سورية

أكد استسلام الولايات المتحدة للنظام التركي! … مسؤول أميركي سابق: تعامل واشنطن مع «قسد» كان «صفقات تجارية»

| وكالات

أكّد نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي المستقيل مايكل باتريك مولروي، أن تعامل الإدارة الأميركية حيال العدوان التركي على مناطق سيطرة الميليشيات الكردية شمال شرق سورية كان «مُخزياً»، معتبراً أنه كان ينبغي أن يكون موقف الولايات المتحدة أكثر صرامةً إلا أنه بدلاً من ذلك «استسلمنا»، وواصفاً تعامل بلاده مع «قوات سورية الديمقراطية– قسد» بـ«صفقات تجارية».
وتحدث مولروي في لقاء نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأميركية حسب وكالة «هاوار» الكردية عن سياسة واشنطن حيال الشرق الأوسط، وتعامل إدارة الرئيس دونالد ترامب المخزي حيال عدوان النظام التركي على شمال وشرق سورية.
مولروي الذي عمل طويلاً على إنشاء ما سمتها واشنطن «آلية أمنية» على الحدود مع تركيا تهدف إلى إرضاء كل من أنقرة و«قسد»، تحدث عن تعامل الولايات المتحدة مع تهديدات النظام التركي بغزو شمال وشرق سورية، ورأى أنه كان ينبغي أن يكون موقف الولايات المتحدة أكثر صرامةً تجاه تهديدات تركية لغزو شمال سورية وأنه بدلاً من ذلك «استسلمنا».
وحول ردة فعله على قرار ترامب بسحب القوات من الحدود التركية السورية، لفت إلى أن وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» كانت ضد الهجوم التركي، وقال: «كان علينا أن نُعارض الهجوم على الرغم من وجود محدود من جنودنا على الحدود السورية-التركية».
وأعرب مولروي عن «امتعاضه الشديد حيال عدم حماية واشنطن لشركائها»، وقال: «كان يجب أن تكون هناك طريقة للتعامل مع من قاتلوا تنظيم داعش الإرهابي (في إشارة إلى قسد)، ويجب أن نفعل ما بوسعنا لدعمهم والاستمرار في الدعم من أجل تحقيق أهدافنا المشتركة في القضاء على داعش».
وانتقد مولروي إدارة بلاده في طريقتها في التعامل، والتي وصفها بـ«صفقات تجارية» مع الشركاء، واعتبر أنها «ليست الطريقة المثالية في التعامل معهم في الوقت الراهن ولا في المستقبل».
وفي معرض رده على سؤال بأنه كان بإمكان واشنطن البقاء على موقفها الرافض للهجوم التركي، قال: «كان بإمكاننا ألا ننسحب، وأن نُوضّح للأتراك بأن قوات سورية الديمقراطية لم تُشكل أي تهديد مباشر لتركيا».
وأضاف: إن «واشنطن من خلال المبعوث جيمس جيفري وكذلك وزارة الخارجية ووزارة الدفاع عملوا بكثافة لتجنب هذا الوضع برمته، وأعتقد أننا توصلنا إلى اتفاق، لقد أقنعنا قوات سورية الديمقراطية بالسماح بدوريات جوية وبرية مشتركة مع الأتراك، وأقنعناهم بتفكيك مواقعهم الدفاعية».
وتابع: «لكن إذا نظرنا إلى الوراء، يُمكننا القول إننا ساعدنا أنقرة في تسهيل التوغل العسكري، لأنه في الأساس ساعدنا الأتراك على إجراء الاستطلاع وكشف مواقع قسد».
ورأى مولروي أن «الأتراك بقبولهم الآلية الأمنية خلال الفترة الأولى كان المقصود منه التحضير لعمل عسكري فيما بعد».
وطالب مولروي المجتمع الدولي الذي يشمل بالطبع الولايات المتحدة بالتحقيق في ارتكاب النظام التركي ومرتزقته جرائم حرب ضد سكان شمال وشرق سورية، لافتاً إلى أنه يجب محاسبتهم.
وأشار إلى أن هناك حقائق لا يمكن إنكارها حول ممارسات أنقرة ومرتزقتها بخصوص القيام بعمليات تغيير ديموغرافية في المناطق التي احتلتها شرق الفرات، وأنه يجب أن يوضع حداً لهذه الكارثة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن