قضايا وآراء

إنجا زات ترامب ومحاولات العزل

| دينا دخل الله

على الرغم من إصرار مجلس النواب الأميركي والحزب الديمقراطي على توجيه تهم للرئيس الأميركي دونالد ترامب سعياً لعزله من منصبه، استطاع الرئيس -حسب قوله- بتحقيق إنجازات مهمة خلال فترة رئاسته. إذ أشاد الرئيس الأميركي في عدد من التغريدات على تويتر قبل أيام بإنجازاته التي وصفها بالنصر وشبهها «بالبريكست في المملكة المتحدة بل أكثر من ذلك». وقال ترامب: «نجح الرئيس ليس فقط في تقديم الوعود بل قدم سجلاً من أنجح السجلات الرئاسية في التاريخ».
وأشار ترامب إلى أن الكثير من الإنجازات حصلت في الأيام القليلة الماضية تتعلق «بتأمين وظائف ومساعدة الطبقة العاملة وإبرام صفقات تجارية عملاقة».
وقال ترامب: إنه «خلال السنوات الثلاث الماضية انخفض معدل البطالة وارتفعت الأرباح وتم إصلاح نظام العدالة الجنائية وكثير من الأمور الحيوية تمت معالجتها»، كما أكد أنه «تم ضبط الهجرة غير الشرعية الآخذة بالهبوط». وذكّر ترامب بكفاحه في الحرب التجارية مع الصين، وهزيمة داعش، وإعادة التفاوض حول الاتفاق التجاري لأميركا إضافة إلى الناتو».
في النهاية استغرب الرئيس الأميركي موقف الديمقراطيين قائلاً: «قبل كل شيء إنهم يكرهون الحقيقة التي يصنعها الرئيس.. وهذا هو السبب الذي يجعلهم يفكرون في إقالة هذا الرئيس». وأضاف واصفاً سياسته التي اتبعها خلال فترة رئاسته بأنها «سياسة جوهرية تؤتي ثمارها للأميركيين الذين أوصلوه للبيت الأبيض»، مؤكداً أن الديمقراطيين «لا يمكنهم التغلب عليه في معركة عادلة العام المقبل».
قد يختلف المراقبون حول إنجازات ترامب ووعوده التي وعد بها خلال حملته الانتخابية عام 2016، فالبعض يرى أن الأرقام تشير إلى انخفاض معدل البطالة في الولايات المتحدة بنسبة 3.5 بالمئة ليسجل أدنى مستوياته منذ كانون الأول 1969. وسجل الاقتصاد مرة أخرى 136 ألف وظيفة جديدة في أيلول الماضي ما يؤكد أن سوق العمل أكثر قوة مما كان مقدراً مطلع آب الماضي. كما أضافت الشركات أكثر من 400 ألف وظيفة تصنيع في جميع أنحاء الولايات المتحدة منذ تولي ترامب الرئاسة.
بالمقابل يشير البعض الآخر إلى أن هذه الأرقام غير واقعية وأن الرئيس ترامب لم يستطع إنعاش الاقتصاد الصناعي كما وعد. وكان ترامب قد تعهد خلال حملته الانتخابية بوضع حد للانخفاض الطويل الأمد في العمالة الصناعية وتنشيط ولايات الغرب الأوسط ذات الاقتصادات المحلية الصناعية الثقيلة التي دعمت ترامب في الانتخابات الماضية. ويرى هؤلاء أن حروب ترامب التجارية هي السبب وراء إخفاقه في بذل المزيد من الجهد في القطاع الصناعي.
بعيداً عن سجالات المؤيدين للرئيس الأميركي وإنجازاته والمعارضين له يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يرد في هذه التغريدات أن يذكر ناخبيه بأنه الرئيس الذي يوفي بوعوده ويعمل لمصلحة أميركا فحسب، بل كأنه يطلب دعماً شعبياً لرئيس جيد يحاول القيام بواجبه الرئاسي في وجه الحرب التي يشنها عليه خصومه الديمقراطيون لتشويه سمعته ليس إلا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن