سورية

في الذكرى الثالثة لتحرير المدينة … تواصل الجهود لإزالة آثار الإرهاب عن الجامع الأموي في حلب

| وكالات

منذ تطهير الأحياء الشرقية لمدينة حلب من التنظيمات الإرهابية من الجيش العربي السوري في 21 كانون الأول من العام 2016 وبسط سيطرته على كامل المدينة تقوم الورشات بإزالة آثار الإرهاب وإعادة الجامع الأموي إلى ما كان عليه سابقاً بعد تشكيل لجنة لإعادة تأهيل وترميم الجامع.
ولم يسلم الجامع الأموي في حلب من اعتداءات الإرهابيين ووحشيتهم فتعرض لأضرار كبيرة أدت إلى تهدم مئذنته الشهيرة وتخريب الواجهات الحجرية والأسقف الخشبية كما أصيبت معظم موجوداته بالأضرار.
وبين مدير مشروع ترميم الجامع الأموي صخر علبي في تصريح نقلته وكالة «سانا» أنه تم وضع خطة إسعافية أولية لترميم الجامع شملت الواجهات الحجرية من مقرنصات وشرافات وأكتاف حاملة وأعمدة، لافتاً إلى تنوع العمارة في الجامع التي تعود إلى المراحل التاريخية والحضارات والثقافات التي مرت عليه، وموضحاً أن أعمال الترميم بدأت بالواجهة الخارجية التي نجحت فيها تجارب الترميم الحجري ليتم الانتقال لترميم الواجهات الداخلية ونزع مقذوفات الرصاص منها ومن أعمدتها وترميمها بالخلطات المناسبة وتدارك النواقص في الجدران والأحجار المكسرة.
وأشار علبي إلى انتهاء أعمال الترميم في أسقف الجامع والسطح والواجهات الداخلية القبلية وإنهاء الخشبيات التي تعلو الأبواب وتأسيس شبكات الكهرباء والإضاءة والصوتيات وتم تأجيل أعمال الترميم في الأرضية بصحن الجامع لأنها تحتوي على حجارة المئذنة المرقمة التي تم توثيقها ليصار إلى إعادتها أثناء بناء مئذنة الجامع.
وقال: إن «مئذنة الجامع تعرضت لتدمير ممنهج بسبب تفجيرها من الإرهابيين من الداخل وأثناء عمليات تفكيك أجزائها السفلية لإعادة إعمارها تم اكتشاف طريقة بنائها القديمة الأولية وحالياً تتم إشادة القاعدة الصلبة للمئذنة باستخدام أحجار كبيرة صماء لحمل برج المئذنة البالغ ارتفاعها 45 متراً ويبلغ وزن كل حجر فيها نحو 500 كغ».
وبيّن علبي أن الجامع يتألف من الفناء الداخلي «صحن الجامع» وفيه مكان للوضوء تعلوه قبتان صغيرتان تمت إعادة ترميمهما وإكساؤهما بمادة الرصاص، في حين يحتوي القسم الجنوبي على قاعة الصلاة الرئيسة «القبلية» وأروقة للصلوات والاستراحة وخاصة في فصل الصيف.
ويحتوي صحن الجامع على مزولتين «ساعتين شمسيتين» تدلان على حركة الشمس لتحديد أوقات الصلاة وقد تعرضتا للأضرار ويتم العمل على إصلاحهما وهناك مصطبة خشبية صغيرة مخصصة لإعطاء الدروس الدينية وعمود إسمنتي تعلق عليه فوانيس للإضاءة ليلاً.
وتحدث العامل علي المحمد عن أعمال بناء قاعدة مئذنة الجامع بوضع الإسمنت وبناء الحجارة الكبيرة عليه على حين بين العامل عبد الرزاق الجمعة أنه يقوم بنزع وإزالة مقذوفات الرصاص العالقة على الأعمدة وترميم الفراغات الحاصلة مكانها.
بدوره تحدث محمد عزوز من ورشة الأعمال الخشبية عن انتهاء أعمال الزخرفة والأرابيسك للأبواب والقناطر الخارجية البالغ عددها 12 باباً في الواجهة القبلية، مشيراً إلى أنه يتم العمل على إنهاء الإكساء الداخلي للجامع.
ويعد الجامع الأموي أحد أبرز المعالم التاريخية والدينية والأثرية في مدينة حلب ويعود بناؤه لأكثر من 1300 عام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن