تجار يشتكون مزاجية عناصر الجمارك ودخول محالهم دون تنسيق.. و«الجمارك»: فصل أي عنصر غير ملتزم
| عبد الهادي شباط
يبدو أن حملة الجمارك الأخيرة أثارت الكثير من التحفظات والملاحظات لدى تجار دمشق، فرغم أن التصريحات الرسمية الواردة من إدارة الجمارك تفيد بأن هذه الحملة معنية بطوق أمان جمركي حول دمشق لمنع وصول المهربات للمحال والأسواق في العاصمة، إلا أن التجار يسجلون الكثير من التساؤلات عن توقيت الحملة والهدف الأساس منها.
وفي تصريح لـ«الوطن» بين عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق محمد خطاب أن هناك مزاجية في تعامل عناصر الجمارك مع مذكرة التفاهم الموقعة بين الغرفة وإدارة الجمارك، ففي الوقت الذي تلتزم فيه دوريات جمركية بهذه الاتفاقية بعدم الدخول للمحال والمستودعات إلا في حالات معينة وبرفقة ممثلين عن غرف التجارة والصناعة، يدخل بعض العناصر للمحال في الأسواق من دون مراعاة هذه المذكرة، وأن بعض العناصر فهموا حملة الجمارك الأخيرة التي أعلن عنها بأنها تسمح وتتيح بالدخول لكل المحال والمستودعات والأسواق وهو الأمر الذي يثير حفيظة الكثير من الباعة ويحدث بلبلة في الأسواق.
كما تحدث عن مشكلة يعاني منها بعض التجار من جهة نقلهم للبضائع والمواد المخزنة بمستودعات بريف دمشق كانت ضمن مناطق شهدت توترات خلال الفترة الماضية وحالياً هي مناطق آمنة ومستقرة، حيث يواجه التاجر مشكلة مع الجمارك عند نقل هذه البضاعة من جهة الاعتراض على قدم البيان الجمركي، وهو أمر خارج رغبة التاجر الذي اضطر لترك بضاعته في المستودعات حتى عودة مثل هذه المناطق للسيطرة بشكل كامل، وطلب الخطاب إيجاد حل أو تفاهم يمكن من نقل هذه المواد والبضائع للمحال والصالات التجارية.
من جانبه أكد معاون المدير العام للجمارك سميح كسيري لـ«الوطن» التزام الجمارك بمذكرة التفاهم مع غرف التجارة بشأن عدم الدخول للمحال والمستودعات إلا في حالات خاصة، وتستند إلى معلومات عن احتوائها لمهربات، وبحضور ممثلي عن غرف التجارة والصناعة، بينما لم ترد لإدارة الجمارك أي شكوى رسمية من غرف التجارة تفيد بعدم التقيد بمذكرة التفاهم النافذة، وأنه في حال وجود تجاوزات فهي تجاوزات فردية، ولا تمثل توجيهات الجمارك.
ونوّه بأن الإدارة ستعمل على التحقق من أي شكوى ترد إليها في هذا الخصوص، وستتم معاقبة العنصر المخالف، حيث تعمل الجمارك بالتوافق مع التوجيهات الحكومية والحفاظ على استقرار الأسواق والتعامل مع المهربات برؤية إستراتيجية، وأن الحملة التي أعلن عنها مؤخراً هي استمرار لما تعمل عليه الجمارك في مكافحة ظاهرة التهريب والقضاء عليها، وأن الجديد فيها هو التركيز على إحداث نطاق جمركي حول دمشق لضبط المخالفات والمهربات قبل وصولها للمحال والباعة، وهو ما يعزّز عدم التوجه نحو الأسواق التجارية من قبل الجمارك.
وحول نقل البضائع والمواد من المستودعات وخاصة بريف دمشق بين الكسيري أن لكل بيان جمركي خصوصية، ولا يمكن التعامل مع كل البيانات بالحالة نفسها، مبيناً أن هناك اتفاقية مع وزارة الصناعة تسمح للصناعيين بنقل آلات وتجهيزات معاملهم للمناطق التي يرغبون فيها بناء على كشف تجريه لجنة مشتركة من الصناعيين والجمارك للتحقق من الآلات والتجهيزات.
وأكد أن إدارة الجمارك منفتحة بالتعامل مع الصناعيين والتجار وهناك تنسيق مستمر، ويمكن البحث في أي مشكلة تواجه العمل والتفاهم والوصول لحلول لها.