأقمشة أخرى من نتاج حلب عاصمة الصناعة والاقتصاد السوري.
وإثر جهد مكثف مع خبراء عالميين لمراجعة تفاصيل العروض المقترحة لتنفيذ مشروع «سوق خان الحرير» أو «سوق الحرير»، الذي يعود بناؤه للقرن السادس عشر ميلادي، بدأت ورش الترميم مطلع الشهر الجاري بإعادة رسم ملامح السوق بحجارته الأصلية لإظهار طابعه الأثري القديم على أن تنتهي أعمال الترميم خلال 140 يوماً توضع بعدها محاله في الخدمة أسوة بالعديد من الأسواق التجارية التي أعيد ترميمها وشرعت أبوابها لاستقبال الزبائن، على الرغم من أن عملية تأهيل الأسواق القديمة أمر بالغ الصعوبة بسبب حاجتها إلى دراسات معمقة ووقت طويل وتمويل ضخم تعيقه العقوبات الغربية المفروضة على سورية.
أحد القائمين على ترميم «سوق الحرير»، الذي تولت «الآغا خان» أعمال التمويل والدراسة والإشراف الفني عليه بعدما راكمت خبراتها الفنية في هذا المجال، بالتعاون مع «الأمانة السورية للتنمية» ووزارة الثقافة ومحافظة حلب ومجلس مدينة حلب ومديرية الآثار في حلب ومديرية المدينة القديمة، أشار لـ«الوطن» أن السوق سيرجع إلى سابق عهده من حيث وظائفه مع الحفاظ على عبقه ورونقه القديم عدا عن إضافة لمسات جمالية وإبداعية تراعي خصوصية المكان، على غرار ما جرى في «سوق السقطية».
ولفت إلى أن أعمال ترميم السوق، الذي يقع أمام خانات الحرير والبنادقة والجاكي، تقسم إلى قسم شمالي تعرض لتدمير كبير وتنفذ أعمال ترميمه الشركة ذاتها التي رممت «السقطية»، على حين ترمم القسم الجنوبي منه شركة جديدة متخصصة في هذا المجال.
وتضم أعمال الترميم بناء الجدران والواجهات وتنظيفها وتركيب الأبواب وصيانة باقي مكونات السوق والخان وفق أنموذجه وشكله الأصلي.
وبدأت الروح تعود بالتدريج إلى أسواق حلب القديمة، التي أوليت عناية كبيرة من المعنيين لإعادة تأهيلها وعودة النشاط التجاري إليها لما تمثله من أهمية وثقل اقتصادي كبير في حلب، وسورية بشكل عام، وجرى تأهيل نحو 7 أسواق من أصل 55 سوقاً تتوضع على مساحة 16 هكتاراً ويبلغ طول المسقوف منها 14 كيلو متراً، لتعد أطول سوق مسقوفة في العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن