شؤون محلية

شوارع الأزمة!

| محمود الصالح

يوما بعد آخر تتضح معالم الأزمة المرورية في دمشق مع بدء التعافي الذي تشهده العاصمة. حيث أصبحت أغلب المناطق في العاصمة تعاني اختناقات مرورية مرشحة لمزيد من التفاقم من دون أي حلول مقترحة من محافظة دمشق حتى الآن.
قبل الأزمة كانت هناك جملة من المقترحات الفنية التي من شأنها حل زحمة السير في أغلب شوارع العاصمة، وكانت في طريقها للتنفيذ، لكنها توقفت مع بدء الحرب على سورية كحال الكثير من خطط التنمية الشاملة.
اليوم وأمام بدء بوادر أزمة مروية ستشهدها دمشق في القادم من الأيام نتيجة دخول المزيد من الآليات إلى العاصمة، أصبحت الضرورة تقتضي البدء بتنفيذ حلول مرورية في أغلب محاور السير في دمشق، ويمكن أن تكون البداية من أكثر المواقع ازدحاما، ومنها جسر فكتوريا والبرامكة والصالحية وشارع الثورة وباب مصلى، ومن ثم تكون الحلول التالية للمناطق الأقل ازدحاما في الوقت الحالي والمرشحة للازدحام في السنوات القادمة.
يبدو أن هندسة المرور والنقل في محافظة دمشق لا ترى حتى الآن أنه من واجبها الاهتمام بهذا الموضوع، لذلك لم تضع على أجندتها حتى مجرد التفكير بهذه القضية، ولم تفكر حتى بمجرد رفع مقترحات وحلول لهذه الأزمة القادمة لتقديمها للمكتب التنفيذي في محافظة دمشق. للأسف كل مواطن يعيش في دمشق أو يزورها يعيش هذه الأزمة المتفاقمة في الاختناق المروري، والمكتب التنفيذي لم يفكر حتى أن يطرحها على جدول أعماله!
البعض ممن سألناهم عن الموضوع لم يخطر ببالهم مجرد التفكير به، والبعض الآخر يعتقد أن هناك عقبات كثيرة أمام تنفيذ مثل هذا المشروع الإستراتيجي، أولها التكاليف الكبيرة التي لا يمكن لموازنة المحافظة تحملها، إضافة إلى أن عقدة فكتوريا يقع تحتها مجرى نهر بردى، وكأن الهندسة عجزت عن وضع حلول بديلة واقتصادية لمعالجة أي عقبة تعترض الحلول المرورية للعاصمة.
المهم أن تكون هناك الإرادة لإنجاز هذا المشروع الضروري، وأن نتحول من صيغة التفكير إلى حالة التنفيذ، ولو كانت على مراحل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن